تستأنف شركات الطيران الكبرى في الإمارات رحلاتها التجارية إلى سوريا بعد توقف دام قرابة 13 عاماً، في خطوة تعكس توجهاً خليجياً منسقاً لدعم تعافي الاقتصاد السوري وإعادة دمجه في شبكات المنطقة.
وأعادت شركة الطيران الاقتصادي منخفضة التكلفة «فلاي دبي» تشغيل رحلاتها إلى مطار دمشق الدولي يوم السبت، في أول رحلة لها منذ عام 2012، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين الإمارات وسوريا، وفقاً لتقرير نشره موقع AGBI.
ووصف سفير الإمارات العربية المتحدة لدى الجمهورية العربية السورية، حسن أحمد الشحي، استئناف رحلات «فلاي دبي» بأنه يمثل خطوة إيجابية نحو عودة جميع الناقلات الوطنية الإماراتية إلى سوريا، وفقاً لما نقله المكتب الإعلامي لحكومة دبي.
وقال حمد عبيد الله، الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية في «فلاي دبي»، إن الشركة ستُسيّر رحلات يومية إلى دمشق، بما يسهم في تنشيط حركة السفر والتجارة والسياحة بين البلدين.
كما تعتزم شركة «طيران الإمارات» استئناف رحلاتها إلى دمشق بدءاً من 16 يوليو المقبل، بعد إجراء تقييم شامل بالتنسيق مع «الهيئة العامة للطيران المدني» في الإمارات، بحسب ما أعلنته الشركة في بيان لها.
وكانت «طيران الإمارات» قد نقلت أكثر من مليوني مسافر من وإلى سوريا قبل تعليق خدماتها في عام 2012. وستبدأ الشركة بثلاث رحلات أسبوعياً، مع رفع العدد إلى أربع رحلات في أغسطس، على أن تتحول إلى رحلات يومية بدءاً من 26 أكتوبر، بحسب البيان.
شهدت العلاقات التجارية بين الإمارات وسوريا تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 680 مليون دولار، أي 2.5 مليار درهم، في عام 2024، بزيادة نسبتها 23% مقارنة بالعام السابق. ومن المتوقع أن تُسهم الرحلات الجديدة في تعزيز هذه العلاقات، في وقت يُقيم فيه أكثر من 350 ألف سوري في دولة الإمارات.
وفي تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، قال علاء صلال، مدير العلاقات العامة في «الهيئة العامة للطيران المدني السوري»، إن عودة «طيران الإمارات» إلى دمشق قد تمثل دافعاً مهماً لشركات طيران أخرى لاستئناف عملياتها عبر مطار دمشق الدولي.
وتأتي عودة الناقلات الخليجية إلى سوريا في إطار مبادرة دبلوماسية واقتصادية أوسع من دول مجلس التعاون لدعم إعادة دمج سوريا في المنظومة الإقليمية. وخلال مؤتمر صحفي عُقد في الكويت عقب اختتام الدورة 164 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، أكد وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا أن الدول الخليجية تتعاون لدعم سوريا وتساند المبادرات الهادفة إلى استقرارها السياسي والاقتصادي.
وتتزامن هذه التطورات مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض، فقد أعلن عن خطط لرفع العقوبات المفروضة على سوريا بعد محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي إطار هذه الجهود، قامت المملكة العربية السعودية وقطر بسداد ديون سوريا المستحقة لصالح البنك الدولي والبالغة 15.5 مليون دولار. كما أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أن المملكة وقطر ستقدمان دعماً مالياً مشتركاً إضافياً لسوريا.
وفي مؤشر آخر على تصاعد الانخراط الإقليمي، وقعت دمشق هذا الشهر مذكرة تفاهم مع تحالف من الشركات الدولية بقيادة شركة «يو سي سي هولدينغ» (UCC Holding) القطرية لتنفيذ مشاريع كبرى في مجال توليد الكهرباء بقيمة 7 مليارات دولار.