وول ستريت
وول ستريت

اضطرابات السويس وجفاف بنما.. التجارة العالمية على المحك

تتعرض التجارة العالمية للتهديد مرة أخرى، ولكن هذه المرة بسبب الهجمات الصاروخية المرتبطة بالحرب بين إسرائيل وحماس، التي تستهدف السفن التجارية التي تمر بالبحر الأحمر بالقرب من قناة السويس، ما قد يدفع بالعديد من السفن لسلك مسار أطول وأكثر أمانًا يمر بأفريقيا، وهذا سيؤدي إلى زيادة أسعار النفط.

بالنسبة لأصحاب شركات الشحن البحري، فإن التطور في الأحداث يعتبر إيجابياً وسلبياً: إذ سوف يضطر العملاء للدفع وفقاً للأسعار المرتفعة، لكن على شركات الشحن أن تستوعب تكاليف الوقود المرتفعة. ويبدو أن ناقلات النفط والغاز الطبيعي المسال في وضع أفضل بسبب انكماش استغلال السعة الاستيعابية ولأن المشاكل على إحدى القنوات الأُخرى- في بنما- أعطت تلك الناقلات دافعاً كبيراً في قدرتها على المساومة".

وارتفع سعر خام برنت بمعدل 1%، الثلاثاء، وفقاً لبيانات أصدرتها ريفينيتيف، وفي المقابل انخفضت أسهم عملاقة الشحن الدنماركية إيه.بي مولر ميرسك، وهي واحدة من كبريات شركات شحن الحاويات في العالم، بأكثر من 3%. بينما ارتفعت أسهم شركة دوريان ال بي جي، وهي من كبرى شركات نقل غاز البترول المسال، بحوالي 2%.

وكانت شركة النفط البريطانية العملاقة "بريتيش بتروليوم" آخر الشركات التي علقت يوم الاثنين عبور جميع سفنها في البحر الأحمر. وبدأت العديد من كبرى شركات الشحن في العالم مثل ميرسك وهاباك لويد ومجموعة وشركة البحر المتوسط للشحن (SMC)بتحويل مسار سفنهم من المنطقة. وتفاقم هذه الهجمات من اضطرابات التجارة العالمية التي تعاني أصلاً من الجفاف غير المسبوق في قناة بنما.

وتشير تقديرات مصرف جيفريز "Jefferies" إلى أن استعمال أسطول الحاويات قد يرتفع من 77% إلى 88%، وقد تُحجز السعة في ناقلات المشتقات النفطية بالكامل، والتي سعتها بالأصل مرتفعة بمعدل استعمال 95%.

وتستغرق سفينة الحاويات 21 يوماً للمرور عبر قناة السويس من الشرق الأقصى إلى أوروبا، بينما تستغرق 42 يوماً إذا كانت تسير حول قارة إفريقيا، وفقًا للمصرف. كما تستغرق ناقلة النفط 17 يوماً من الشرق الأوسط لتصل إلى أوروبا عبر قناة السويس، و 41 يومًا إذا كانت تسير حول قارة إفريقيا.

وبحسب مورغان ليان، أحد المحللين في DNB Markets، فإن الأسعار بدأت ترتفع بالفعل؛ إذ شهدت أقساط مخاطر الحرب ارتفاعاً بالنسبة للرحلات في المنطقة وقد يلجأ أصحاب السفن إلى خيارات أخرى من المسارات.

وأشارت ماندافيا أنه "ستعتمد شدة تأثير الوضع في النهاية على عدد السفن التي سوف يتم إعادة توجيه مسارها في الأسابيع المقبلة".

وكشفت الولايات المتحدة يوم الاثنين عن تشكيل قوة بحرية دولية لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر، مما قد يقلل من مخاطر الهجمات. كما أنه من مصلحة مصر التجارية أن يتم تشغيل قناة السويس "لأنها مصدر دخل مهم للحكومة".

يُعد شحن الحاويات في وضع أقل إيجابية من أصحاب الناقلات نظراً لضعف تجارة الحاويات العالمية. وأعادت شركة ميرسك، التي تتولى نحو خمس شحن الحاويات في العالم، توجيه سفنها حول قارة أفريقيا في عام 2021 عندما تم إغلاق قناة السويس لعدة أيام. حينها ارتفعت الأسعار بشكل كبير نتيجة لطفرة التجارة إبان انتشار وباء كورونا. ولا يمكن أن يغدو عام 2023 أكثر اختلافاً، إذ في توقعت شركة ميرسك في شهر أغسطس أن تنكمش تجارة الحاويات العالمية بنسبة تصل إلى 4% هذا العام. ورغم تعافي التجارة الملحوظ منذ منتصف الخريف، إلا أن أسهمها ما زالت منخفضة بنحو 17% منذ شهر يوليو.

وخلاف ذلك، فإن الناقلات تعتبر في وضع قوي جداً. وقد عززت الحرب الروسية الأوكرانية استخدام الناقلات بسبب إطالة مسارات التجارة من البحر الأسود وبحر البلطيق. وتشكل الصادرات الأمريكية الكبيرة من غاز البترول المسال وانخفاض مستويات المياه في قناة بنما مصدر قوة آخر لبعض الشركات.

تعتبر الاضطرابات المتكررة في مسارات التجارة المحورية غير مبشرة بالنسبة للتجارة الدولية والمستهلكين. ونتيجة لذلك، قد تصبح شركات إنتاج البترول وناقلات غاز البترول المسال شرهة للمال. أما بالنسبة لشركات حاويات النقل، فهي في وضع أكثر صعوبة ــ خاصة في ظل استمرار ارتفاع أسعار النفط.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com