logo
اقتصاد

الولايات المتحدة والصين تفتتحان محادثات تجارية لإنهاء حرب التجارية

الولايات المتحدة والصين تفتتحان محادثات تجارية لإنهاء حرب التجارية
أعلام الصين والولايات المتحدة على سياج حدودي، في صورة رمزية للصراع المتصاعد بين القوتين. بافاريا، ألمانيا - 11 نوفمبر 2024.المصدر: رويترز
تاريخ النشر:10 مايو 2025, 11:49 ص

تبدأ في سويسرا، يوم السبت، محادثات هامة بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما يوفر أوضح فرصة حتى الآن للولايات المتحدة والصين لتهدئة حربهما التجارية.

ويقود وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ المفاوضات، التي من المتوقع أن تستمر يومين في جنيف، وهي أول محادثات معلنة ومباشرة منذ فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 145% على الصين، وردّت بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على العديد من السلع الأميركية، وضوابط تصدير جديدة على المعادن النادرة. ومن المتوقع أيضاً أن يشارك المفوض التجاري الأميركي، جيميسون جرير.

أخبار ذات صلة

ترامب يقترح خفض الرسوم الجمركية على الصين إلى 80% قبل محادثات مع بكين

ترامب يقترح خفض الرسوم الجمركية على الصين إلى 80% قبل محادثات مع بكين

مخاطر اقتصادية كبرى

وسعى الجانبان إلى إظهار الثقة بأنهما يمتلكان اليد العليا، إلا أن الوضع الراهن يحمل مخاطر كبرى.

وهزّت هذه الإجراءات المتبادلة الأسواق المالية، مُهدّدةً بنقص المنتجات وارتفاع الأسعار على المستهلكين الأميركيين، ما زاد الضغوط على ترامب لإيجاد مخرج من مواجهته مع شي جين بينغ. وسعى الزعيم الصيني إلى تعزيز اقتصاد بلاده قبيل المحادثات، لكن البيانات تُظهر مؤشرات ضعف.
 
وأرسل الرئيس الأميركي إشارات متضاربة بشأن النتيجة المرجوة من الاجتماعات. فقد صرّح ترامب مراراً وتكراراً بأنه غير مستعد لخفض الرسوم الجمركية دون تنازلات صينية، مع أنه تطوع يوم الجمعة بأن فرض ضريبة بنسبة 80% «يبدو قراراً صائباً».
 
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي مساء الجمعة: «علينا أن نتوصل إلى اتفاق عظيم لأميركا. أعتقد أننا سنعود باتفاق عادل لنا وللصين».

وقلّل بيسنت يوم الأربعاء من شأن أي نتيجة محتملة، مُصرّحاً للمُشرّعين بأن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى، وأن التركيز منصبّ على تخفيف حدة التوترات بدلاً من التوصّل إلى اتفاق شامل، وفق لبلومبرغ. 

لكن ترامب نفسه صرّح يوم الخميس بأنه يتوقع تحقيق تقدّم «ملموس». كما أكّد مسؤولون أميركيون آخرون على أهمية فرصة نزع فتيل الصراع.

فيما صرح وزير التجارة هوارد لوتنيك على قناة فوكس نيوز مساء الجمعة بأنه من المستحيل تعليق الرسوم الجمركية تماماً، بغض النظر عن نتائج محادثات نهاية الأسبوع. 

نهج حذر

وتتخذ الصين نهجاً حذراً، إذ تُبقي سقف توقعاتها منخفضاً قبل المفاوضات، وتنظر إليها على أنها استكشافية أكثر من كونها تُفضي إلى صفقة كبرى فورية.

وصرح وو شينبو، مدير مركز الدراسات الأميركية بجامعة فودان في شنغهاي ومستشار وزير الخارجية، بأن ممثلي شي سيقيّمون مدى جدية نظرائهم الأميركيين في السعي لتحقيق اختراق.

تدمير مزدوج

كلا الاقتصادين، بناتج محلي إجمالي يبلغ 46 تريليون دولار أميركي، سيخسران الكثير إذا تعثرت المحادثات. ووفقاً لتقديرات وكالة بلومبرغ، ستؤدي الرسوم الجمركية الحالية إلى تدمير 90% من التجارة الثنائية.

وقد ظهرت بالفعل تداعيات الحرب التجارية، ما ينذر بمزيد من الألم الاقتصادي في غياب اتفاق.

انخفض حجم الشحن من الصين إلى الولايات المتحدة. وفي الصين، أبطأت المصانع التي تُنتج السلع الاستهلاكية اليومية خطوط التجميع أو أوقفتها.

يبلغ حجم التجارة السنوية بين البلدين حوالي 700 مليار دولار، وتُقدر استثمارات الصين في الولايات المتحدة بنحو 1.4 تريليون دولار.

دفع الصراع بكين إلى توسيع تجارتها مع أسواق أخرى، حيث انخفضت صادراتها إلى الولايات المتحدة بنسبة 21%. وتُظهر بيانات تجارية نُشرت يوم الجمعة ارتفاعاً حاداً في شحنات الصين إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 8% الشهر الماضي.

وفي الوقت نفسه، يعاني الاقتصاد المحلي في الصين من أرقام تصنيع باهتة ودوامة انكماشية من غير المرجح أن تتحسن مع تكثيف المنافسة في السوق المحلية وسط سوق عمل ضعيفة.

ركود الاقتصاد الأميركي

بينما يواصل الاقتصاد الأميركي صموده، يُحذّر المحللون من أن نقص السلع سيبدأ بالظهور على شكل رفوف فارغة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، ما يُهدد الوظائف، لا سيما في قطاعات النقل بالشاحنات والخدمات اللوجستية وتجارة التجزئة، وفق لبلومبرغ.

وقد حذّر الاحتياطي الفيدرالي من تزايد حالة عدم اليقين. وقد انكمش الاقتصاد الأميركي في بداية العام لأول مرة منذ عام 2022، على الرغم من ثبات مؤشر الطلب الأساسي.

وتنعكس عواقب الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة سلباً على العالم. فقد خفضت منظمة التجارة العالمية توقعاتها لتجارة السلع هذا العام، وتتوقع الآن انخفاض حجمها بنسبة 0.2%، أي أقل بنحو 3 نقاط مئوية، ما كان متوقعاً لولا الحرب التجارية. وفي أبريل، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو بشكل حاد هذا العام والعام المقبل، محذراً من احتمال تدهور التوقعات أكثر.

إعادة التوازن التجاري 

ويسعى ترامب، لإعادة التوازن التجاري، إذ كرّر الرئيس يوم الجمعة، رغبته في أن تفتح بكين أسواقها أمام الولايات المتحدة. كما أشار ترامب مراراً إلى أنه يعتبر الوصول إلى السوق الأميركية وسيلة ضغط رئيسة لإجبار الصين على تقديم تنازلات. 

وقال ترامب للصحفيين يوم الخميس: «سيستفيدون كثيراً من المحادثات. سيستفيدون أكثر بكثير مما سنستفيده بشكل ما».

تهديد وجودي

لكن الصين ترى أن الرسوم الجمركية مجرد جانب واحد من تحرك أوسع نطاقاً من جانب الولايات المتحدة للحد من صعودها.

وصرحت ريجينا إيب، عضو البرلمان عن هونغ كونغ ورئيسة مكتب الرئيس التنفيذي جون لي، بأن الصراع بالنسبة لبكين ليس مجرد حرب تجارية، بل إنه يهدد بقاءها.

حتى قبل أسبوع واحد من المحادثات، كانت واشنطن وبكين تتبادلان الانتقادات حول من بادر إلى إطلاقها.

أخبار ذات صلة

قبل لقاء مرتقب مع واشنطن.. ضربة للميزان التجاري الصيني

قبل لقاء مرتقب مع واشنطن.. ضربة للميزان التجاري الصيني

وكانت إحدى الأولويات الأميركية في المفاوضات هي ضمان تخفيف القيود الصينية على الصادرات من المعادن النادرة المستخدمة في صنع المغناطيسات المستخدمة في كل شيء من الروبوتات إلى محركات الطائرات.

وتريد إدارة ترامب أيضاً من الصين الحد من تهريب الفنتانيل عبر خنق تدفق المواد الأولية المستخدمة في تصنيعه. ومع ذلك، يمكن تحقيق تقدم مستمر في هذه القضية على مسار منفصل، خارج إطار محادثات جنيف.
وقالت الصين إنها اتخذت إجراءات صارمة ضد تجارة الفنتانيل، بل وقالت إن واشنطن مدينة لها بـ «شكر كبير» على جهودها.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC