ترامب «يَكيد» الهند بتعريفات باهظة.. ما علاقة روسيا وباكستان؟

صدم ترامب حليفته المقربة الهند، بتعريفات مرتفعة، من خلال محاولته استغلال القوة الاقتصادية الأميركية للضغط على الشركاء التجاريين عبر التعريفات الجمركية وإجبار الشركات الأجنبية على الانتقال إلى الولايات المتحدة.

وأعلن في وقت متأخر مساء أمس الأربعاء، أن الواردات من الهند ستُفرض عليها رسوم جمركية بنسبة 25%، إضافة إلى عقوبة غير محددة على مشتريات نيودلهي من الأسلحة والطاقة الروسية.

وفي منشور على منصته «تروث سوشيال»، قال ترامب إن هذه الإجراءات ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، إلى جانب مجموعة من زيادات الرسوم الجمركية الأخرى، بعضها يصل إلى 50%.

صديقة

لاحقاً، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهند بـ«الصديقة»، وقال إن واشنطن لا تزال تتفاوض مع نيودلهي، وإن الوضع سيتضح بنهاية الأسبوع. 

وأضاف: «لديهم الآن واحدة من أعلى التعريفات الجمركية في العالم، وهم على استعداد لخفضها بشكل كبير.. نتحدث مع الهند الآن، وسنرى ما سيحدث.. ستعرفون بنهاية هذا الأسبوع». 

ولكن

قال ترامب :«في حين أن الهند صديقتنا، إلا أننا على مر السنين، لم نتعامل معها إلا بشكل محدود نسبياً، لأن تعريفاتها الجمركية مرتفعة للغاية، وهي من بين الأعلى في العالم».

وتابع: «لدى الهند حواجز تجارية غير نقدية هي الأشد إزعاجاً من أي دولة أخرى».

وأضاف: «لطالما اشترت الهند الغالبية العظمى من معداتها العسكرية من روسيا، وهي أكبر مشترٍ للطاقة من روسيا، إلى جانب الصين، في وقتٍ يطالب فيه الجميع روسيا بوقف القتل في أوكرانيا  كل شيء ليس على ما يرام».

باهظة

تعد نسبة الـ25% من الأعلى بين التعريفات، وستُلحق ضرراً بالغاً بالهند أكثر من غيرها من الشركاء التجاريين الرئيسيين.

تهدد الرسوم الجديدة بتفكيك محادثات استمرت شهورا بين البلدين، مما يُقوض شريكا استراتيجيا لواشنطن ويُشكل ثقلا مُوازنا للصين. 

كان البيت الأبيض قد حذر الهند سابقا من ارتفاع متوسط تعريفاتها الجمركية المُطبقة حوالي 39% على المنتجات الزراعية- مع ارتفاع هذه المعدلات إلى 45% على الزيوت النباتية وحوالي 50% على التفاح والذرة.

رد

ردا على ذلك، أعلنت نيودلهي أنها تدرس تداعيات تصريحات ترامب، وأنها ملتزمة بالتوصل إلى اتفاقية تجارية عادلة مع واشنطن. 

أضافت الخارجية الهندية في بيان: «لقد انخرطت الهند والولايات المتحدة في مفاوضات لإبرام اتفاقية تجارية ثنائية عادلة ومتوازنة ومفيدة للطرفين خلال الأشهر القليلة الماضية، ونحن ملتزمون بتحقيق هذا الهدف».

روسيا

وفقاً للبيانات الرسمية ظلت روسيا أكبر مورد للنفط إلى الهند خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، حيث شكلت 35% من إجمالي الإمدادات. 

في حين تعاني الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، حاليا من عجز تجاري قدره 45.7 مليار دولار مع الهند، خامس أكبر اقتصاد في العالم.

مكايدة

بعد وقت قصير من إعلانه عن الرسوم الجمركية على نيودلهي، صرح ترامب بأنه أبرم اتفاقاً مع باكستان، جارة الهند وعدوتها، لتطوير احتياطياتها النفطية بشكل مشترك.

كتب ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي: «لقد أبرمنا للتو اتفاقا مع دولة باكستان، حيث ستعمل باكستان والولايات المتحدة معا على تطوير احتياطياتهما النفطية الضخمة، ونحن بصدد اختيار شركة النفط التي ستقود هذه الشراكة».

في إشارة ساخرة في ظل العداوة بين البلدين، قال ترامب: «من يدري، ربما يبيع الباكستنيون النفط للهند يوما ما!»، وصنف باكستان حليفا رئيسيا من خارج حلف الناتو».