تستعد منصة البث الموسيقي والترفيهي «أنغامي» (Anghami)، وهي أول شركة تقنية عربية تُدرج في بورصة «ناسداك» (Nasdaq)، لتنفيذ عملية تجزئة عكسية لأسهمها بنسبة 1 إلى 10، في خطوة تهدف إلى تجنب شطبها من البورصة الأميركية.
وتأتي هذه الخطوة على الرغم من تحقيق الشركة أول أرباح نصف سنوية لها في النصف الثاني من عام 2024.
وذكرت «أنغامي»، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، في إفصاح مقدم إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) أن كل عشرة أسهم عادية قائمة سيتم دمجها في سهم واحد، مع رفع القيمة الاسمية للسهم من 0.0001 دولار إلى 0.001 دولار، وفقاً لتقرير نشره موقع AGBI.
وافق المساهمون على التجزئة العكسية خلال اجتماع عام غير عادي عُقد الأسبوع الماضي، بناءً على توصية بالإجماع من مجلس الإدارة، على أن يبدأ تداول الأسهم المعدلة في 4 أغسطس.
وأوضحت الشركة أن هذه العملية لن تؤثر على نسبة ملكية المساهمين الحاليين. وتهدف الخطوة إلى إعادة الامتثال لمتطلبات الحد الأدنى لسعر السهم في بورصة «ناسداك»، البالغ دولاراً واحداً. وكان سعر سهم «أنغامي» قد أغلق يوم الأربعاء عند 0.0117 دولار، بانخفاض نسبته 28%.
ورغم تسجيل أرباح بلغت 2.7 مليون دولار في النصف الثاني من عام 2024 وتحقيق تدفق نقدي إيجابي لأول مرة منذ الإدراج، إلا أن «أنغامي» أنهت العام بخسارة صافية قدرها 2.6 مليون دولار.
وتُعد هذه الخسارة أقل بكثير مقارنة بخسارة بلغت 6.6 مليون دولار في عام 2023، بعد أن خفضت الشركة نفقاتها التشغيلية بنسبة 41 في المئة، بحسب تقريرها السنوي الصادر في أبريل 2025.
ارتفعت الإيرادات السنوية إلى 42.6 مليون دولار، مدفوعة بزيادة بنسبة 28% في دخل الاشتراكات ونمو بنسبة 15% في عدد المستخدمين المدفوعين. وشكلت الاشتراكات 83% من إجمالي الإيرادات في عام 2024، وتجاوزت 90% في النصف الثاني من العام.
في المقابل، تراجعت إيرادات الإعلانات بنسبة 14% على أساس سنوي خلال النصف الثاني، في ظل وجود مخزون غير مباع من الإعلانات في أسواق رئيسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى جانب انخفاض متوسط الإيرادات لكل مستخدم مجاني بنسبة 10%.
ويغطي التقرير المالي الأخير للشركة الفترة المنتهية في 31 ديسمبر 2024، ومنذ ذلك الحين وحتى 30 يوليو 2025، لم تصدر «أنغامي» أي نتائج مالية جديدة، ما يترك فجوة تقارير مالية تمتد لسبعة أشهر.
ولتوفير السيولة التشغيلية، حصلت «أنغامي» على تمويل بقيمة 55 مليون دولار من خلال سندات قابلة للتحويل وغير مضمونة، مقدمة من شركة «أو إس إن» (OSN) الترفيهية، ومقرها دبي، والتي تُعد المساهم الأكبر في «أنغامي». وبحسب إفصاحات «هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية» (SEC)، لا يمكن لـ«أنغامي» إصدار ديون إضافية دون موافقة «أو إس إن».
تُعد حقوق الترخيص من أبرز المخاطر التشغيلية التي تواجه الشركة، إذ يعتمد أكثر من ثلث محتوى «أنغامي» الصوتي على موسيقى مرخصة من شركات إنتاج عالمية كبرى مثل «يونيفرسال ميوزيك غروب» (Universal Music Group)، و«سوني ميوزيك» (Sony Music)، و«وارنر ميوزيك» (Warner Music). كما أن جميع المحتوى المرئي يُعاد ترخيصه من منصة «او اس ان بلس» (OSN+) دون امتلاك أي حقوق مباشرة، ما يجعل الشركة عرضة للمخاطر في حال تغيير شروط الترخيص.
وقد شكلت تكاليف شراء المحتوى ودفع حقوق الملكية الفكرية 46% من إيرادات الشركة في عام 2024، لتُعد أكبر بند نفقات لها.
كما حذرت «أنغامي» في تقريرها السنوي من التأثير المحتمل لصعود المحتوى الموسيقي المُنتج بالذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن هذا النوع من المحتوى قد يُقوض قيمة المواد المرخصة، ويضعف ثقة المستخدمين، ويُحدث توتراً في علاقاتها مع أصحاب الحقوق.