شهدت الصين هذا العام تراجعاً في استهلاك الفحم والغاز الطبيعي، رغم موجة الحر الشديدة في يوليو، في إشارة إلى أن التحول نحو الطاقة النظيفة بدأ يؤتي ثماره.
فمع ارتفاع درجات الحرارة القياسية وزيادة الطلب على الكهرباء، توجّه مسؤولون حكوميون إلى أكبر مناطق إنتاج الفحم في البلاد. لكن المفاجأة أنهم لم يطلبوا من المناجم زيادة الإنتاج، بل طالبوها بخفضه.
عام 2025 يبدو بالفعل محطة فارقة، إذ أصبحت طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات ركيزة أساسية لشبكة الكهرباء، ما ساعدها على استيعاب الطلب المتزايد من أجهزة التكييف والمركبات الكهربائية ومراكز البيانات، دون الاعتماد المفرط على الفحم.
ومع ذلك، لم تصبح الصين خالية تماماً من الانبعاثات؛ فهي لا تزال أكبر مصدر لغازات الاحتباس الحراري وتواصل بناء محطات حرارية جديدة. لكن حتى بعد صيف قائظ، أظهرت البيانات تراجعاً في توليد الكهرباء من المصادر الأحفورية، ما قد يكون بداية مسار طويل الأمد نحو تقليص التلوث.
الأمر يزداد أهمية عند الأخذ في الاعتبار أن ذروة الطلب الموسمية بلغت هذا الصيف نحو 100 غيغاواط أعلى من العام الماضي. ورغم ذلك، اقتصرت إجراءات الترشيد على مطالبة المصانع في مقاطعة سيتشوان بخفض استهلاكها لبضع ساعات فقط في ليلة 17 يوليو، لضمان توازن الإمدادات.
إلى جانب التوسع في محطات الرياح والطاقة الشمسية، تعمل الصين على تعزيز خطوط النقل وبناء قدرات تخزين البطاريات. ففي أحد الأيام، ضخت الشبكة نحو 20 غيغاواط من البطاريات – أي ما يعادل تشغيل 20 مفاعلاً نووياً لمدة ساعتين – لتلبية الطلب في ثلاث مقاطعات.
تجربة صيف 2025 تثبت أن الطاقة النظيفة يمكن أن تسير جنباً إلى جنب مع أمن الطاقة.