ويحتوي قبو البذور المعروف إعلاميا بـ"قبو يوم القيامة" على نحو 1.2 مليون عينة بذور من جميع أنحاء العالم. وتتمثل مهمته الأساسية في تأمين تنوع المحاصيل على الأرض وتوفير الغذاء للبشرية.
كما تمنح هذه المنشأة بنوك الجينات الفرصة للوصول إلى نسخ احتياطية، من مجموعاتها من البذور في حالة وقوع كارثة.
ويتم تخزين نحو 1.2 مليون عينة بذور من جميع أنحاء العالم في درجة حرارة ثابتة تبلغ 18 درجة مئوية تحت الصفر، في منشأة بالقرب من لونجيربين، عاصمة سبيتسبيرجن.
وتمت دعوة السكان المحليين لحضور حفل في متحف سفالبارد في لونجيربين، حيث ستلقي وزيرة الزراعة النرويجية ساندرا بورش، خطابا قصيرا بعد ظهر اليوم الأحد.
ومن المتوقع أيضا أن يساعد فتيان وفتيات من القرية في الخامسة عشرة من عمرهم ، وهو نفس عمر قبو البذور، في إيداع نسخ عينات بذور جديدة في القبو يوم الثلاثاء المقبل.
ومن المتوقع وصول عشرات الصناديق، التي تحتوي على نحو 20 ألف عينة بذرة جديدة من 20 بنكا للجينات حول العالم، إلى سبيتسبيرجن خلال أيام الاحتفال بالذكرى السنوية.
ومن بين هذه العينات نحو 2750 عينة من معهد لايبنيتس لعلوم الوراثة النباتية، وأبحاث المحاصيل النباتية في ألمانيا، أكبر منشأة من نوعها في البلاد.
ومن المتوقع أيضا الحصول على عينات من معهد يوليوس كوهن في كودلينبورج.
في 26 فبرایر 2008، افتتحت النرويج قبو البذور بحضور رئیس وزرائها آنذاك ینس ستولتنبرغ، ورئیس الاتحاد الأوروبي خوسیه مانویل باروسو، والمدیر العام لمنظمة الأغذیة والزراعة التابعة للأمم المتحدة آنذاك جاك ديوف ومسؤولين آخرين.
يقع القبو في جزيرة "سبيتسبيرجين" التي تتبع أرخبيل سفالبارد، على بعد نحو 1300 كلم من القطب الشمالي، وعلى بعد نحو 1000 كلم من البر الرئيسي للنرويج.
اختيار هذا الموقع من أجل بناء القبو تم بناء على اعتبارات عديدة، منها البيئة المحيطة ذات الطبيعة المتجمدة، وللبعد الكبير عن مناطق الصراع السياسي في العالم، والاستقرار الجيولوجي الذي يجعل الموقع بعيدا عن مخاطر البراكين والزلازل.
ويؤكد المسؤولون النرويجيون أن بناءه روعيت فيه القدرة على مواجهة كل التغيرات المناخية والهزات، بما فيها احتمال اصطدام الأرض بمذنب أو كوكب خارجي، وذلك من أجل إنقاذ البشرية والمحافظة عليها من مخاطر المجاعة.
تتمثل أهداف قبو يوم القيامة في حماية بذور المحاصيل، مثل الأرز والفول والقمح، تحسبا لأسوأ الكوارث على غرار الأوبئة والحرب النووية، وضمان توفير شبكة أمان غذائية، ضد الفقدان العرضي للتنوع في بنوك الجينات التقليدية.
ووفق محللين، فإن المشروع بموقعه وفكرته وتصميمه، يعد أهم مشروع عالمي للحفاظ على البذور الزراعية، في وجه مخاطر الكوارث الطبيعية والصراعات السياسية العنيفة والحروب المدمرة، ويأمل القائمون عليه ضمان توفير هذه البذور وقت الحاجة إليها، ومن ثم إنقاذ العالم من مجاعات محققة بعد وقوع كوارث ماحقة.
ويتكون من 3 كهوف كبيرة، بنيت على عمق نحو 130 مترا في باطن جبل دائم التجمد. كما يرتفع 130 مترا فوق سطح البحر، وهو ما يجعله في حالة أمن عند وقوع أي ذوبان للجليد.
وبالإضافة إلى ذلك يستطيع القبو تخزين ما يصل إلى 4.5 مليون فصيلة، بحيث يتم تخزين 500 بذرة من كل نوع.
وجراء كثافة هطول الثلوج، لا يظهر من مبنى القبو سوى مدخله، غير أنه يحتوي على أوعية تضم مئات آلاف الأصناف من البذور الصالحة للزراعة، مقدمة من كل بلد في العالم، ومصنفة بحسب القارات التي جاءت منها.
ويتضمن القبو وحدة تبريد إضافية، تعمل بالفحم، تعمل على خفض درجة برودة القبو إلى 18 درجة تحت الصفر، وحتى في حال توقفها عن العمل بإمكانها منح البذور أسابيع إضافية قبل الوصول إلى درجة الحرارة الخارجية المحيطة بالقبو، والتي تبلغ 3 درجات تحت الصفر.
وتسببت الحرب بسوريا في سحب بذور لأول مرة من القبو عام 2015، حيث طلب باحثون من منطقة الشرق الأوسط هذه البذور، ومنها عينات من القمح والشعير، والمحاصيل الأخرى الصالحة للزراعة في المناطق القاحلة، لتعويض ما فقد من بنك للجينات قرب مدينة حلب شمالي البلاد.