ركود يضرب سوق المساكن في الولايات المتحدة والعقارات الكندية تنتعش

انخفضت ثقة مطوري المنازل في الولايات المتحدة هذا الشهر لتصل إلى أدنى مستوى منذ عام 2022، ما اضطر الشركات إلى الاعتماد أكثر على الحوافز لمواجهة ارتفاع أسعار الرهن العقاري وتحفيز المشترين غير المتحمسين، بينما على النقيض من ذلك، قفزت عمليات بدء البناء في كندا إلى أعلى مستوى لها منذ نحو ثلاث سنوات.

ارتفعت نسبة المطورين الذين يقدمون حوافز بيع إلى أعلى مستوى منذ الجائحة، لتصل إلى 66% هذا الشهر، في حين أبلغ 37% عن تخفيض الأسعار.

وأوضح كبير اقتصاديي الجمعية الوطنية لمطوري المنازل «روبرت ديتز» أن لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي يجب أن تعود إلى خفض سعر الفائدة الفيدرالي، ما سيخفض تكاليف تمويل البناء ويساعد بشكل غير مباشر على خفض أسعار الفائدة على الرهن العقاري بحسب «بلومبرغ».

 مؤشر السوق يواصل الانخفاض

أظهر مؤشر ظروف سوق الإسكان الصادر عن الجمعية الوطنية لمطوري المنازل وبنك «ويلز فارفو» انخفاضاً بمقدار نقطة واحدة ليصل إلى 32 في أغسطس، بينما كان الاقتصاديون الذين استطلعت «بلومبرغ» آراءهم يتوقعون ارتفاعاً طفيفاً.

وأشار التقرير إلى أن المقاولين يضطرون لزيادة استخدام الحوافز بالفعل، حيث ارتفعت نسبة المطورين الذين يقدمون حوافز مبيعات إلى 66%، بينما لجأ 37% إلى خفض الأسعار. على الرغم من تراجع معدلات الرهن العقاري قليلًا مؤخرًا لتصل إلى 6.67% في الأسبوع الأول من أغسطس، إلا أنها لا تزال ضعف مستوياتها في نهاية 2021.

 
مكونات المؤشر وتوقعات السوق

من بين مكونات المؤشر، انخفض مقياس المبيعات الحالية نقطة واحدة ليصل إلى 35، بينما بقي مقياس توقعات المبيعات دون تغيير. وارتفع مؤشر حركة المشترين المحتملين نقطتين ليصل إلى أعلى مستوى له خلال ثلاثة أشهر عند 22.

وقال «ديتز»: «نظرًا لتباطؤ سوق الإسكان وبيانات اقتصادية أخرى حديثة، يجب على لجنة السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي العودة إلى خفض سعر الفائدة الفيدرالي، ما سيخفض تكاليف تمويل البناء ويساعد بشكل غير مباشر على أسعار الرهن العقاري».

 
التحديات التي تواجه المطورين

قد تواجه المبيعات صعوبة في تحقيق زخم دون انخفاض إضافي في أسعار الرهن العقاري، كما يواجه المطورون منافسة متزايدة من سوق إعادة البيع، حيث تجاوز المخزون الحالي مستويات ما قبل الجائحة في العديد من الأسواق الجنوبية والغربية والجنوبية الغربية، حسب محلل «بلومبيرغ إنتليجنس» «درو ريدينغ».

وأضاف رئيس الجمعية الوطنية لمطوري المنازل «بادي هيوز» أن المطورين يواجهون أيضًا «رياحًا معاكسة من جانب العرض»، بما في ذلك العراقيل الحكومية التي تؤخر تطوير الأراضي والبناء.

وانخفضت الثقة بشكل أكبر في الشمال الشرقي، حيث سجل المؤشر أدنى مستوى منذ يناير 2023، في حين بقيت الثقة دون تغيير في الجنوب والوسط الغربي، وارتفعت قليلاً في الغرب.

 
ارتفاع بناء المنازل في كندا

قفزت عمليات بدء البناء في كندا إلى أعلى مستوى لها منذ نحو ثلاث سنوات، مع استمرار البناء في الشقق والمنازل المتلاصقة والشقق السكنية في أكبر المقاطعات وأقصاها شرقًا. وبدأ المطورون العمل على 294,100 وحدة سنوياً في يوليو بعد تعديل موسمي، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2022 وأعلى من أي تقدير اقتصادي في استطلاع «بلومبيرغ».

وجاء هذا الارتفاع مدفوعاً ببناء وحدات متعددة في أكبر مقاطعتين في كندا «أونتاريو» و«كيبك» وكذلك على الساحل الشرقي، بينما انخفضت البداية في «ألبرتا» و«كولومبيا البريطانية» بنسبة 18% و16% على التوالي.

وقال «ريشي سونده»، اقتصادي بنك «تورنتو دومينيون»: «رخص البناء تشير إلى أن البدء قد يبقى عند هذه المستويات القوية على المدى القريب»، لكنه أشار إلى أن تباطؤ نمو السكان وانخفاض الإيجارات وفائض الشقق قد يضغط على النشاط لاحقاً، متوقعاً «تبريد السوق في 2026».

وتشير بيانات «CMHC» إلى أن كندا بحاجة إلى بناء ما يصل إلى 480,000 وحدة سنوياً لاستعادة القدرة على تحمل تكاليف السكن إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19. وقد تعهد رئيس الوزراء «مارك كارني» بتعزيز البناء، ومن المتوقع أن يكون الإسكان أحد المواضيع الرئيسة في الميزانية الاتحادية المرتقبة في أكتوبر.