ترامب يرجئ فرض تعريفات على نفط روسيا
السوق تراقب اجتماعاً جديداً اليوم في واشنطن
عمّق التقارب بين الزعيمين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، من خسائر النفط في التعاملات الصباحية اليوم الاثنين، بعدما أسفر اللقاء عن طمأنة الهند والصين بشأن مشترياتهما من النفط الروسي، وإرجاء فرض عقوبات أو تعريفات ثانوية جديدة بهدف تقويض الحرب.
انخفضت أسعار النفط اليوم الاثنين مع عدم ممارسة الولايات المتحدة المزيد من الضغوط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال تنفيذ المزيد من الإجراءات لتعطيل صادرات النفط الروسية بعد اجتماع ترامب وبوتين في ألاسكا مساء يوم الجمعة، الذي تراجع فيه الرئيس الأميركي عن نبرة التهديد والوعيد و«العواقب الوخيمة».
◄ انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أكتوبر اليوم نحو 0.4 دولار في البرميل أو ما يعادل 0.65% وصولاً إلى مستويات 65.59 دولار للبرميل، بحلول الساعة 4:30 صباحاً بتوقيت غرينتش.
◄ نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم سبتمبر 0.3 دولار أو ما يعادل 0.4% وصولاً إلى مستويات 62.5 دولار للبرميل.
◄ يوم الجمعة، هبطت العقود الآجلة لخام برنت واحد دولار، أو 1.5%، لتسجل 65.85 دولار للبرميل عند التسوية، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.16 دولار، أو 1.8% إلى 62.80 دولار.
التقى الرئيس الأميركي مع نظيره الروسي في ألاسكا يوم الجمعة، وقد ظهر ترامب أكثر توافقاً مع موسكو بشأن السعي للتوصل إلى اتفاق سلام بدلاً من وقف إطلاق النار أولاً.
وسيلتقي ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين اليوم الاثنين للتوصل إلى اتفاق سلام سريع لإنهاء أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ 80 عاما.
بعد أن راهنت الأسواق على تصعيد أميركي بشأن مشتريات النفط الروسي عبر الضغط بالعقوبات الثانوية، قال الرئيس الأميركي يوم الجمعة إنه لا يحتاج إلى النظر على الفور في فرض رسوم جمركية مضادة على دول مثل الصين بسبب شرائها النفط الروسي.
وأضاف ترامب في منشور عبر منصته «تروث سوشيال»، أنه قد يضطر إلى فرض مثل تلك العقوبات ولكن في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع؛ ما يهدئ المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات الروسية.
تعد الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، وأكبر مشتر للنفط الروسي تليها الهند، التي هددها ترامب بزيادة التعريفات الجمركية، بنسبة قد تتجاوز الـ50% الحالية.
كتبت حليمة كروفت المحللة لدى «آر بي سي كابيتال» في مذكرة: «ما كان مطروحا في المقام الأول هو التعريفات الثانوية التي تستهدف المستوردين الرئيسين للطاقة الروسية».
ولفتت إلى أن الرئيس ترامب بالفعل أشار إلى أنه سيتوقف مؤقتاً عن متابعة الإجراءات الإضافية على هذه الجبهة، على الأقل بالنسبة للصين؛ ما جاء بمثابة رياحاً عكسية للنفط.
كما أضافت كروفت: «لا يزال الوضع الراهن على حاله إلى حد كبير في الوقت الحالي»، مشيرة إلى أن موسكو لن تتراجع عن المطالب المحلية في حين أن أوكرانيا وبعض القادة الأوروبيين سيحجمون عن صفقة الأرض مقابل السلام.
تأثرت المعنويات بتوقعات بزيادة الفائض في سوق النفط واحتمال بقاء أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة لفترة أطول، وكتب محللون لدى «بنك أوف أميركا» في مذكرة: «إنهم يوسعون توقعاتهم بشأن الفائض في سوق النفط استناداً إلى زيادة الإمدادات من تحالف (أوبك+)».
كذك توقع المحللون الآن أن يبلغ الفائض 890 ألف برميل يومياً في المتوسط اعتباراً من يوليو 2025 وحتى يونيو 2026، وجاء هذا التوقع بعدما قدرت وكالة الطاقة الدولية أن أسواق النفط «متخمة» على ما يبدو بعد أحدث زيادات للإنتاج من «أوبك+».