logo
شركات

أوكرانيا تتهم ماسك بالتواطؤ مع روسيا عبر تقنية ستارلينك

أوكرانيا تتهم ماسك بالتواطؤ مع روسيا عبر تقنية ستارلينك
تاريخ النشر:14 فبراير 2024, 08:50 ص
قدم المسؤولون الأوكرانيون ادعاءات جديدة تفيد بأن القوات الروسية تستخدم محطات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التي تصنعها شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك، وذلك بعد يوم من إعراب الملياردير الأميركي عن شكوكه في انتصار أوكرانيا في حربها مع روسيا.

وتفصيلاً: ادعى المسؤولون الأوكرانيون أن القوات الروسية قامت بشراء محطات إنترنت عبر الأقمار الصناعية التي صنعتها شركة سبيس إكس في الدول العربية، لتقوم باستخدامها في الخطوط الأمامية، مما قد يقوض ميزة كبيرة في ساحة المعركة لجيش كييف.

وتزامناً مع تلك التصريحات، قال إيلون ماسك في منتدى على منصة إكس، أنه لاتوجد أي طريقة يمكن أن يخسر بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب على أوكرانيا.

وفي يوم الثلاثاء، نشرت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية المعروفة باسم HUR، تسجيلاً صوتياً على الإنترنت، قالت فيه أنه تم اعتراضه من الاتصالات اللاسلكية الروسية، ويظهر التسجيل رجلين يتحدثان باللغة الروسية حول كيفية الحصول على ستارلينك، وهو نظام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التابع لشركة سبيس إكس.

ووفقاً للوكالة كان أحد الرجال يتحدث ويقول: "العرب يجلبون لنا كل شيء: الأسلاك والواي فاي وأجهزة التوجيهه". وأشار إلى أن تكلفة كل جهاز 200 ألف روبل روسي أو حوالي 2200 دولارا أميركيا.

وتعتبر ستارلينك أكثر أماناً من الإشارات الخلوية أو الراديوية وحيوية للغاية للعمليات الأوكرانية، لدرجة أن البينتاغون أبرم صفقة مع سبيس إكس العام الماضي لتمويل وصول القوات الأوكرانية، وحتى الآن لم يكن لدى القوات الروسية نظام اتصالات آمن مماثل.

ولم تستجب شركة سبيس إكس لطلب التعليق يوم الثلاثاء، بينما تفس ماسك التقارير السابقة التي تفيد بأن موسكو تشتري أنظمة ستارلينك.

ويزعم عدد من التقارير الإخبارية الكاذبة أن شركة سبيس إكس تبيع محطات ستارلينك لروسيا، وكب ماسك في منشور على موقع إكس يوم الأحد: "هذا غير صحيح تماماً على حد علمنا لم يتم بيع أي من تقنيات ستارلينك بشكل مباشر أو غير مباشر إلى روسيا".

وبالإضافة إلى ذلك ورداً على تقارير نشرت في وسائل الإعلام الأوكرانية وتفيد بأن روسيا حصلت على محطات ستارلينك في إحدى المدن العربية، نشرت ستارلينك على موقع إكس أنه لايمكن الحصول على الأجهزة من أي مدينة  عربية".

ولم يرد ماسك أو شركة ستارلينك بشكل مباشر على الأسئلة حول ما إذا كان من الممكن الحصول على الأجهزة في بلدان أخرى واستخدامها في الأجزاء التي سيطرت عليها روسيا في أوكرانيا.

معضلة سياسية

ولطالما كان الوصول إلى شبكات ستارلينك قضية مشحونة سياسياً منذ بداية الحرب، فعندما قرر إيلون ماسك إتاحة الخدمة في أوكرانيا العام الماضي، قالت شركة سبيس إكس إنها لم تعد قادرة على تمويل الوصول إلى كييف، وحينها وافق البنتاغون الأميركي على الدفع مقابل استمرار تشغيل الخدمة، وفي الوقت نفسه يقوم المانحون من القطاع الخاص والحكومات والمنظمات الأخرى بدفع تكاليف المحطات الطرفية.

وقال ماسك في سبتمر أنه في وقت سابق من الحرب، رفض طلباً لتفعيل خدمة ستارلينك حول سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم لتجنب إشراك شركته الفضائية بشكل مباشر، فيما وصفها بخطة لإغراق السفن الروسية هناك.

وقال ماسك "أنه في حال وافق على ذلك، لكانت شركته سبيس إكس متواطئة في عمل كبير من أعمال الحرب وتصعيد الصراع"، ولم يتطرق إلى مدى اختلاف ذلك عن استخدام أوكرانيا لستار لينك في العديد من العمليات الأخرى.

ومثل أنظمة الاتصالات الفضائية الأخرى، تعتمد ستارلينك على الأقمار الصناعية في المدار والبنية التحتية التي تسمى المحطات الأرضية والمحطات الطرفية للسماح للأشخاص بالاستفادة من اتصالات الإنترنت عالية السرعة.

وبالنسبة للمستخدمين، تم تصميم ستارلينك ليكون بسيطاً وسهلاً، وهو الجزء الرئيسي من المجموعة التي يشتريها العملاء، وهو مجموعة هوائيات مسطحة تحتاج إلى رؤية خالية من العوائق للسماء للاتصال بالأقمار الصناعية.

وتتمتع شركة سبيس إكس بقدرة كبيرة على التحكم في الأماكن التي تقدم في الخدمة والأماكن التي لا تقدمها فيها، وهو أمر مهم بالنسبة للشركة، وذلك لأنها لا ترغب في توفير اتصالات للمستخدمين في البلدان التي لم يسمح فيها المنظمون باستخدامها.

وبالرغم من ذلك، فإن الاستهداف الجغرافي للخدمة ليس مثالياً تماماً، مما يعني أنه من المحتمل أن يلتقط المستخدمون إشارات خارج المواقع المسموح بها، كما يقول الأشخاص المطلعون على تكنولوجيا الأقمار الصناعية. على سبيل المثال، حذرت بعض الهيئات التنظيمية في البلدان الأفريقية المواطنين من الحصول على معدات ستارلين قائلين إنهم لم يرخصوا الخدمة.

وليس من الواضح بالضبط كيف تتخذ شركة سبيس إكس قرارات بشان المكان الذي ستقدم فيه خدمة ستارلينك في أوكرانيا، والمكان الذي يمكن أن تقطعه فيه.

وأبرمت الشركة عقداً مع البنتاعون لتوفير اتصالات في البلاد، إلا أن مسؤولي الدفاع لم يكشفوا عما إذا كان المخططون العسكريون يوجهون تعليمات إلى سبيس إكس حول المكان الذي يجب أن تستهدفه الخدمة، مع تجنب المناطق التي تسيطر عليها روسيا في البلاد. 

وتستطيع سبيس إكس تتبع مستخدمي ستارلينك داخل مناطق جغرافية محددة، ولكن التمييز بين العملاء الأوكرانيين والقوات الروسية غير المصرح بها يشكل تحدياً.

وقال مسؤول حكومي أميركي مطلع على الأمر، أنه أمر صعب للغاية عندما لاتعرف من يستخدم التقنية، ربما يمكنك تتبع البعض لكن من الصعب تتبع الجميع.

وفي حال كانت ترغب القوات الروسية بالحصول على خدمة ستارلينك، ستحتاج للاستفادة من الخدمة والخضوع لعملية تسيطر عليها الشركة لبدء الخدمة.

وقالت شركة سبيس إكس في بيان الأسبوع الماضي، إنها تحقق في الإدعاءات المتعلقة بالأطراف الخاضعة للعقوبات أو غير المصرح لها باستخدام محطات ستارلينك، وتتحرك لإلغاء تنشيط المعدات إذ أكدت أن هؤلاء المستخدمين كانوا يستغلون الخدمة.

وقامت الشركة بإبرام صفقات بشكل متزايد مع الموزعين الخارجيين لبيع معدات ستارلين واتصالاتها لشركات أخرى، ويقوم هؤلاء الموزعون بشراء مجموعات ستارلينك من الشركة لمحاولة بيعها للاستخدام على منصات النفط والسفن وعملاء المؤسسات الآخرين، كما سمحت الشركة لبعض تجار التجزئة ببيع مجموعات ستارلينك في الولايات المتحدة، حيث يمكن للمستهلكين شراءها من خلال هوم ديبوت.

وتعمل شركة سبيس إكس على تكثيف تصنيع معدات ستارلينك، حيث طورت مصنعاً جديداً مترامي الأطراف خارج أوستن في تكساس، حيث تقوم بتصنيع محطات المستخدم.

وقالت شركة سبيس إكس العام الماضي في منشور على لينكد إن، إن هذه المنشأة ستساعد في توسيع إنتاج مجموعات ستارلينك، مما يسمح لها بتلبية الطلب من جميع أنحاء العالم.

وتؤكد هذه التطورات التأثير الذي منحته له سيطرة ماسك على التقنيات الرئيسية مثل ستارلينك على المسرح العالمي، حيث أثار جدلاً بسبب تعليقات يبدو أنها تدعم روسيا.

ولطالما تمتع ماسك بموقف البطل بسبب ستارلينك الذي قدم اتصالات مهمة لقدرة أوكرانيا على محاربة القوات الروسية.

وفي الوقت نفسه أثار ماسك غضب أوكرانيا وأنصارها بسبب تصريحات بدا أنها تدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال إن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني قبل عقد من الزمن تنتمي بحق إلى روسيا، واقترح إجراء استفتاء في الأجزاء التي تحتلها روسيا من أوكرانيا.

وفي مساء يوم الاثنين، علق ماسك على مشروع قانون جديد بقيمة 95.3 مليار دولار أمام الكونغرس يتضمن تمويلًا لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان. وأقر مجلس الشيوخ هذا التشريع صباح الثلاثاء، لكنه يواجه معارضة شديدة في مجلس النواب.

وقال "ماسك" أن مشروع القانون من شأنه إطالة أمد الحرب، مما يؤدي إلى خسائر في الأرواح لكل من الشباب الأوكراني والروسي.

وأدلى المسؤول التنفيذي بهذه التصريحات خلال مناقشة حول مشروع القانون مع السيناتور جي دي فانس (جمهوري من ولاية أوهايو)، ورون جونسون (جمهوري من ولاية ويسكونسن) وآخرين.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC