logo
اقتصاد

هل تقود إستراتيجية هاريس الاقتصادية أميركا نحو نتائج عكسية؟

هل تقود إستراتيجية هاريس الاقتصادية أميركا نحو نتائج عكسية؟
كامالا هاريس والمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز، خلال تجمع انتخابي في منتدى فيسيرف في ميلووكي بولاية ويسكونسن الأميركية، يوم 20 أغسطس 2024المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:22 أغسطس 2024, 09:06 ص

على الرغم من أن الإستراتيجية الاقتصادية للمرشحة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس تعتبر مفهومة، نظراً للأوضاع الاقتصادية الراهنة، فإنها قد تنطوي على مخاطر كبيرة تؤدي إلى نتائج عكسية على الأرجح، بحسب ما ذكرته مجلة "إيكونوميست" البريطانية في تحليل استند إلى التحديات التي تواجه المرشحة الديمقراطية في ظل التضخم المرتفع. وقالت المجلة إن هذا الأمر جعل هاريس تركز أكثر على قضية تكلفة المعيشة باعتبارها جوهر حملتها الانتخابية.

التركيز على تكاليف السكن

تضع هاريس الإسكان في مقدمة أولوياتها الاقتصادية، حيث اقترحت بناء 3 ملايين منزل جديد خلال السنوات الأربع المقبلة، مدعومة بتمويل فيدرالي يصل إلى 40 مليار دولار. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة تبدو مشجعة على السطح، فإن "إيكونومست" تثير تساؤلات حول قدرة هاريس على تنفيذ هذا المشروع الطموح، خصوصاً في ظل وجود عقبات تتعلق بتوفير التمويل للحكومات المحلية والتأثيرات المحتملة لسياساتها الأخرى، مثل ملاحقة المستثمرين من "وول ستريت"، ومنح الذين يقومون بشراء المنازل للمرة الأولى دفعة بقيمة 25,000 دولار على الرهون العقارية؛ مما قد يزيد من ارتفاع أسعار المنازل.

جدل حول سياسة الغذاء

تواجه خطة هاريس المتعلقة بالغذاء انتقادات شديدة، خصوصاً في ما يتعلق بمقترحها لفرض حظر فيدرالي على المبالغة في تسعير المواد الغذائية. وترى "إيكونومست" أن هذا الاقتراح يستند إلى فرضيات غير مكتملة، وأنه من غير المرجح أن يمرر من خلال الكونغرس، غير أن ذلك لا يعفي هاريس من التهمة بالتفكير السطحي وتأثرها بجناح الحزب الديمقراطي التقدمي.

تكاليف الرعاية الصحية

تتطرق المجلة البريطانية أيضاً إلى مقترحات هاريس للحد من تكاليف الرعاية الصحية، بما في ذلك تحديد سقف لأسعار الأنسولين والنفقات الطبية. وعلى الرغم من أن هذه السياسات قد تبدو جذابة للناخبين، فإنها تحمل مخاطر اقتصادية قد تؤدي إلى نتائج عكسية مثل زيادة تكاليف التأمين.

التخفيضات الضريبية والتحديات المالية

تشمل خطة هاريس الاقتصادية تخفيضات ضريبية موجهة للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، بزيادة الائتمان الضريبي للأطفال وتوسيع نطاق الائتمان الضريبي على الدخل المكتسب. ومع ذلك، تعبر "إيكونومست" عن قلقها من التأثيرات السلبية على العجز في الميزانية الأميركية، والذي يقدر بأن يرتفع بمقدار 1.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل نتيجة لهذه السياسات.

مقارنة مع سياسات ترامب

تختم "إيكونومست" تحليلها بالإشارة إلى أن سياسات هاريس قد تكون أقل ضرراً من تلك التي يقترحها دونالد ترامب، خصوصاً في ما يتعلق بزيادة الرسوم الجمركية. ومع ذلك، فإنها تعبر عن قلقها من تأثر هاريس ببعض السياسات المعادية للعولمة التي تروّج لها إدارة ترامب؛ ما يجعل شعار حملتها "أقل سوءاً من المرشح الآخر" غير كافٍ لتحقيق النجاح الانتخابي.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC