في ظلّ تصاعد التوتُّر بين إيران وإسرائيل، والضربات الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية ، باشرت دول الشرق الأوسط - ومن بينها الأردن - باتخاذ الإجراءات الوقائية ودراسة السيناريوهات المحتملة لأي تسرُّب إشعاعي ناتج عن استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
ورغم أن الأردن، كباقي دول المنطقة القريبة من بؤرة الصراع الإيراني الإسرائيلي، قد يتعرض لمخاطر إشعاعية في حال حدوث تسرُّب من منشأة نووية مُستهدَفة، فإن مستوى الخطورة يُعتبر ضئيلاً جداً. ويُعد الأردن من أوليات الدول العربية التي ربطت محطات الرصد الثابتة لديها بالشبكة العالمية للرصد التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر نظام (IRMIS)، الذي يُتيح مراقبة البيانات وتحليلها فورياً أثناء الطوارئ؛ ما يُعزِّز سرعة الاستجابة ودقة اتخاذ القرارات.
أكَّد رئيس مجلس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، خالد طوقان، في تصريح خاص لـ"إرم بزنس"، أن المسافة الكبيرة بين الأردن وإيران - والتي تزيد على 1500 كيلومتر - بالإضافة إلى مواقع المنشآت النووية المُستهدَفة واتجاه الرياح، تجعل احتمالية وصول أي تأثير إشعاعي إلى الأردن "ضئيلة جداً". كما استبعد أن تتأثر المملكة بأي تسرُّب إشعاعي محتمل نتيجة الضربات الأخيرة.
وأضاف طوقان، أنه حتى في حال استهداف مفاعل ديمونا الإسرائيلي في الجنوب، فإن الأردن سيكون من أقل الدول تأثراً بذلك، نظراً لموقعه الجغرافي وحركة الرياح، مشيراً إلى أن الدراسات والقياسات تُظهر أن أي تأثير سيكون محدوداً للغاية ولن يصل إلى المناطق السكنية.
أكَّد طوقان أن شبكة الرصد الإشعاعي المنتشرة في جميع أنحاء المملكة، والتي تعمل على مدار الساعة، لم تُسجِّل أي ارتفاع ملحوظ في مستويات الإشعاع عن المعدلات الطبيعية. كما أوضح أن هناك برامج دورية لفحص العينات البيئية من التربة والماء والهواء وغيرها لرصد أي تلوث إشعاعي، مُشدِّداً على أن جميع القراءات حتى الآن ضمن النطاق الآمن.
من جهته، أكَّد رئيس هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن في الأردن، الدكتور زياد السعايدة، أن المنظومة الوطنية للرصد الإشعاعي تعمل بكفاءة عالية وبشكل مستمر، وتشمل شبكة متكاملة من المحطات الثابتة والمختبرات المتنقلة، بإشراف فرق فنية متخصِّصة. وأشار إلى أن نتائج الرصد الإشعاعي - بما في ذلك التحليلات التي أُجريت باستخدام أجهزة متطورة - تُظهر أن المستويات الإشعاعية في المملكة ما زالت ضمن الحدود الطبيعية؛ ما يُبعِد أي شكوك حول وجود خطر إشعاعي حالي.
يُذكر أن هيئات الرقابة النووية في بضع دول عربية، مثل: السعودية والإمارات والكويت ومصر، قد أكَّدت أيضاً عدم رصد أي زيادة في المستويات الإشعاعية نتيجة الضربات الأمريكية على إيران.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن عن استهداف المواقع النووية الرئيسة في إيران، محذراً طهران من مواجهة المزيد من الهجمات إذا لم توافق على "السلام".