أعلنت سلطنة عُمان مشروعاً جديداً لبناء منتجع سياحي في مدينة صلالة الساحلية، بكلفة تصل إلى 80 مليون ريال عماني، أي ما يعادل 210 ملايين دولار.
ووفقاً لتقرير نشره موقع AGBI، تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من المشاريع السياحية الكبرى التي تهدف إلى تعزيز حضور السلطنة في قطاع السياحة وتنويع مصادر دخلها.
من المقرر أن يُشيّد المنتجع في منطقة جنوف، جنوبي مدينة صلالة، وهي منطقة ساحلية تمتد على مساحة واسعة، من قبل شركة «الوثبة للضيافة» الإماراتية.
وبحسب بيان صادر عن وزارة التراث والسياحة، سيضم المشروع فندقاً من فئة خمس نجوم، وشاليهات، ومرسى، إضافة إلى مطاعم ومقاهٍ ومركز تجاري ونادٍ شاطئي.
وجاء في تصريح لوكيل وزارة السياحة، عزان البوسعيدي، أن المشروع يُمثّل استمراراً لجهود تطوير القطاع السياحي في مختلف مناطق السلطنة، ضمن التزام الحكومة بتنويع الاقتصاد وتوفير فرص العمل للمواطنين.
ويعد «منتجع جنوف» ثالث مشروع سياحي يُباشر تنفيذه في صلالة خلال العام الجاري؛ ففي أبريل الماضي، تم الإعلان عن مشروع «بوليفارد الرذاذ» الذي تبلغ تكلفته 100 مليون دولار، ويمتد على مساحة 470 ألف متر مربع.
وفي يونيو، بدأت أعمال البناء في مشروع سكني وسياحي ضخم بتكلفة 350 مليون دولار، من تصميم شركة «ساساكي» (Sasaki) الأميركية المتخصصة في التخطيط العمراني. وسيشمل المشروع 12 ألف وحدة سكنية بين فلل وشقق، ويُتوقع أن يستوعب نحو 60 ألف شخص من السكان والزوار.
وتسعى الحكومة العمانية إلى الترويج لمدينة صلالة، التي تبعد نحو 800 كيلومتر جنوب العاصمة مسقط، باعتبارها «الوجهة الاستوائية في شبه الجزيرة العربية»، من خلال حملات تسويقية في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية.
وتتميّز صلالة خلال فصل الصيف بمناخ معتدل وطبيعة خضراء، نتيجة تأثرها بالرياح الموسمية القادمة من المحيط الهندي، ما يجعلها وجهة مفضلة للسياح المحليين والإقليميين الباحثين عن طقس لطيف وهروب من حرارة الصيف.
على المستوى الوطني، تُسرّع السلطنة من وتيرة استثماراتها في البنية التحتية السياحية ضمن استراتيجيتها الاقتصادية طويلة الأمد. وخلال العام الجاري، تم أيضاً منح عقود لبناء ثلاثة منتجعات سياحية جديدة في كل من مسندم ونخل وعبري، بقيمة تتجاوز 600 مليون دولار.
وتأتي هذه الخطوات ضمن جهود عُمانية لتعزيز قدرتها التنافسية مع دول الخليج المجاورة على جذب إيرادات السياحة، وإيجاد فرص عمل لمواطنيها. ومع ذلك، شهد عدد الزوار إلى السلطنة انخفاضاً طفيفاً خلال عام 2024، إذ بلغ إجمالي عدد السياح 3.9 مليون، بتراجع يقارب 3% مقارنة بالعام السابق، بحسب البيانات الرسمية.
وعلى النقيض، سجلت دبي والسعودية نمواً في أعداد الزوار بنسبة 9%، في حين قفزت النسبة في قطر إلى 25%.
ورغم هذا التراجع، أسهمت السياحة الداخلية في التخفيف من آثار انخفاض الزوار الأجانب، إذ دفعت تكاليف السفر المرتفعة إلى الخارج مزيداً من العمانيين إلى قضاء إجازاتهم داخل البلاد.
نتيجة لذلك، ارتفعت نسبة إشغال الفنادق في السلطنة بنسبة 9.2% خلال النصف الأول من العام، لتصل إلى 1.2 مليون نزيل، كما ارتفعت إيرادات الفنادق بنسبة 18% إلى 300 مليون دولار خلال الفترة ذاتها.
وتعد السياحة أحد الأعمدة الأساسية للنمو الاقتصادي ضمن «رؤية عُمان 2040»، التي تهدف إلى جذب 12 مليون زائر سنوياً بحلول ذلك العام.