اﻷربعاء 30 أبريل 2025 ص
في خضم السباق العالمي نحو ضخ الاستثمارات في القطاعات المستقبلية، تبرز الحاجة الملحّة إلى إعادة تعريف دور الشباب العربي في منظومة الإنتاج والنمو. ومن هذا المنطلق، جاءت قمة «نوفا» لرأس المال المستقبلي، اليوم، في دبي، كمنصة استراتيجية حديثة تهدف إلى توجيه بوصلة الاستثمار نحو طاقات شبابية تمتلك القدرة على قيادة التحول الاقتصادي المقبل.
وتناولت القمة، عبر سلسلة من الجلسات المحورية، مفاهيم الرأسمالية الحديثة، ودور الاستدامة والابتكار في رسم معالم المشاريع المستقبلية، إلى جانب كيفية بناء علاقات استراتيجية ونماذج نمو ناجحة تسهّل الانتشار في الأسواق. كما قدمت نموذجاً عملياً متكاملاً لتفعيل الطاقات الشابة، جامعاً بين الرؤية الاقتصادية والدعم المؤسسي والتكنولوجي، مما خلق بيئة حاضنة لريادة الأعمال تقوم على أسس منهجية ومستدامة.
مي الغجري، المديرة التنفيذية للمركز العربي الإقليمي للتدريب، رأت في حديثها لـ«إرم بزنس» أن قمة نوفا منصة تفاعلية لتبادل الأفكار واستكشاف الفرص الواعدة في عالم المال والأعمال. وهي مبادرة جاءت لتتواكب مع التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات في تعزيز بيئة جاذبة للاستثمار ودعم نمو قطاع ريادة الأعمال.
بدوره، اعتبر عمر مراد الخبير في التطوير واستشراف المستقبل، في حديثه مع «إرم بزنس»، أن أهم ما يميز القمة اهتمامها بجذب الاستثمارات وتوسيعها إلى نطاق دولي وإقليمي، واستكشاف آفاق النمو المستقبلي، إذ ترتكز بشكل أساسي على تبني التقنيات المبتكرة والحلول المستدامة الجذابة للأسواق العالمية.
من جهته أشار عماد بكر استشاري تطوير الأعمال، في حديثه مع «إرم بزنس»، إلى أهمية البنية الصلبة التي تحتاجها الشركات الناشئة لمواجهة الأزمات، موضحاً أن الأزمات ليست نهاية المطاف، بل اختباراً حقيقياً لقوة النموذج وفكر المؤسسين.
وأكد بكر، على هامش قمة «نوفا»، أن الابتكار في مجالات الطاقة والتكنولوجيا لم يعد خياراً، بل ضرورة وجودية.
ويعزز هذا الاتجاه تقرير حديث نشره موقع «ستاتيستا» الإحصائي، والذي أظهر ارتفاعاً بنسبة 23% في حجم الاستثمارات بالتكنولوجيا الناشئة في الشرق الأوسط خلال عام 2024، في مؤشر واضح على تنامي وعي المستثمرين بأهمية هذا القطاع كمحرّك رئيسي للنمو.
من جهته، تناول فراس سواس، استشاري التخطيط الاستراتيجي، أبرز السمات التي يجب أن يتحلى بها رائد الأعمال، مشيراً إلى أن «الجرأة، المرونة، والتخطيط طويل الأمد» تمثل مفاتيح أساسية لنجاح أي مشروع.
وشدّد سواس على أهمية حفظ حقوق الملكية الفكرية والترويج الذكي للمشاريع الناشئة، كضمان للتميز في سوق شديد التنافس.
أما شفيقة العامري، رئيسة جمعية الإمارات لرائدات الأعمال، فأكدت لـ«إرم بزنس» أن الاستثمار في الشباب بات ضرورة استراتيجية، وليس خياراً. ولفتت إلى أن التمكين لا يقتصر على الجانب التمويلي، بل يبدأ بالدعم المعنوي والمعرفي.
وأوضحت العامري، على هامش القمة، أن الجمعية تعمل على تطوير مهارات الشباب من خلال برامج تدريبية بالتعاون مع القطاعين العام والخاص، تمهيداً لإطلاق الملتقى السنوي الأول لرواد الأعمال في يونيو المقبل، والذي سيشارك فيه أصحاب مشاريع تلقوا دعماً مباشراً من الجمعية. وأضافت: «نحن ننتقل اليوم من مرحلة التمكين إلى مرحلة الحصاد، وسنقدم نماذج واقعية لمشاريع شبابية وطنية ناضجة تستحق الدعم والاحتضان.»
وفي جانب الدعم الاستثماري، شدد عبدالسلام الكيالي، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات هيسباسور في الشرق الأوسط، على أهمية تبنّي المستثمرين للمشاريع الشبابية، مشيراً إلى ضرورة توافر عدة شروط منها: وضوح النموذج الربحي، استدامة الفكرة، وارتباطها بالتقنيات المستقبلية.
وقال: «نحن لا نبحث فقط عن أفكار مبتكرة، بل عن حلول قابلة للتنفيذ والتوسع»، مضيفاً أن الشركات التي تدمج الذكاء الاصطناعي أو حلول الطاقة المتجددة ضمن نماذج أعمالها تتمتع بفرص أكبر للحصول على التمويل.
ومع تضاعف حجم الاستثمارات في قطاع الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ليبلغ 3.9 مليار دولار في عام 2024، وفقاً لبيانات «ستاتيستا»، تظل معادلة النجاح مرهونة بتكامل الرؤية الشبابية مع بيئة استثمارية حاضنة وفهم عميق للتغيرات التكنولوجية المتسارعة.
