في الذكرى الثانية للحرب.. اقتصاد روسيا يتجاهل 19 ألف عقوبة
يبدو أن أكثر من 19.2 ألف عقوبة لم تمنع الاقتصاد الروسي من تحقيق النمو، والذي جاء مفاجئًا بحسب رؤية صندوق النقد الدولي، فما كان لأحدٍ أن يتخيل أن تنجو موسكو من 13 حزمة من العقوبات الأوروبية وآلاف العقوبات الأميركية، إضافة إلى مئات العقوبات المفروضة من دول حليفة لواشنطن.
ونجح الاقتصاد الروسي في تحقيق معدلات نمو فاجأت الجميع، حتى صندوق النقد الدولي، وذلك عقب مرور عامين على اندلاع الحرب، والتي أسفرت عن موجة غير مسبوقة من العقوبات التي طالت ما يزيد عن 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي في الخارج.
ورغم سيل العقوبات الغربية لا يزال الاقتصاد الروسي يحقق نمواً حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنحو 3%، وذلك بعد الانكماش بنحو 2.1% في عام 2022، وفق تقرير صندوق النقد الدولي الذي صدر في يناير الماضي.
الجولة الأخيرة
وفي عشية الذكرى الثانية لبدء حرب روسيا وأوكرانيا، أطلقت أوروبا وأميركا وفرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قيودا تجارية جديدة على عشرات الكيانات في كل من روسيا والصين ودول أخرى.
و بلغ عدد الكيانات التي طالتها العقوبات 93 كياناً من روسيا والصين وتركيا وقرغيزستان والهند وكوريا الجنوبية، وذلك بزعم "دعمها المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا".
وفي الأسبوع الماضي وافق الاتحاد الأوروبي على الحزمة الـ 13 من العقوبات ضد روسيا، والتي تحظر ما يقرب من 200 كيان وفرد متهمين بمساعدة موسكو.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستفرض عقوبات أخرى على أكثر من 500 هدف بسبب الحرب ومقتل زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني على حد وصفها.
الأعلى في عقد
ومقابل العقوبات الغربية سجل الاقتصاد الروسي نموا اقتصاديا هو الأعلى خلال العقد الماضي، باستثناء فترة انتشار وباء كوفيد-19، وفقًا لبيانات رسمية.
وقالت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية إن الناتج المحلي الإجمالي الروسي قد سجل نموا بنسبة 3.6 بالمئة خلال العام 2023.
وأوضح تقرير الوزارة أن مؤشر النمو ارتفع بنسبة 2.3% مقابل المستوى الذي كان عليه قبل عامين.
وتوقع تقرير التنمية الاقتصادية نمو الناتج المحلي الإجمالي الروسي بنسبة 2.3% في عام 2024.
اقتصاد حرب
وأول أمس الخميس قالت جولي كوزاك الممثلة الرسمية لصندوق النقد: "إن الاقتصاد الروسي حقق معدلات نمو مرتفعة على خلفية العقوبات الكبيرة التي فرضها الغرب، إضافة إلى أن أحجام الإنتاج في البلاد آخذة في النمو".
وأضافت كوزاك: "لقد فاجأنا الاقتصاد الروسي، ومن الواضح أن روسيا لديها الآن اقتصاد حرب، ويرجع ذلك إلى وجود قدر كبير من الإنفاق العسكري في الاقتصاد، مما يساهم في نمو الاقتصاد الروسي".
وأوضحت كوزاك أن الاقتصاد الروسي فاجأ العالم بقوة النمو في مواجهة العقوبات الدولية، ولفت إلى أن خبراء الصندوق يتوقعون أن يحقق نمواً بنحو 2.6% خلال العام الجاري 2024.
الأكبر بالعالم
وتخطت روسيا من خلال 19282 عقوبة إيران (5011 عقوبة)، وسوريا (2844 عقوبة)، وكوريا الشمالية (2171 عقوبة)، لتصبح أكثر دول العالم التي فُرضت عليها عقوبات.
وتصدرت أميركا قائمة الدول الأكثر فرضاً للعقوبات على روسيا من خلال 3585 عقوبة، تليها كندا عبر 2765، ثم سويسرا بنحو 2403، بينما فرض الاتحاد الأوروبي 1785 عقوبة.
