ألمانيا تدعم سيمنز إنيرجي بـ 7.5 مليارات يورو

ألمانيا تدعم سيمنز إنيرجي بـ 7.5 مليارات يورو
أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية، اليوم الثلاثاء، أن الحكومة الألمانية قررت دعم مجموعة سيمنس إنيرجي لتكنولوجيا الطاقة بضمان بقيمة 7.5 مليارات يورو.

وذكرت الوزارة أن هذا الضمان هو جزء من خطوط ضمان مطلوبة يبلغ إجماليها 15 مليار يورو، والتي تم الاتفاق عليها مع بنوك خاصة وجهات أخرى. وسبق هذا الاتفاق مفاوضات استمرت على مدار أسابيع.

وأوضحت الوزارة أن مصارف خاصة تضمن سيمنس إنيرجي بخطوط ضمان يبلغ إجمالي قيمتها 12 مليار يورو تم تأمين جزء منها عن طريق ضمان الحكومة الألمانية. ومن المنتظر أن تعمل الشركة على تأمين 3 مليارات يورو أخرى خلال مفاوضات مع جهات أخرى.

ولن تقدم الحكومة ضمانها إلا إذا قدمت الأطراف الأخرى مساهماتها.

طاقة الرياح.. بداية الأزمات

في عام 2017، استحوذت مجموعة سيمنز على الشركة الإسبانية المختصة في مزارع الرياح "غاميسا".

ومنذ البداية، لم تنجح سيمنز في دمج غاميسا، إذ أصبحت الشركة الأم التي تتخذ من ميونيخ مقراً لها متورطة في صراعات مع إدارة الشركة الجديدة في مدريد، وكانت هناك عيوب في الجودة وتحذيرات جديدة دائمًا بشأن الأرباح.

تزامن ذلك مع مشاكل برزت في السنوات الأخيرة، وتؤثر على صناعة طاقة الرياح الأوروبية بأكملها، إذ ارتفعت تكاليف الطاقة والمواد الخام بقدر كبير.

ولأن التكاليف الإضافية لا يمكن تمريرها إلى العملاء، وفق مجلة "دير شبيغل"، يتم الاتفاق عادة على الأسعار الثابتة مع مشغلي مزارع الرياح عند الطلب، وبالتالي فإن التسليم لم يكن ممكناً إلا بخسارة.

وبالإضافة إلى ذلك، انخرطت شركة سيمنز للطاقة ومنافسون مثل فيستاس، وجنرال إلكتريك، ونوردكس في منافسة مدمرة في السنوات الأخيرة، وجلبوا توربينات رياح أكبر حجماً إلى السوق في تتابع سريع. يضاف إلى ذلك المنافسة المتزايدة من الموردين الصينيين الذين يدخلون السوق العالمية بأسعار أقل بكثير.

وفي أغسطس الماضي، اعترفت سيمنز بأنها تتوقع تكاليف تصل إلى 1.6 مليار يورو للإصلاحات واستبدال التوربينات المعيبة بسبب عيوب الجودة في توربينات الرياح الضخمة X4 وX5. ومن المتوقع تحقيق الشركة خسائر إجمالية تبلغ حوالي 4.5 مليارات يورو للعام المالي الحالي، منها 4.3 مليارات يورو خسائر شركة غاميسا.

ليس ذلك فحسب، بل يتردد في دوائر الشركة، وفق المجلة الألمانية، أن الخسائر يمكن أن تكون أعلى مما كان متوقعا في السابق، مما يعني أنه لن يكون هناك أموال كافية على المدى الطويل لسد الثغرات التي تظهر في غاميسا، وفي نفس الوقت تمويل نمو مشاريع "سيمنز" القوي.

إلى ذلك، قالت كلوديا كيمفيرت، خبيرة الطاقة في المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية في برلين لصحيفة "غارديان" البريطانية، إنه "على الرغم من أن مشاكل طاقة الرياح التي تواجهها شركة سيمنز كانت مأساوية، إلا أن الشركة كانت في حالة جيدة بصفة عامة".

وأضافت كيمفيرت: "طاقة الرياح آخذة في الارتفاع على مستوى العالم. المشاكل في شركة سيمنز جاميسا داخلية.. يجب على المجموعة السيطرة على مشاكل الجودة". وتابعت: "حقيقة أن هذا (السيطرة على مشاكل الجودة) لم يتم القيام به بدرجة كافية حتى الآن أمر غريب ويجب تغييره".

وعلى منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، كتب الخبير الاقتصادي الألماني، فولكر كفاشنينج: "سيمنز للطاقة تواجه صعوبات مالية. إذا أردنا إنقاذ صناعة طاقة الرياح الألمانية، فسيكون ذلك مكلفًا. وإلا فإن الصين سوف تتولى زمام الأمور، كما فعلت ذات يوم مع الخلايا الكهروضوئية".

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com