وتستهدف ضرائب واشنطن الجديدة المنتجات الصينية مثل السيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والخلايا الكهروضوئية وأشباه الموصلات والصلب والألمنيوم ورافعات الموانئ ومعدات الحماية الشخصية. وفي بيانها الصحفي، أدانت وزارة التجارة الصينية "تسييس واستغلال" الشؤون الاقتصادية، ووصفت القرار الأميركي بأنه "تلاعب سياسي نموذجي" مرتبط بمسائل السياسة الداخلية.
وتعهدت بكين باتخاذ جميع التدابير اللازمة للدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة، حسبما أفاد بيان أصدرته وزارة التجارة الصينية.
وأشار بيان الوزارة إلى أن هذه الزيادة الجديدة في التعرفة الجمركية تتعارض مع الالتزام الذي قطعه الرئيس جو بايدن، الذي أكد عدم السعي إلى قمع أو منع تنمية الصين. ومن غير المستغرب أن تحذّر بكين من أن الزيادة في الرسوم الجمركية سوف "تؤثر بشدة" على أجواء التعاون الثنائي.
ونظراً لحجم التجارة الصينية الأميركية، فإن العواقب الحقيقية المترتبة على هذه الزيادة الجديدة في الرسوم الجمركية لا بد من أن تظل محدودة، وستتعلق فقط بـ 18 مليار دولار من البضائع المستوردة من الصين.
ويرى دينغ يووين، العالم السياسي الصيني المنفي في الولايات المتحدة على موقع "اكس" أن الأمر أقرب إلى "إهانة" تعاني منها بكين. وفي الواقع، المنتجات المستهدفة هي "ثلاثة منتجات جديدة" (مركبات الطاقة الجديدة، وبطاريات الليثيوم، والألواح الكهروضوئية) التي تعتبرها بكين محركات النمو لاقتصادها. والسيارات الكهربائية الصينية هي التي تتأثر بشكل خاص إذ سترتفع الضريبة عليها من 25% إلى 100%.
علاوة على ذلك، تشير مجلة "كايجينغ" الاقتصادية الصينية إلى أن الخلل التجاري بين القوتين الاقتصاديتين الرائدتين في العالم ظل قائماً لعدة عقود من الزمن. وفي عام 2023، استوردت الولايات المتحدة منتجات صينية بقيمة 427 مليار دولار، مقارنة بصادرات بقيمة 148 مليار دولار إلى المملكة الوسطى.
وفي 13 مايو، أي قبل يوم واحد من إعلان إدارة بايدن رفع الضرائب، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، بالفعل إلى "الممارسات المتناقضة" للأميركيين. ووفقاً لوانغ، أعرب الأميركيون عن رغبتهم في تعزيز تعاونهم مع الصين في مكافحة تغير المناخ من ناحية، ولكنهم من ناحية أخرى، انتقدوا "القدرة الفائضة" المزعومة للصين في ما يتعلق بالطاقات الجديدة والمهددة، وفرضوا رسوماً جمركية مرتفعة على السيارات الكهربائية والألواح الكهروضوئية الصينية.
وأضاف وانغ، الذي نقلت صحيفة رنمين ريباو (صحيفة الشعب اليومية) قوله، إن "الصين تحث الولايات المتحدة على عدم بناء الطرق وحفر الثقوب عليها ، بل على خلق ظروف مواتية بشكل ملموس للتعاون الصيني الأميركي بشأن تغير المناخ والتحول الأخضر العالمي".