logo
اقتصاد

الخلاف يحتدم في "المركزي الأوروبي" حول رفع الفوائد

 الخلاف يحتدم في "المركزي الأوروبي" حول رفع الفوائد
تاريخ النشر:23 يونيو 2023, 01:48 م
يزداد الخلاف في البنك المركزي الأوروبي بين مؤيدي ومعارضي رفع أسعار الفائدة، الأمر الذي يزيد قليلاً عدم اليقين بالنسبة للاقتصاديين، وبالتالي يفسح المجال امام التقلبات في الأسواق.

فقضية رفع أسعار الفائدة بعد سبتمبر المقبل تشكّل موضوع نقاش ساخن داخل البنك المركزي الأوروبي وفقاً لما نقلته صحيفة لو فيغارو.

وفي فرانكفورت، تحول التناغم الذي ساد خلال الارتفاعات الأولى لأسعار الفائدة في شهري يوليو والخريف، إلى خلاف في المواقف. ويبدو أن هذا الخلاف يزداد قوة يوما بعد يوم، بين أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي.

اشتباك بين فريقين

وفي الواقع هناك اشتباك بين فريقين: من ناحية فريق الصقور، الذي يؤيد العقيدة النقدية الصارمة، ويريد رفع أسعار الفائدة حتى ينخفض ​​التضخم كثيراً في منطقة اليورو. ومن ناحية أخرى، هناك فريق الحمائم، وهو أكثر اعتدالاً، ويخشى حدوث خطأ في السياسة النقدية يضر بالاقتصاد، ولا سيما إذا ذهب البنك المركزي الأوروبي بعيداً في تشديده.

وما إن انتهى اجتماع السياسة النقدية يوم الخميس الماضي حتى اعتبرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، وكذلك آخرون، أن فرضية التشديد في يوليو شبه مؤكدة، حتى  بدأ الصقور يعلنون آراءهم. وبالنسبة لهم، فإن ارتفاع الأسعار لا يزال يشهد ديناميكية عالية جدا لا تسمح بالتفكير باستراحة.

 وهكذا أعلن رئيس البنك المركزي الألماني، يواكيم ناجل، يوم الجمعة الماضي، أن البنك المركزي الأوروبي "قد يضطر إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة بعد العطلة الصيفية". وأضاف نظيره البلجيكي بيير ونش محذرا من عدم احتمال استمرار التشديد بعد سبتمبر. وبدوره، حذر محافظ إستونيا ، ماديس مولر من تسارع زيادة الأجور في منطقة اليورو، ما قد يؤدي إلى ضرر في انعكاس التضخم الأساسي..

وبالمقابل، يعارض الحمائم هذه المواقف. وقال اليوناني يانيس ستورناراس إن ارتفاع أسعار الفائدة لا بدّ من أن يتوقف بحلول نهاية العام. ودعا البنك المركزي الأوروبي إلى أن يقوم بخطوات تدريجية ومعتدلة في خطواته التالية، لضمان الحفاظ على الاستقرار المالي وتجنب دفع الاقتصاد إلى الركود". ومن جهته، قال محافظ ليتوانيا جيديميناس سيمكوس إن البنك المركزي الأوروبي بات يقترب من نهاية دورة رفع سعر الفائدة.

الخلاف واضح

ووصل الخلاف إلى ذروته يوم الاثنين الماضي، عندما عبر عضوان من المجلس التنفيذي للبنك المركزي، وذلك  في غضون ساعات من بعضهما البعض، عن وجهات نظر مختلفة تماماً. فقدّر كبير الاقتصاديين في مؤسسة فرانكفورت، الأيرلندي فيليب لين، أن جزءاً كبيراً من ارتفعات الفائدة قد تم فعلا وأنه من السابق لأوانه الحديث عن اجتماع سبتمبر".

ولكن من الواضح أن الألمانية إيزابيل شنابل، المسؤولة عن عمليات السوق، انحازت إلى الصقور. وزعمت أنه من الأفضل "القيام بالكثير من العمل بدلاً من القيام بالقليل جدًا"، وأصرت على ضرورة الاستمرار في تشديد الفائدة.

 وفي مواجهة هذه الخلافات الصارخة، يجد المستثمرون صعوبة متزايدة بشأن أوضاعهم. ومن الصعب بالفعل تقدير السعر النهائي، وهو المستوى الذي يعتبره البنك المركزي الأوروبي مرتفعاً بما يكفي لاحتواء التضخم. هل هو 3.5% أو 4% أو 4.5%؟ الإجابة على هذا السؤال تحدد استراتيجيتهم في سوق السندات للأشهر القادمة.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC