تقارير
تقاريرمبنى بنك أوف أميركا في تكساس - رويترز

تكساس تنتزع الريادة المالية من نيويورك

يبني بنك جيه بي مورغان تشيس مقراً ضخماً في وسط مدينة مانهاتن، ولكن نيويورك لم تعد الولاية الأولى بعدد موظفي القطاع المالي، بل انتقلت الصدارة إلى تكساس

ويناهز عدد موظفي أكبر بنك أميركي 31500 في مدينة "لون ستار" الواقعة في تكساس، إثر التوسع على مدى العقد الماضي، وأبرزه حرم مكون من أربعة مباني بمساحة مليون قدم مربع في بلانو، إحدى ضواحي دالاس، وهو ما يزيد بمقدار 2600 قدم مربع عما كان عليه في نيويورك.

وتجاوزت تكساس مؤخراً ولاية نيويورك في التوظيف المالي لأول مرة على الإطلاق خلال فترة 33 عاماً، وفقاً لتحليل أجرته ياهو فاينانس لبيانات مكتب إحصاءات العمل من عام 1990 إلى عام 2023، وذلك في ديسمبر الماضي عندما وصل عدد العمال إلى 384,900 عامل في هذا القطاع، وبفارق 100 شخص فقط عن ولاية نيويورك.

ويمثل هذا العدد الوظائف المرتبطة مباشرة بالصناعة المصرفية، مثل المحللين وموظفي القروض والمديرين الماليين، ولا يشمل قطاعي التأمين والعقارات.

الانتقال إلى المركز

يعود ظهور تكساس كمركز للخدمات المصرفية إلى عقود من الزمن، حيث بدأت ولاية نيويورك تخسر تدريجياً سيطرتها كمركز رئيسي لوظائف البنوك، منذ السنوات التي تلت هجمات 11 سبتمبر 2001.

وفي ذلك الوقت، بدأت بعض أكبر المؤسسات المالية بنقل موظفين إلى أماكن أخرى لتوفير التكاليف وإدارة المخاطر.

واحتلت كاليفورنيا المرتبة الأولى بين عامي 2001 و2006، إلا أن انهيار سوق العقارات وأزمة عام 2008 الاقتصادية أديا إلى تراجع الوظائف في كالفورنيا وتكساس مجدداً.

وتمكنت نيويورك في نهاية المطاف من استعادة مكانتها الأولى، وبدأت أعداد الموظفين تزداد فيها بمرور الوقت بعد تعافيها من أزمة 2008.

وبالمقابل، كانت تكساس تتقدم بوتيرة أسرع، مع وجود مدينة دالاس كمركز جديد للعديد من عمالقة الخدمات المالية الذين جذبتهم غياب ضريبة الدخل، وتكاليف المعيشة المنخفضة، ومواقع البناء الوفيرة، وسهولة الوصول إلى وسائل النقل.

عوامل الجذب

ومن أهم عوامل الجذب للولاية، توفير تكاليف على الشركات المالية العملاقة عند نقل المزيد من الموظفين إلى تكساس، حيث ويبلغ الخصم على أجور العاملين الماليين في دالاس 10% إلى 15% مقارنة مع نيويورك، رغم أن هذا الخصم يضيق بالنسبة للمناصب العليا، وفقاً لكريس كونورز، مدير شركة جونسون أسوشيتس.

ويمكن أن يكون توفير التكاليف أكثر وضوحاً في الوظائف المبتدئة أو الكتابية أو المكتبية.

من الكساد إلى الازدهار

مر القطاع المصرفي إلى جانب قطاع صناعة النفط والغاز في السبعينات وأوائل الثمانينيات بالكساد، لكن تكساس أصبحت بعد ذلك واحدة من أكثر المناطق المتضررة في البلاد خلال أزمة المدخرات والقروض التي استمرت حتى التسعينيات.

وخسرت تكساس 425 بنكاً بين عامي 1980 و1989، وفقاً لتاريخ مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية في تلك الفترة، بما في ذلك تسعة من أكبر عشر شركات قابضة للبنوك في الولاية.

وفي الوقت الحالي، تسارع العديد من أكبر البنوك الأميركية إلى إنشاء فروع أو مقرات جديدة خاصة في منطقة دالاس، وتخطط شركة غولدمان ساكس لإكمال مجمعها المكتبي الجديد شمال وسط مدينة دالاس بحلول نهاية عام 2027، وتتوقع إضافة 1000 موظف إضافي لديها.

وقالت فيكي تونج، المديرة العالمية لدى غولدمان ساكس: "تتمتع دالاس بهذه الروح الواثقة والمبتكرة -الابتكار الجريء، والسلوك الذي يمكن القيام به-، أعتقد أن هذا يتوافق حقًا مع ما يحدده غولدمان ساكس في ثقافتنا وما نتطلع إلى بنائه في المنطقة".

وعلى مسافة ليست ببعيدة عن حرم بنك غولدمان، يعد بنك أوف أمريكا المستأجر الرئيسي لمبنى جديد مكون من 30 طابقًا بتكلفة 500 مليون دولار في منطقة أبتاون في دالاس، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منه عام 2027.

ويوسّع بنك ويلز فارغو (WFC) بتوسيع حرم مكاتبه في إيرفينغ مع برجين بمساحة 850 ألف قدم مربع ومن المقرر الانتهاء منهما في عام 2025.

ولا يخلو العمل في تكساس من تحديات لبعض الشركات المالية العملاقة، وهناك جهود حكومية على مستوى الولاية لتقييد قدرة بعض البنوك على المشاركة في عروض السندات البلدية إذا لم تمتثل للتفضيلات المحلية.

ويراجع مكتب المدعي العام للولاية، كين باكستون، حالياً سياسات مكافحة الأسلحة النارية التي يتبعها بنك جيه بي مورغان وبنك أوف أمريكا، إضافة إلى السياسات البيئية والاجتماعية والسياسات الإدارية للبنوك الأخرى.

ولدى الولاية قانون معمول به يحظر بعض العقود الحكومية مع الشركات التي لديها ممارسات تجارية مناهضة للأسلحة.

وأعرب جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان، عن إعجابه بما يحدث في تكساس، قائلاً: "إنهم يجعلون من الجيد المجيء إلى هنا"، نقلاً عما يقارب 10 آلاف شخص لدى البنك في بلانو وحدها.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com