ترامب يثير التكهنات.. من «سعيد الحظ» صاحب أول اتفاق تجاري؟

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التكهنات حول إعلان تجاري مهم سيتم الإعلان عنه اليوم الخميس، وذلك في أحدث علامة على إمكانية تخفيف بعض الرسوم الجمركية المرتفعة والتي هددت بإلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد الأميركي والعالمي.

دوّن الرئيس الأميركي منذ ساعات على منصة «تروث سوشيال»: «ثمّة مؤتمر صحفي مهم غداً صباحاً الساعة العاشرة، في المكتب البيضاوي، بشأن صفقة تجارية كبرى مع ممثلي دولة كبيرة ومحترمة للغاية… إنها الأولى من بين العديد من الصفقات!!!».

لم يحدد

في منشوره، لم يُحدد ترامب الدولة المعنية، لكن إدارته أشارت إلى أنها تُجري مفاوضات نشطة مع الهند والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان. 

في حين صرح بيتر نافارو، كبير مستشاري ترامب التجاريين، أنه يظن في أن المملكة المتحدة قد تكون أول دولة تُوقع اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة.

نافارو قال في إحاطة إعلامية: «لا أعلم ما إذا كانت المملكة المتحدة ستكون أولاً أم الهند، لدينا تطور طفيف في قصة الهند، لذا قد يؤدي ذلك إلى إبطاء الأمور هناك، لكن يمكنني أن أؤكد للشعب الأميركي أنه ستكون هناك صفقات، وستكون صفقات جيدة للغاية للشعب الأميركي».

المملكة المتحدة

أفادت تقارير صحفية بإمكانية توقيع اتفاقية تجارية مع المملكة المتحدة هذا الأسبوع، قد تُعفي الولايات المتحدة من بعض الحواجز التجارية غير الجمركية، بما في ذلك ضريبة الخدمات الرقمية البريطانية البالغة 2% المفروضة على شركات التكنولوجيا الأميركية. 

في المقابل، قد تُخفف الولايات المتحدة عبء الرسوم الجمركية على المملكة المتحدة، وربما تُعفيها من رسوم جمركية بنسبة 25% على الألمنيوم والصلب والسيارات.

محادثات واسعة

على مدى أسابيع، صرّح مسؤولو إدارة ترامب أنهم يجرون محادثات مع أكثر من 12 دولة، ويقتربون من التوصل إلى اتفاق، لكن لم يُعلن عن أي اتفاق حتى الآن. 

كما صرّح ترامب مراراً أنه ليس في عجلة من أمره لتوقيع اتفاق، مدعياً أن الدول تستغل أميركا منذ سنوات، وأن الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها الولايات المتحدة ستُسهم في تحقيق التوازن التجاري.

صفقة حقيقية

رغم ادعاء الإدارة الأمريكية أنها في مفاوضات تجارية متقدمة مع أكثر من 12 دولة، فإن إبرام صفقات تجارية فعلية يستغرق وقتاً طويلاً.

ويُرجح أن يكون الاتفاق الذي ألمح إليه ترامب مجرد مذكرة تفاهم، قد تفضي إلى خفض الرسوم الجمركية على سلع دولة معينة على المدى القريب.

الرسوم المتبادلة

الرسوم الجمركية المتبادلة التي دخلت حيز التنفيذ في الـ7 من أبريل، والتي عُلقت لمدة 90 يوماً في الـ9 من أبريل، تؤثر في عشرات الدول، إذ تخضع نحو 100 دولة للرسوم الجمركية الشاملة بنسبة 10%. 

ومن غير المحتمل أن تتمكن الإدارة من إتمام هذه الإجراءات بحلول الـ8 من يوليو، وهي مهلة الـ90 يوماً التي منحها ترامب كفترة لإجراء المفاوضات، وعلق فيها سريان الرسوم.

علامات التهدئة

يعد إعلان ترامب عن اتفاق تجاري الإشارة المهمة الثانية الأسبوع الجاري إلى أن الإدارة قد تكون منفتحة على المفاوضات التي من شأنها في نهاية المطاف خفض بعض التعريفات الجمركية على الدول الأجنبية.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الثلاثاء إنه والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير سيسافران إلى جنيف في سويسرا حيث سيلتقيان نظيريهما الصينيَّين.

كما وصف وزير الخزانة الأميركي الخطوة بالمهمة في المفاوضات، وقد تُخفف حدة التوترات التي دفعت الولايات المتحدة إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 145% على الأقل على معظم السلع الصينية، وفي المقابل، فرضت الصين رسوماً جمركية بنسبة 125% على السلع الأميركية.

ارتياب ترامب

ترامب قال أمس الأربعاء إنه لن يخفض التعريفات الجمركية المرتفعة على الصين قبل بدء المناقشات، وهو ما قالت بكين في وقت سابق إنه شرط مسبق للمحادثات.

كما أوضح ترامب أمس عندما سُئل في المكتب البيضاوي عمّ إذا كان منفتحاً على إلغاء الرسوم الجمركية المرتفعة تاريخياً من أجل دفع الصين إلى طاولة المفاوضات: «ببساطة لا».

ونفى أن تكون واشنطن طلبت من بكين بدء مفاوضات تجارية، قائلاً إنه يجب على من يروجون لذلك مراجعة سجلاتهم الرسمية.

يأتي ذلك بعدما أفاد المتحدث باسم الخارجية الصينية في منشور عبر منصة «إكس» بأن الولايات المتحدة هي من طلب عقد اجتماع بين وزيري التجارة للبلدين نهاية الأسبوع الجاري في سويسرا.