فمنذ منتصف عام 2023، أصبح السوق العالمي للمنتجات الفاخرة أقل ازدهاراً، ولا شك في أن المشاريع الكبرى الجاري تنفيذها لإعادة إطلاق علامة "غوتشي" ستستغرق وقتاً طويلاً حتى تؤتي بثمارها.
والخميس، أعلنت مجموعة "كيرينغ" أن مبيعات علامتها التجارية الرائدة "غوتشي" انخفضت بنسبة 2% العام الماضي لتصل إلى 9.87 مليار يورو. وهذا أداء ضعيف ومؤسف للغاية لأنه يأتي في أعقاب عام 2022 الباهت، حيث ركدت مبيعات غوتشي عند 1% على مدار العام. وانخفضت أرباح هذه الشركة المصنعة للسلع الجلدية في فلورنسا بنسبة 13% العام الماضي إلى 3.26 مليار دولار.
وهذا كاف لإضعاف أداء شركة كيرينغ، حيث تمثل علامة "غوتشي" نصف مبيعاتها وثلثي أرباحها. والعام الماضي، انخفض إجمالي مبيعات المجموعة التي يقودها حاليا فرانسوا هنري بينو، بنسبة 2% إلى 19.56 مليار يورو، وانخفضت نتائجها التشغيلية بنسبة 15% إلى 4.74 مليار يورو.
وعلّق فرانسوا هنري بينو، الرئيس التنفيذي لشركة "كيرينغ" على هذا الوضع قائلا: "لقد قمنا خلال هذا العام الصعب بالنسبة للمجموعة، بتعزيز منظمتنا واتخذنا تدابير حاسمة لزيادة شهرة وحصرية دورنا".
وأضاف: "نحن نتمسك بإعادة تنشيط وتعزيز غوتشي من خلال التحالف الفريد من نوعه بين الحرفية والتراث الإيطالي والحداثة والذي تتميّز به هذه الدار الفريدة".
وتابع: "في بيئة لا تزال غير مؤكدة في بداية هذا العام، إن استثمارنا المستمر في دورنا سيؤثر على نتائجنا على المدى القصير. والخبرة المكتسبة خلال التطور الملحوظ الذي شهدته المجموعة خلال العقد الماضي، تجعلنا واثقين من تحقيق طموحاتنا على المدى الطويل".
وفي ظل الصعوبات التي واجهتها العلامة "غوتشي" منذ ظهور الموجة الأولى من فيروس كوفيد في ربيع عام 2020، تكافح غوتشي بالتأكيد للانطلاق من جديد.
وكانت الشركة شهدت ازدهارا بين العام 2015 والعام 2019 حيث ارتفعت قيمة مبيعات العلامة التجارية الفلورنسية من 4 إلى ما يقرب من 10 مليارات يورو في هذه الفترة.
وإذا عادت العلامة التجارية إلى مستوى نشاطها قبل الأزمة في منتصف عام 2021، فإنها ستتخلف عن منافسيها الرئيسيين، الذين أظهرت مبيعاتهم معدلات نمو عالية جداً في عامي 2022 و2023.
وارتفعت مبيعات قسم الأزياء والسلع الجلدية في مجموعة "لويس فيتون" العلامة التجارية الفاخرة والرائدة عالميا، 14% العام الماضي، بعد ارتفاعها بنسبة 22% في عام 2022.
ووفقا لإدارة مجموعة "كيرينغ"، يمكن تفسير عدم إحراز التقدم في "غوتشي" بالعمل الذي تقوم به المجموعة منذ عامين تقريبا والمتعلق بتوزيع العلامة وتقليل تعرضها لـ "البيع بالجملة" أي لبيعها إلى المتاجر متعددة العلامات التجارية والمتاجر الكبرى. ومن الممكن أن يستمر هذا التقييد الطوعي على التوزيع، والذي أثر على حجم المبيعات خلال العامين الماضيين.