من الاستحواذ على الأندية الأوروبية إلى قيادة تحالفات استثمارية كبرى، تواصل أبوظبي نسج حضورها في قلب صناعة الرياضة العالمية، مدفوعةً برؤية إستراتيجية تتكئ على مليارات الدولارات، ومؤسسات مالية متصلة بصندوق الثروة السيادي.
ورغم خسارة مانشستر سيتي، النادي المملوك للإمارة، لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم، إلا أنها لا تُبطئ خطواتها، بل تُسرّعها، معلنةً عن صفقتين بارزتين، هذا الشهر، تؤكدان سعيها إلى ترسيخ نفوذ طويل الأمد في قطاع يتغير بسرعة، ويشهد تنافساً إقليمياً محموماً، وفقاً لتقرير نشره موقع (AGBI).
برزت شركة «لونيت» (Lunate)، المتخصصة في إدارة الاستثمارات البديلة، والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، وتدير أصولاً تزيد قيمتها على 110 مليارات دولار، كمستثمر رئيس في «تي بي جي سبورتس» (TPG Sports)، وهي منصة استثمارية جديدة تستهدف الفرص المرتبطة بقطاع الرياضة.
وأُطلقت المنصة بالتعاون بين شركة الأسهم الخاصة الأميركية «تي بي جي» (TPG) ولاعب الغولف المحترف روري ماكلروي، إلى جانب شريكه التجاري شون أوفلاهرتي من خلال شركتهما «سيمفوني فينتشرز» (Symphony Ventures).
وصرّح خليفة السويدي، الشريك الإداري في «لونيت»، بأن قطاع الرياضة على وشك الدخول في مرحلة تحوّل عميقة تقودها التقنيات الحديثة، وسلوكيات جماهيرية متغيرة، وقنوات تفاعل مبتكرة.
وفي خطوة موازية، اتفقت «مبادلة كابيتال»، الذراع الاستثمارية لإدارة الأصول التابعة لصندوق الثروة السيادي في أبوظبي «مبادلة»، على أن تكون المستثمر الرئيس، وتقود استثماراً جماعياً بقيمة 10 مليارات دولار في شركة «تي دبليو جي غلوبال» (TWG Global) الأميركية، وهي شركة قابضة في مجال الرياضة والترفيه تمتلك حصصاً في أندية بارزة، مثل: «لوس أنجلوس دودجرز»، و«لوس أنجلوس ليكرز»، ونادي «تشيلسي» الإنجليزي.
وبموجب الاتفاق، ستحصل «تي دبليو جي غلوبال» أيضاً على حصة أقلية في «مبادلة كابيتال»، التي تدير، حالياً، أصولاً تتجاوز قيمتها 30 مليار دولار.
موقع «جلوبال إس دبليو إف» (Global SWF)، المتخصص بتتبع نشاط الصناديق السيادية، ذكر في منشور له: «توفر هذه الشراكة لـ(مبادلة) ملكية غير مباشرة في أندية رياضية غربية شهيرة، وهي خطوة ذكية في ظل ارتفاع تقييمات الأصول الرياضية عالمياً، والتقاطع بين المحتوى والتفاعل الجماهيري، وتسييل البث الرقمي».
وتعكس هذه الاستثمارات توجهاً مدروساً من أبوظبي للحفاظ على التوازن مع جيرانها الخليجيين، إذ هيمنت السعودية على عناوين الأخبار الرياضية، مؤخراً، من خلال استثمارات بمليارات الدولارات، شملت: كرة القدم المحلية، والغولف، والتنس، والملاكمة، وسباقات السيارات. وفي المقابل، لا تزال قطر حاضرة بقوة في الأجندة الرياضية العالمية منذ استضافتها لكأس العالم 2022، وتواصل الاستعداد لتنظيم بطولات مثل كأس العالم لكرة السلة.