بعد الممرات المنافسة.. مبادرة الحزام والطريق الصينية تتحرك

ممرات "الطريق والحرير"
ممرات "الطريق والحرير" shutterstock
بعد أيام من إعلان ميلاد مشروع الممرات الاقتصادية التي ستربط الهند ،القوة الصاعدة، بأوروبا عبر الشرق الأوسط ، تعود مبادرة الحزام والطريق التي تتزعمها الصين الى تفعيل آلياتها، عبر قمة جديدة تعقد بداية من غد الأربعاء .

وتعقد القمة الثامنة للحزام والطريق في هونغ  كونغ التابعة للصين، يومي 13 و14 سبتمبر الجاري، وستشهد دورتها لهذا العام مشاركة أكثر من 5000 من قادة الأعمال من مختلف دول العالم.بينما سيعقد المؤتمر الثالث لزعماء  الدول المنظمة للمبادرة في بكين الشهر المقبل برئاسة الرئيس الصيني.

مبادرة الحزام والطريق التي تسمى أيضا بمبادرة "طريق الحرير الجديد" وطريق الحرير البحري، هي استراتيجية تنموية تعتمدها الحكومة الصينية وتتضمن تطوير البنية التحتية والاستثمارات في 152 دولة ومنظمة دولية، في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وإفريقيا.

وتنظر الولايات المتحدة إلى المبادرة الصينية على أنها خارطة طريق، ستعزز نفوذ ثاني اكبر اقتصاد في العالم، لاسيما في إفريقيا والشرق والأوسط، وبوسعها ان تفتح منافذ جديدة امام الصين  للوصول الى منابع الطاقة الرئيسية في الشرق الأوسط والمعادن النادرة في دول إفريقية. 

ممرات منافسة

ويأتي المؤتمر الثالث والدورة الثامنة لقمة الحزام والطريق هذا العام، وسط صراع محموم بين الصين والولايات المتحدة الأميركية وقوده العقوبات في مجال التجارة والتقنية المتقدمة .كما يتزامنان مع ما شهدته قمة مجموعة العشرين من إطلاق لمشروع الممرات الاقتصادية من قبل قادة الهند والولايات المتحدة والسعودية.

وسيمتد المشروع المقترح عبر بحر العرب من الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يعبر المملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل قبل أن يصل إلى أوروبا. وسيشمل المشروع أيضاً كابلاً بحرياً جديداً وبنية تحتية لنقل الطاقة، وفقاً لما ذكرته "فايننشال تايمز".

ويهدف المشروع إلى إنشاء خطوط للسكك الحديدية، وربط الموانئ البحرية، لتعزيز التبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع. وكذلك تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب، من أجل تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية.

الاتفاق الذي وصفه الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأنه "سوف يغير قواعد اللعبة"، جاء في وقت تشدد فيه الولايات المتحدة من قواعد التحارة مع الصين وتفتح اتفاقات للتبادل التجاري في مناطق حول العالم ،مثل الاتفاق مع فيتنام، وهي مناطق تخشى الإدارة الأميركية أن تقع أسواقها تحت نفوذ الصين .

أهمية الشرق الأوسط

تضع مبادرة الحزام والطريق ،كما مبادرة الممرات الاقتصادية، الشرق الأوسط  في مركز اهتمامها، حيث قال باتريك لاو نائب المدير التنفيذي لمجلس تنمية التجارة في هونغ كونغ، إن الدورة الثامنة من قمة "مبادرة الحزام والطريق" ستشهد تعاونا أكبر مع الإمارات ودول الشرق الأوسط، من خلال عقد عدة جلسات نقاشية متخصصة لدول الشرق الأوسط بهدف استكشاف الفرص التعاونية والتجارية في مختلف المجالات.

الدورة الثامنة من قمة "مبادرة الحزام والطريق" ستشهد تعاونا أكبر مع الإمارات ودول الشرق الأوسط
باتريك لاو نائب مدير مجلس تنمية التجارة في هونغ كونغ

وقال لاو إن الجلسات المخصصة للشرق الأوسط خلال القمة ستسهم في تعزيز التعاون وذلك عبر التركيز على إمكانية العمل في مجال الحلول الخضراء والحلول الرقمية الجديدة، إضافة إلى التطلع لزيادة التعاون في مجالات التكنولوجيا والخدمات اللوجستية، موضحا أن قمة هذا العام ستوسع آفاقها لتشمل المزيد من الفرص الجديدة والواعدة من سوق الشرق الأوسط.

13 عاما من الحزام والطريق

وتحتفل مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، بمرور عشر سنوات من التعاون المشترك مع أكثر من 152 دولة في العالم والتي تمثل ما نسبته 75% من سكان العالم، وتهدف المبادرة إلى بناء شبكة تجارة وبنية تحتية، تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا سعياً إلى تحقيق التنمية والازدهار على نحو مشترك، ويشير الاسم إلى شبكة الطرق البرية والبحرية، التي ربطت بين الصين وأوروبا مروراً بالشرق الأوسط، بطول يتعدى عشرة آلاف كلم.

الإمارات تشارك في اجتماعات الحزام والطريق
الإمارات تشارك في اجتماعات الحزام والطريقوزارة الاقتصاد الإماراتية
اهتمام الإمارات

وتحضر الإمارات بوفد رسمي واستثماري برئاسة عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، في أعمال الدورة الثامنة من قمة مبادرة الحزام والطريق، يضم أكثر من 40 شخصاً من الجهات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص.

ويشارك بن طوق في جلسة ضمن الجلسات التي ستعقدها الدورة الثامنة من القمة بعنوان "إطلاق الإمكانات في منطقة الشرق الأوسط" بحضور مجموعة من الوزراء والمسؤولين، حيث تلقي الجلسة الضوء على الفرص الاستثمارية والتجارية الواعدة، في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، والاطلاع على مميزات وممكنات الموقع الجغرافي للإمارات، خاصة أنها مركز عالمي للتجارة والاستثمار، وآليات استفادة دول المنطقة من مبادرة الحزام والطريق.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com