وعلى الرغم من انخفاض أسعار الدولار في السوق الموازي خلال الأيام الماضية فإن السوق يعاني من شح الدولار وسط ترقب المتعاملين لقرارات المركزي بشأن سعر الصرف خاصة بعد رفع أسعار الفائدة 200 نقطة الخميس الماضي.
ومع نقص تدبير العملة الأجنبية تراجعت واردات مصر من اللحوم بنحو 25.2% خلال أول 10 أشهر من 2023 لتسجل 1.092 مليار دولار مقابل 1.46 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام قبل الماضي.
وحذر سمير سويلم، رئيس شعبة اللحوم والدواجن والمجمدة باتحاد الغرف التجارية، من تفاقم أزمة ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني خلال الفترة المقبلة، نظرا لعجز مستورديها عن جلبها من الأسواق الخارجية، لصعوبة تدبير الدولار من القطاع المصرفي الرسمي.
وأشار رئيس الشعبة في بيان اليوم إلى أن زيادة المضاربات علي النقد الأجنبي في السوق الموازي حولت الدولار من نقد إلى سلعة يرتفع وينخفض سعرها بشكل عشوائي.
وقال إن تذبذب سعر الدولار وتفاوت أرقام التداول في السوق الموازي دفعا مستوردي السلع الغذائية للإحجام عن الاستيراد بشكل عام وإبرام أي تعاقدات جديدة.
كما لجأ بعض المستوردين لتخفيض الكميات المستوردة بكميات أقل بكثير من احتياجات السوق المحلي، الأمر الذي ينذر بارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية خاصة اللحوم خلال شهر رمضان.
وأشار إلى أن أسعار السلع الأساسية في الأسواق المحلية حاليا باتت تمثل عبئا كبيرًا على المستهلك ولا يقوى على تحملها في ظل معدلات التضخم المرتفعة، مؤكدا أن فتح المجال لاستيراد كميات أكبر من السلع الاستراتيجية وتدبير الدولار لها يؤدي إلي تنافس الشركات ما يصب في صالح المستهلك.
ونوه بأن استمرار أزمة الدولار يصاحبه بالتبعية أزمة في أسعار كافة السلع الأساسية سواء المستوردة أو المحلية ما يهدد ملف الأمن الغذائي المصري بشكل كبير.
وأشار رئيس الشعبة إلى تراجع واردات مصر من اللحوم بنحو 25.2% خلال أول 10 أشهر من 2023، مضيفاً أن اللحوم والأبقار والجواميس استحوذت على 8.9% من إجمالي واردات مصر من السلع الاستهلاكية غير المعمرة خلال الفترة من “يناير- أكتوبر 2023” البالغة 12.263 مليار دولار وكذلك على 1.6% من إجمالي فاتورة الاستيراد المصرية خلال تلك الفترة، ما يؤكد ضرورة حل هذا الملف بشكل عاجل.
وطالب "سويلم" مجلس الوزراء بسرعة التدخل وإصدار تعليماته للمؤسسات المصرفية بتدبير العملات الأجنبية للشركات المستوردة للسلع الأساسية وأن تكون لها الأولوية عن سواها من الشركات لكي تستطيع استيراد ما تحتاجه الأسواق بشكل سريع تجنبا لحدوث أزمات مستقبلية خلال شهر رمضان الذي يتزايد فيه معدل الطلب على جميع السلع الغذائية.