الأرباح أولا.. هل تتخلى بريتيش بتروليوم عن الطاقة النظيفة؟

ضغوط كبيرة تواجهها شركة بريتيش بتروليوم، للتخلي عن التزامها بخفض إنتاج النفط والغاز، بالإضافة إلى الأجزاء الرئيسية الأخرى، من استراتيجيتها لتحويل الشركة إلى مزود للطاقة النظيفة.

وكتب صندوق الاستثمار بلوبيل كابيتال بارتنرز، وهو صندوق تحوط مقره لندن، استحوذ في السابق على Danone وGlencore، رسالة إلى رئيس شركة بريتيش بتروليوم، هيلج لوند، في أكتوبر الماضي، بعد وقت قصير من استحواذه على حصة صغيرة في شركة الطاقة الكبرى المدرجة في لندن.

وفي الرسالة، قال بلوبيل إن تعهد شركة بريتيش بتروليوم، بخفض إنتاج النفط والغاز بنسبة 25% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2019، يعني أنها تدمر قيمة المساهمين من خلال الابتعاد عن الهيدروكربونات بشكل أسرع من المجتمع، وفقا لصحيفة "فايننشال" تايمز.

وأضافت الرسالة أن "هذه الاستراتيجية غير العقلانية أدت إلى انخفاض قيمة سعر سهم شركة بريتيش بتروليوم".

مسار الخطة

وبالعودة إلى عام 2020، أطلق الرئيس التنفيذي السابق لشركة الطاقة، برنارد لوني، هذه الاستراتيجية، وقد رحب بها أنصار البيئة لكنها فشلت في إقناع المستثمرين بشكل كامل.

وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، تأخرت شركة بريتيش بتروليوم عن منافسيها شل، وتوتال إنيرجيز، وإكسون موبيل، وشيفرون من حيث إجمالي العائدات للمساهمين.

والتزم لوني في البداية بخفض الإنتاج بنسبة 40%، بحلول عام 2030، لكنه قلص ذلك إلى خفض بنسبة 25%، العام الماضي، فيما وصفته شركة بريتيش بتروليوم بأنه رد فعل على الاضطراب في أسواق الطاقة الغربية، الذي عجلت به حرب روسيا في أوكرانيا.

واضطر لوني إلى الاستقالة من شركة بريتيش بتروليوم، في سبتمبر الماضي، في فضيحة تمحورت حول فشله في الكشف عن علاقاته السابقة مع زملائه في الشركة، وفقا لـ"فايننشال تايمز".

وفي خطاب أكتوبر، قالت بلوبيل إن استثمارها سبق رحيل لوني، وأنها كانت ستدعو إلى استقالته لو لم يغادر المدير التنفيذي الأيرلندي.

كما تحدى صندوق التحوط وتيرة ومدى الاستثمار، في الأعمال الانتقالية لشركة بريتيش بتروليوم - الوقود الحيوي، والراحة، والشحن، والطاقة المتجددة، والهيدروجين.

وقال بلوبيل إنه يتعين على شركة بريتيش بتروليوم، خفض استثماراتها في الطاقة الحيوية والهيدروجين والطاقة المتجددة، بين عامي 2023 و2030، بمقدار 28 مليار دولار، أو ما يقرب من 60%.

وأضاف صندوق التحوط أن معظم التخفيض يمكن تحقيقه، من خلال وقف جميع الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة، وهو قطاع "ليس لدى شركة بريتيش بتروليوم فيه الحق في الفوز" ضد الشركات المتخصصة القائمة.

الأرباح أولا

وبنظرة عامة، تتمتع مشاريع الطاقة المتجددة بعائد استثمار أقل من النفط والغاز، مما يشكل تحديًا لشركات مثل شركة بريتيش بتروليوم، التي تميل إلى تحمل تكاليف اقتراض أعلى من مقدمي الطاقة الخضراء.

لكن شركة بريتيش بتروليوم قالت، لـ"فايننشيال تايمز"، إنها ترحب بـ "المشاركة البناءة" مع مستثمريها، و"لقد التقينا مع معظم المساهمين الرئيسيين لدينا في الآونة الأخيرة وما زلنا نتلقى الدعم لاستراتيجيتنا".

وفي حين ستخفض شركة بريتيش بتروليوم كمية النفط والغاز، التي تنتجها من الآن وحتى عام 2030 للمساعدة في خفض الانبعاثات، فقد قالت إنها لا تزال قادرة على زيادة أرباحها من هذا العمل، من خلال التركيز على مشاريعها الأكثر ربحية.

وفي الوقت نفسه، قالت شركة بريتيش بتروليوم، إنها بحاجة إلى الاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة مثل الوقود الحيوي والطاقة المتجددة، لبناء مصادر إيرادات مستقبلية للشركة، مع انخفاض الطلب على النفط والغاز في نهاية المطاف.

ولم يكشف بلوبيل، الذي يديره جوزيبي بيفونا وماركو تاريكو، عن حجم استثماراتها في شركة بريتيش بتروليوم، التي تبلغ قيمتها السوقية 100 مليار دولار.