بيانات التضخم الأميركي تثير الجدل

مستهلكون أميركيونرويترز

بعد ساعات من الترقب والانتظار للبيانات الأهم، التي يترقبها الفيدرالي الأميركي، في ظل أزمة مالية طاحنة تعتصر المصارف الأميركية، صدرت بيانات التضخم الأميركي.

ورغم أنها جاءت متفقة مع التوقعات في أغلبها، إلا أن واحدًا من المؤشرات المهمة بالنسبة للفيدرالي، وهو مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) الشهري، قد سجل ارتفاعًا بأعلى من التوقعات.

اختلاف وحيد

وكشفت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (سنويا) (فبراير)، عن استقرار التضخم وفقًا لتوقعات المحللين، حيث سجلت البيانات 6% مقابل توقعات بتسجيل معدل تضخم عند مستويات 6%، فيما كانت القراءة السابقة 6.4%.

وفي غضون ذلك كشف مؤشر أسعار المستهلكين (شهريا) (فبراير)، عن استقرار التضخم عند 0.4%، مقابل توقعات بتسجيل 0.4%، فيما سجلت القراءة السابقة خلال يناير معدلات عند 0.5%.

وفي المقابل جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، (باستثناء الغذاء والطاقة) (سنويا) (فبراير)، متفقة مع التوقعات، حيث سجلت 5.5%، بينما كانت التوقعات، وفق ما بلغت القراءة السابقة، مستويات 5.6%.

وعلى أساس شهري سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) (سنويا) (فبراير)، ارتفاعا بأعلى من التوقعات وصولا إلى إلى 0.5%، مقابل توقعات بتسجيل 0.4%، بينما بلغت القراءة السابقة خلال يناير مستويات 0.4%.

أهمية البيانات

البنك المركزي يعتزم مواصلة جهوده لاحتواء التضخم.. الاقتصاد الأميركي لن يكون في صالح أي أحد، ما لم تستقر الأسعار.

رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول

وخلال شهادته أمام اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ، الثلاثاء الماضي، أظهر رئيس الفيدرالي احتمال تسريع وتيرة التشديد النقدي إذا لزم الأمر، من أجل تهدئة الأسعار.

وقال باول: "إذا كان مجمل البيانات يشير إلى أن التشديد بشكل أسرع مبرر، فسنكون على استعداد لزيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة".

وأضاف رئيس الفيدرالي: "أن هدوء مسار التضخم انعكس في يناير، وكانت هناك إشارات قليلة حول تراجع التضخم، في فئة الخدمات الأساسية باستثناء الإسكان، والتي قد يكون سببها الطقس الأكثر دفئًا".

التضخم أعلى من التوقعات

وقال رئيس الفيدرالي: "إن المراجعات الشهرية الأخيرة والبيانات المعدلة، تشير إلى أن الضغوط التضخمية تسير أعلى مما كان متوقعًا في وقت اجتماعنا السابق".

وأضاف جيروم باول: " أن عملية إعادة التضخم إلى 2%، هدف البنك المركزي، وستمر بطريق طويل ويحتمل أن يكون أكثر صعوبة حتى تتحق المستهدفات".

وقال رئيس الفيدرالي إن البيانات الاقتصادية الأخيرة، أصبحت أقوى من المتوقع، في إشارة إلى بيانات التوظيف، وتابع باول "إن هذا يتيح المجال لرفع أسعار الفائدة بأعلى من التوقعات".

وقبل انهيار سيليكون فالي كانت الأسواق تسعر بأن يرفع الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة، إلى ما بين 5.5% و5.75% بحلول سبتمبر المقبل.

دفعة سابقة للصقور

وحصل صقور الفيدرالي الأميركي على دفعة جديدة في وقت سابق من الأسبوع، حيث جاءت بيانات التوظيف الأميركية قوية بأكثر من التوقعات.

وتمنح تلك البيانات الفيدرالي الثقة بشأن أن الاقتصاد لا يزال قادرًا، على امتصاص تداعيات الفائدة المرتفعة في ظل ارتفاع ملحوظ لعمليات التشغيل.

وكشف تقرير التغير في وظائف القطاع الخاص غير الزراعي، الصادر عن ADP (فبراير)، يوم الأربعاء، عن إضافة الاقتصاد لنحو 242 ألف وظيفة جديدة، بزيادة 42 ألف وظيفة عن التوقعات، ومقابل القراءة السابقة عند 119 ألف وظيفة.

ويعد هذا المؤشر واحدًا من المؤشرات الرئيسية، التي يتابعها الفيدرالي الأميركي لقياس قوة ومتانة الاقتصاد، ومدى الضرر الواقع على الشركات بشأن التوسع في عمليات التوظيف.

يستمر في الرفع

وتوقع أكبر مدير للأصول في العالم، صندوق بلاك روك، أن يحتفظ بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة على الرغم من الاضطرابات المصرفية الأخيرة.

سيواصل الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة على الرغم من انهيار بنك سيليكون فالي

المحللون الاستراتيجون في بلاك روك

وعلى الرغم من أن الانهيارات في القطاع المصرفي تُضعف ثقة المستثمرين، فإن البنك المركزي الأميركي سيحتاج إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة، لمكافحة التضخم المتفشي، بحسب ذراع الأبحاث في شركة بلاك روك، أكبر مدير للأصول في العالم.

وكتب المحللون الاستراتيجيون في الصندوق: "لا نرى هذه التطورات تسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بوقف حملته لرفع أسعار الفائدة، حيث إن هذه البيئة مختلفة تمامًا عن عام 2008".

استطلاع: نتائج مفاجئة تقود الفيدرالي لإعادة الحسابات

الفيدرالي