logo
اقتصاد

التحدي الأكبر للشركات.. التحوّل إلى الطاقة النظيفة

التحدي الأكبر للشركات.. التحوّل إلى الطاقة النظيفة
تاريخ النشر:1 يوليو 2023, 11:32 ص
يتوجب على الشركات كي تنجح في التحول إلى الطاقة النظيفة أن تحافظ على فاعليتها من جهة، وأن تستخدم أساليب جديدة للإنتاجية من جهة أخرى.

وفي الماضي، كانت فكرة التحول الى الطاقة النظيفة من المسائل الافتراضية، لا بل والوهمية، وأصبحت اليوم ضرورية ومبدأً لعمل الشركات وفقاً لصحيفة "لي زيكو".

ومن الممكن أن نأسف أحيانا لبطء هذا التحول وما يتعرض له من اضطرابات وازدواجية، ولكن من الضروري أيضا أن نعي مدى أهمية التحدي الكبير الذي يمثله هذا التحول.

 فلا بدّ للسلطات العامة، وكذلك للشركات من تعبئة موارد مالية ضخمة لتجديد إدارة الطاقة، كما لا بدّ من إعادة النظر في طريقة عملها وتنظيمه. وعلاوة على ذلك، لا بد من مواجهة تحديين رئيسيين.

والتحدي الرئيسي الأول يتعلّق بموضوع الفاعلية والكفاءة، وهو أمر لا بدّ منه لأي شركة، فمنذ قرن من الزمن، تمثلت الكفاءة بالانتقال من العمل الحرفي إلى النشاط الصناعي واعتمد هذا التحول على قوة الطاقة مما أدى إلى مكاسب إنتاجية هائلة.

أما اليوم، فلم يعد الأمر يتعلق بمجرد زيادة الإنتاج، بل بمصادر نظيفة للطاقة تؤدي إلى تقليل مفعولها على البيئة والموارد الطبيعية.

فكيف يمكن أن نختار أنجع الطرق لبث غازات أقل؟ هل من الأفضل أن نبدأ بخفض الإنتاج أو باللوجستيات أوبعزل المكاتب؟

ضرورة التخطيط

فلا بد ّ للشركات الكبرى من أن تعتمد الآن  على تخطيط دقيق لمصادر انبعاثاتها. وهناك معايير جديدة تفرض عليها أن تذهب إلى أبعد من ذلك، وأن تأخذ أيضا بعين الاعتبار الانبعاثات الصادرة من مزودي هذه الشركات، فقد يكون ذلك اقل كلفة في بعض الأحيان.

ومع ذلك، فالتعرّف على مصادر الكربون ضروري لكنه يعطي مجرد صورة غير كافية. فهي لا تشير إلى أجدى الطرق للعمل على تقليل الانبعاثات، كما أن المحاسبة المالية لا تفتح الطريق لزيادة المبيعات.

ولا شكّ في أن مصادر الانبعاثات الكبيرة جدا، مثل صناعات الأسمنت والمعادن قد يكون لديها طريقة عمل واضحة نوعا ما. أما بالنسبة للآخرين، فالأمر ليس بهذه البساطة.

 وهناك العديد من الشركات اليوم تأخذ بعين الاعتبار تكاليف مسألة الكربون عندما تحسب ربحية مشاريعها الاستثمارية. ومع ذلك، فإن مستوى هذه التكاليف يثير تساؤلات هائلة حول طرق استخدامها. وبالإعتماد على الإجابات عن هذه الأسئلة، يمكن أن تكون النتائج بعيدة جدًا عن بعضها البعض.

ويأخذ الاقتصاديون مسألة سعر الكربون من جانب آخر، أي عن طريق حساب "تكاليف الاختزال" ، والتي تمثل رسمياً السعر الواجب دفعه لتجنب طن من ثاني أكسيد الكربون. ولكن هذه الأداة لها حدودها. إذ أنها تتقلب وفقًا للموارد والتقنيات والأوقات. وهي ليست نفس الشيء بالنسبة لشركة واحدة أو للمجتمع ككل.

 كما أن هذه الطريقة تشجع على العمل "على الهامش". وإذا تم توظيفها في صناعة السيارات، فستشجع على إنتاج محركات بنزين أكثر كفاءة بدلاً من تغيير المحركات، الأمر الذي لا يسمح لنا بالتحرك نحو "صافي الانبعاثات الصفرية" الذي نصبو إليه، كما وهي لا تجعل من الممكن فهم كافة التفاعلات بين الإجراءات المختلفة المتخذة للحد من الانبعاثات.

الإجراءات المتضاربة

ومن الضروري تحسين مجموعة الأدوات لاتخاذ الخيارات الصحيحة لمكافحة الكربون من جهة، والمحافظة على الربحية من جهة أخرى. كما يتعين أن نتوقع عند التحول إلى الطاقة النظيفة الحصول على نتائج متناقضة تؤثر على التنوع البيولوجي وعلى الحفاظ على توازن الكوكب. وهناك مثل واضح لذلك. فتوربينات الرياح مثلا تعمل على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ولكنها تقتل الطيور.

والتحدي الثاني لا يقل خطورة عن التحدي الأول. فعلى المستوى الفردي أو المحلي، هناك آلاف الحلول لإنتاج الكهرباء بمصادر طاقة متجددة ومن ثم توفيرها لإنتاج الهيدروجين، وتخزين ثاني أكسيد الكربون، ولبناء مساكن طاقة إيجابية، وتأمين طيران طائرات نظيفة. والعام الماضي، نجح مختبر بإنتاج المزيد من الكهرباء من خلال الاندماج النووي أكثر مما استهلك.

اختراقات تكنولوجية

ولكن عندما ننتقل إلى مستوى المدن والشركات الدولية وحتى كوكب الأرض ككل، فنحن أمام قضية أخرى.

فكل ذلك، يتطلب كميات هائلة من المعادن كالنحاس والنيكل والمنغنيز والليثيوم والكوبالت والأتربة النادرة، إلخ. وكميات هائلة من الكهرباء - مع خطوط لحملها ونقلها، ورأس مال كبير. باختصار، سوف يتطلب الأمر موجة من التصنيع أقوى بكثير  من تلك التي حدثت في القرون السابقة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC