كيف تفاعلت بورصة «تل أبيب» مع اتفاق وقف إطلاق النار؟

شهدت بورصة «تل أبيب»، اليوم الثلاثاء، ارتفاعات حادة، بأكثر من 1% مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ بعد انتهاء مهلة الـ12 ساعة التي حصل عليها الجانبان.

صحيفة «غلوبس» الإسرائيلية، أشارت إلى أن مؤشرات البنوك والتأمين أيضًا قفزت بنسبة 3%، فيما ارتفعت العملة الإسرائيلية «الشيكل» بأكثر من 2% حتى منتصف اليوم، حيث يتم تداول الدولار الأميركي في البنوك والصرافات الإسرائيلية عند 3.4 شيكل.

لفتت الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية، إلى النتائج الإيجابية العالمية لوقف الحرب وعلى رأسها استمرار أسعار النفط في الانخفاض، ونقلت عن «مورغان ستانيلي»، أن «الانخفاضات الناتجة عن الأحداث الجيوسياسية تميل إلى أن تكون قصيرة الأجل وضئيلة».

سوق الديون

في سوق الديون، انخفضت علاوة المخاطرة الإسرائيلية بعد وقف إطلاق النار، بينما ترتفع السندات على طول منحنى العائد، وخاصة على المدى الطويل، وهو أكثر حساسية لتغيرات أسعار الفائدة.

كما ارتفعت مؤشرات سندات «تل غوف شيكل» لأجل 5 و10 سنوات بأكثر من 1% في سوق سندات الشركات، كما شهدت مؤشرات سندات تل (20 و40 و60) ارتفاعات طفيفة وصلت إلى 0.3%. 

تتوافق هذه التقلبات مع توقعات لقسم الاقتصاد والأبحاث في شركة «هاريل فاينانس» للتأمين والتمويل، التي أشارت إلى أن انخفاض التضخم، وانخفاض علاوة المخاطرة لإسرائيل يدعمان خفضًا مبكرًا لأسعار الفائدة، حيث يبدو أن شهر سبتمبر المقبل سيكون هو الموعد المرجح لهذه النتائج المتوقعة، بالإضافة إلى تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة خلال عام 2026.

توقعات مستقبلية

عوفر كلاين، رئيس قسم الاقتصاد والأبحاث في شركة هاريل للتأمين والتمويل، صرح لصحيفة  «غلوبس» بأنه متفائل بعد وقف إطلاق النار، مُضيفًا «وقف إطلاق النار يؤدي في تقديرنا، إلى مزيد من ردود الفعل الإيجابية على المدى القصير في الأسواق المالية، مع انخفاض علاوة المخاطر في إسرائيل، وسنشهد آثارًا إيجابية في قطاعي السندات والأسهم، إلى جانب استمرار ارتفاع قيمة الشيكل».

تأبع كلاين «أما في قطاع الاقتصاد الكلي، فسنشهد انخفاضًا في التضخم المتوقع بسبب ارتفاع قيمة العملة وانخفاض أسعار الوقود. وسيزداد العجز، لكنه سيبقى ضمن النطاق المقبول».

وتمني إسرائيل النفس بأن تؤدي عملية وقف إطلاق النار وتخفيف التوترات إلى تدفق الاستثمارات الأجنبية، لا سيما في قطاعي التكنولوجيا والطاقة، اللذين تأثرا سلبًا بمخاوف امتداد الحرب.

وترى «غلوبس» أنه مع كل النتائج الإيجابية الحاصلة اليوم على الاقتصاد الإسرائيلي، لا يزال هناك غموض على المدى المتوسط ​​والطويل، حيث «ستبدأ المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران قريبًا، وقد تستمر أسابيع أو أشهرا، لذلك، ستعتمد الأهمية الاقتصادية العميقة لوقف إطلاق النار بشكل أساس على قدرة الجانبين على الحفاظ على ترتيبات مستقرة تمنع تجدد الصراع خلال بضعة أسابيع أو أشهر». 

تجدر الإشارة إلى أن الأسواق المالية في إسرائيل قد أخذت في الحسبان، جزئيًا على الأقل، هذا السيناريو الإيجابي، وهو احتمال كبير، منذ بدء العمليات العسكرية.

في ضوء التطورات الجديدة، تشير التوقعات المحلية في إسرائيل لسعر الصرف خلال ستة أشهر إلى 3.4 شيكل مقابل الدولار الأميركي، فيما تشير التوقعات ذاتها أن نسبة التضخم لهذا العام ستنتهي عند 2.2%.

تؤكد التوقعات ذاتها، أن انخفاض التضخم وارتفاع قيمة الشيكل وانخفاض علاوة المخاطرة لإسرائيل، كل ذلك يدعم خفضًا مبكرًا لأسعار الفائدة، ويبدو أن ذلك سيحدث في سبتمبر، بالإضافة إلى تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة خلال عام 2026.

كما كان متوقعًا، شهدت أسهم الدفاع في إسرائيل، اليوم، انخفاضات حادة بعد وقف إطلاق النار، حيث كان سهم (Next Vision) هو الأبرز عند 11.040، كما ارتفعت أسهم شركة «إيرباص»، التي تُصنّع وتُجدد قطع غيار محركات الطائرات المدنية والعسكرية، بنسبة 7% مساء أمس، على خلفية توقعات باستفادتها من الطلب في مجال صيانة المحركات وإنتاج محركات صواريخ كروز في أعقاب العمليات العسكرية ضد إيران.