هدّد الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس، بفرض رسوم جمركية على واردات أميركية تصل قيمتها إلى 95 مليار يورو، تشمل السيارات والطائرات، إذا فشلت المفاوضات الجارية بشأن إنهاء الرسوم التي فرضتها إدارة دونالد ترامب على المنتجات الأوروبية.
وأعلنت المفوضية الأوروبية إطلاق «مشاورات عامة» بشأن قائمة طويلة من المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة، قد تُفرض عليها رسوم جمركية أوروبية انتقامية، وتشمل هذه القائمة معدات كهربائية وبطاريات وأجهزة منزلية، إضافة إلى منتجات زراعية وغذائية مثل الفواكه والخضروات والمشروبات الكحولية، بما في ذلك النبيذ والـ«بوربون».
وحذّرت بروكسل من أن هذه الواردات «قد تكون عرضة لتدابير انتقامية» إذا استمرت واشنطن في فرض الرسوم على صادرات الاتحاد الأوروبي مع نهاية المفاوضات.
بالتوازي، تعتزم المفوضية الأوروبية اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية للاعتراض رسمياً على الإجراءات الأميركية، ووصفت الرسوم بأنها «انتهاك صارخ لقواعد منظمة التجارة»، وأكدت أنها ستتقدّم «قريباً» بطلب للتشاور، وهو أولى خطوات آلية تسوية النزاعات.
رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، شدّدت مع ذلك على التزامها بالحلول التفاوضية، قائلة: «نؤمن بإمكانية التوصل إلى اتفاقات جيدة تصبّ في مصلحة المستهلكين والشركات على ضفّتي الأطلسي، لكننا نواصل الاستعداد لكل السيناريوهات».
وكانت واشنطن قد فرضت منذ منتصف مارس ثلاث موجات من الرسوم على الاتحاد الأوروبي: 25% على واردات الصلب والألمنيوم، تلتها 25% على السيارات، ثم 20% على باقي المنتجات الأوروبية في أبريل. وقد تم تعليق الرسوم الأخيرة مؤقتاً حتى يوليو لمنح فرصة للحوار، لكن رسوم 10% لا تزال تُطبّق على معظم السلع الأوروبية المصدّرة إلى الولايات المتحدة.
وفي مارس، ردّت بروكسل بالإعلان عن رسوم تصل إلى 25% على واردات أميركية بقيمة 26 مليار يورو، تستهدف علامات بارزة مثل دراجات «هارلي-ديفيدسون»، ومنتجات زراعية مثل الصويا، وأجهزة منزلية كالثلاجات وآلات جزّ العشب.
لكن ردّ الاتحاد الأوروبي لم يدخل حيّز التنفيذ بعد، إذ يبقى معلقاً بنتائج المفاوضات الجارية حتى يوليو، ولن يُفعّل إلا في حال فشلها.