%15 نمو التوريد بالمقارنة مع الموسم الماضي
شهد موسم القمح في مصر للعام الزراعي 2024/2025 نجاحاً ملحوظاً، ما يعد تطوراً استراتيجياً في مسار الأمن الغذائي بالبلد، حيث انعكست نتائج هذا النجاح على الأرض من خلال ارتفاع إنتاجية الفدان، وزيادة كميات التوريد المستمرة والمنتظمة حالياً، إلى جانب التوسع في المساحات المزروعة، مما يعكس تحسناً ملموساً في جهود تحقيق الأمن الغذائي على مستوى مصر، وفق ما صرح به المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة المصرية، محمد القرش.
وأضاف في تصريحات لـ«إرم بزنس» أنه بلغ متوسط إنتاجية الفدان في بعض المحافظات ما بين 20 إلى 25 أردباً، بزيادة تقارب أردباً إلى أردبين مقارنة بالمواسم السابقة، وهو ما يمثل قفزة في الأداء الزراعي، موضحاً أن إجمالي المساحات المزروعة بالقمح هذا الموسم وصلت إلى نحو 3.14 مليون فدان، بزيادة طفيفة عن العام الماضي، بينما ارتفعت كميات التوريد إلى الحكومة لتتجاوز حاجز 3.7 مليون طن حتى منتصف يونيو 2025، بنمو 15% عن الفترة نفسها من الموسم الماضي، مع توقعات ببلوغ الرقم النهائي بين 4-5 ملايين طن مع نهاية موسم التوريد في أغسطس المقبل.
وأشار القرش، إلى أنه يعزى هذا الأداء المتميز إلى حزمة من الإجراءات الحكومية المتكاملة التي تم تنفيذها خلال الموسم، شملت دعم التقاوي المعتمدة عالية الإنتاجية، وتعزيز دور الإرشاد الزراعي في توجيه المزارعين نحو استخدام الأساليب الحديثة، إلى جانب تسعير مجزٍ للقمح حيث بلغ سعر الأردب نحو 2200 جنيه، وهو أعلى من السعر العالمي، مما شجع الفلاحين على التوسع في الزراعة والتوريد للحكومة بدلاً من البيع للتجار.
ولفت المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة المصرية، إلى أنه تم توفير الميكنة الزراعية بأسعار مدعمة لتقليل تكاليف الحصاد، كما دعمت الدولة المزارعين في عمليات الحصاد والنقل والتجميع من خلال نقاط استلام منتشرة ومجهزة بكفاءة عالية.
وتابع أنه واصلت مصر تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الصادرات الزراعية، لا سيما في محاصيل الخضر والفاكهة، فقد بلغت الصادرات الزراعية خلال العام الماضي نحو 8.6 مليون طن، بعائد مالي تجاوز 10.6 مليار دولار، وتصدرت الموالح قائمة المحاصيل التصديرية بواقع 2.4 مليون طن، بينما جاءت البطاطس والبصل والفاصولياء والعنب والفراولة في مراكز متقدمة من حيث الكميات المصدرة.
وأكد أنه تواصل وزارة الزراعة هذه السياسات في موسم 2025/2026، حيث يجري العمل على استنباط أصناف جديدة من القمح والذرة وقصب السكر وبنجر السكر، مع تعزيز دور البحث العلمي والتوسع في نظم الري الحديثة لتقليل الفاقد وزيادة كفاءة الإنتاج، كما تطمح الوزارة إلى الوصول للاكتفاء الذاتي من رغيف الخبز خلال العام الجاري عبر الاعتماد الكامل على الإنتاج المحلي، مما يقلل من فاتورة الاستيراد ويدعم الاقتصاد المصري.