بينما تتهيأ الرياض لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في زيارة يُرتقب أن تعيد تشكيل ملامح الشراكة الاقتصادية بين البلدين، تكشف الدعوة الموجهة إلى الملياردير إيلون ماسك لحضور منتدى استثماري سعودي-أميركي عن تحولات عميقة في العلاقة بين رأس المال التكنولوجي وصنّاع القرار في المنطقة.
كشفت مذكرة اطلعت عليها "رويترز" أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك من بين أبرز المدعوين للمشاركة في المنتدى.
وكانت تسلا، شركة السيارات الكهربائية التي يرأسها ماسك، دشنت عملياتها في السعودية خلال أبريل الماضي، ما يعكس طي صفحة الخلاف الذي طال بين ماسك وصندوق الاستثمارات العامة السعودي – صندوق الثروة السيادي الذي تأسس عام 2018.
وقد أخذت العلاقات بين ماسك والرياض منحى أكثر دفئاً في الأشهر الأخيرة، خاصة بعد دوره المحوري في دعم حملة ترامب الانتخابية، وتوليه منصباً رفيعاً في إدارته لاحقاً. ومع هذا التقارب السياسي والاقتصادي، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد تسارعاً في وتيرة الاستثمارات المشتركة وعودة الثقة بين أبرز رموز التكنولوجيا الأميركية وصنّاع القرار في الخليج.
تسلط زيارة ترامب التي يُنتظر أن ترافقها إعلانات اقتصادية ضخمة، الضوء من جديد على الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وسط دعوات أميركية إلى استثمارات سعودية بمئات المليارات.
وكان ترامب قد طلب من الرياض في يناير الماضي إنفاق ما يصل إلى تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي خلال أربع سنوات، تتضمن صفقات عسكرية وتجارية كبرى.
والمنتدى المنتظر في الرياض لن يقتصر على ماسك فقط، بل يضم قائمة طويلة من كبار الرؤساء التنفيذيين لشركات أميركية عملاقة مثل بلاك روك، سيتي غروب، آي بي إم، بوينغ، دلتا إيرلاينز، أميركان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز، في إشارة إلى عمق الانخراط الاقتصادي المتوقع.
وتأتي هذه التطورات بعد شهر فقط من تقارير صحفية حول حزمة أسلحة أميركية للسعودية تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار، في خطوة توحي بإعادة ترتيب أولويات التحالف الاستراتيجي بين البلدين.