رجحت وكالة بلومبرغ أن تستمر قناة بنما في فرض القيود المطبقة على شركات الشحن هذا العام، بعدما تسبب الجفاف في تراجع منسوب المياه في بحيرتها الرئيسية إلى أدنى مستوى في أربع سنوات، ما أدى إلى تشكل طابور من السفن التي تنتظر عبور الممر المائي.
فيما اعتبر مسؤولون ومحللون مصريون أن قناة السويس ستكون الخيار الأفضل للسفن ذات الأحمال الثقيلة تجنبا لحدوث ارتباك لسلاسل الإمداد وأزمات اقتصادية لكثير من ملاك السفن.
الإبقاء على القيود
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء اليوم الخميس عن رئيس الهيئة ريكورت فاسكويز قوله، في مقابلة أمس الأربعاء من العاصمة بنما سيتي، إن هيئة القناة ستهدف إلى الإبقاء على القيود الأولية التي تقيد مدى العمق الذي يمكن به لأي سفينة أن تنتظر في المياه، بحيث لا يقل عن 44 قدما (13.4 متر) للسفن الضخمة "نيوبنماماكس" طوال فترة جفاف هذا العام.
وأوضح أن القيود ستسمح بعبور معظم الناقلات، على الرغم من أن بعض السفن مثل سفن الحاويات وناقلات البضائع الصب الجافة سيتعين عليها تخفيف حمولتها.
وبحسب مركز "إيفرستريم أناليتيكس" فإن كمية الأمطار التي هطلت العام الحالي تماثل تلك التي هطلت في 2019، والذي كان أدنى مستوى لهطول الأمطار بالبلاد في عقدين.
وووفق المصدر ذاته فإنه ليس هناك ما يشير إلى حلول موسم الأمطار الذي يبدأ عادة قبل الصيف. ومن المرجح أن يصل منسوب المياه في بحيرة غاتون، وهي الكبرى بين بحيرتين تغذّيان القناة، إلى أدنى مستوى له بحلول يوليو، مما يعرقل الجزء الغاطس من السفن وكمية البضائع التي يمكن أن تحملها عبر قناة بنما.
تأثير إيجابي على قناة السويس
وحول انعكاس جفاف قناة بنما على قناة السويس، قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، على هامش منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، إنه في حال ارتفعت نسبة الجفاف في قناة بنما، فإن السفن ذات العمق الكبير ستتجه إلى قناة السويس، مؤكدا أن ذلك سيكون تأثيره "إيجابياً بالتأكيد".
وبينما لم يحدد رئيس هيئة قناة السويس العوائد الإضافية المحتملة، إلا أنه أشار إلى أنه من المتوقع أن تصل إيرادات قناة السويس في 2023 إلى 8.8 مليار دولار بارتفاع 10% عن 2022.
حوافز لجذب السفن
وهو ما اتفق معه من المستشار الاقتصادى لرئيس هيئة قناة السويس السابق، عبد التواب حجاج، مؤكدا أن حجم التجارة بين المحيط الهادئ والصين وجنوب شرق آسيا تمثل حجم ترانزيت كبيرًا تخدم عليه قناة بنما.
وأضاف حجاج، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن التجارة إلى موانئ الساحل الأميركى شرقًا مارًّا بالموانئ الغربية الأميركية تتم من خلال قناة بنما، لافتا إلى أن ما تشهده تلك القناة من تقليل غاطسها سيغير من وجهات العديد من السفن لتتجه إلى قناة السويس، ومنها إلى الشرق الأقصى.
وأشار إلى أن إدارة قناة السويس تقدم حوافز بالفعل لجذب سفن الحاويات القادمة من الساحل الشرقى الأميركي والمتجهة إلى منطقة جنوب شرق آسيا بنسب تصل إلى 55%، واصفًا إياها بالجيدة لجذب السفن التى تعبر طرق أخرى غير المجرى الملاحى المصرى والتى على رأسها بنما.
