تراجع كبير لأجهزة الصراف الآلي بسبب قلة استخدام الكاش

تراجعت أعداد أجهزة الصراف الآلي ATM في جميع أنحاء الولايات المتحدة، نتيجة التحرك لتبني مجتمع خال من النقد أو الكاش، الأمر الذي يمثل تحدياً لأولئك الذين يعتمدون إلى حد كبير على النقد لحد الآن.

وبعد أن بلغت ذروتها عند 470,000 جهاز صراف آلي في الولايات المتحدة عام 2019، انخفض عدد الأجهزة على مدار السنوات القليلة الماضية إلى 451,500 في نهاية عام 2022، وفقًا للبيانات التي تتبعها شركة الأبحاث يورومونيتور إنترناشيونال، وذلك بسبب توقف الناس عن استخدام النقود أثناء الوباء.

وقال كيندريك ساندز، مدير أبحاث تمويل المستهلك في يورومونيتور: "كان هناك خوف من انتقال الفيروس عن طريق العملات الورقية، بالإضافة إلى الميل إلى شراء كل شيء عبر الإنترنت، وقد وجه هذا ضربة قاضية للنقد، خاصة من قبل الشباب".

ومن المتوقع أن ينخفض التعامل بالنقد والشيكات إلى 14% من إجمالي المدفوعات هذا العام هبوطاً من 42% في عام 2010، وكان الانخفاض الأكثر حدة بعد بدء الوباء عام 2020، وفقًا لتقديرات يورومونيتور.

ويختار المزيد من الأشخاص إرسال الأموال رقميًا لتلبية احتياجات المال عبر تطبيقات الدفع المتوفرة.

ومن المرجح أن يستمر هذا السلوك، وفقًا لدراسة أجراها بنك الاحتياطي الفيدرالي حول المدفوعات أثناء الوباء، حيث وثقت الدراسة قفزة بنسبة 12.4% في المعاملات الرقمية بين الأفراد من الربع الأول من عام 2020 إلى الربع الثاني، وقفز عدد الأشخاص الذين أجروا هذه المعاملات لأول مرة بنسبة 18% خلال نفس الفترة.

وسرع الوباء من الانتقال من المدفوعات النقدية إلى المدفوعات الرقمية، لكن أجهزة الصراف الآلي لا تزال أساسية للنظام المصرفي في البلاد، حسبما قالت سارة غرانو، المتحدثة باسم جمعية المصرفيين الأميركيين.

وشكك خبراء في أرقام يورومونيتور، قائلين إنه في حين تضررت الأجهزة بشدة خلال الوباء، فإنهم يرون انتعاشًا في الطلب على النقد. وقال ديفيد تينتي، المدير التنفيذي لهيئة ATM Industry Association في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية: "إنها لا تزال طريقة الدفع المفضلة للمعاملات الشخصية التي تبلغ قيمتها 25 دولارًا أو أقل".

وأحدثت أجهزة الصراف الآلي ثورة في القطاع المصرفي عند طرحها أول مرة في لندن في عام 1967، ووفرت وسيلة للعملاء للوصول إلى أموالهم خارج ساعات العمل المصرفية الضيقة. وفي عام 2009، قال بول فولكر، الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي: "إن أهم ابتكار مالي رأيته خلال العشرين عامًا الماضية هو آلة الصراف الآلي".

لكن انخفضت أعدادها وأثرت على الأشخاص الذين ما زالوا بحاجة إليها ففي سان فرانسيسكو يمكن رؤية اثنين من أجهزة الصراف الآلي الأربعة الخارجية في فرع ويلز فارغو وسط المدينة مغطاة منذ بضعة أسابيع. وفي نيويورك قال بنك جيه .بي مورغان تشيس الشهر الماضي إنه أغلق العديد من أجهزة الصراف الآلي التي تعمل على مدار 24 ساعة في وقت مبكر "بسبب ارتفاع معدلات الجريمة".

وأكد متحدث باسم بنك جيه بي مورغان تشيس أن البنك يراجع ساعات عمل أجهزة الصراف الآلي "على أساس كل حالة على حدة"، وقد يقرر لأسباب متنوعة إغلاق بعضها مؤقتاً. كما صرحت متحدثة باسم ويلز فارغو بأن أجهزة الصراف الآلي الخارجية أغلقت بسبب تراجع الاستخدام، لكنها أضافت أن الآلات لا تزال مهمة وأضافت أن العملاء "يستخدمون المنصات الرقمية أكثر من ذي قبل ويتعاملون بشكل أقل مع أجهزة الصراف الآلي والفروع. ولكن في الوقت نفسه، زادت مبالغ السحب النقدي على مدى السنوات القليلة الماضية، مما يشير إلى أن النقد لا يزال شائعًا بين العملاء".