مسنون في إيطاليا
مسنون في إيطاليارويترز

مع تراجع تعداد السكان.. آلاف الوظائف في إيطاليا تبقى شاغرة

تشهد إيطاليا منذ عدة عقود، انخفاضاً في معدل الولادات، وفي عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و49 عاماً، وهذا ما يمثّل مشكلة حقيقية لليد العاملة وللاقتصاد الإيطالي.

وفي مجال تصنيع الأجزاء المعدنية مثلاً، أكثر من 60% من عروض الوظائف لا تجد مرشحين مناسبين. وعلى مدى ثلاث سنوات، نجحت إيطاليا في خلق الكثير من فرص العمل، إلى درجة أن هذا العدد لم يسبق له مثيل. ولكن وفقاً لغرفة التجارة، فإن نصف العروض، لا يجد من يقبل بها، وخاصة في الصناعات التقنية الرفيعة، مثل الخشب، والبناء، وما إلى ذلك. وهذا النقص يرجع بشكل خاص  إلى غياب المرشحين.

ويقول عالم الديموغرافيا أليساندرو روزينا، الأستاذ في الجامعة الكاثوليكية في ميلانو: "قبل السبعينيات، كانت الخصوبة عالية في إيطاليا، ولفترة طويلة، لم يكن لانخفاض معدل المواليد، أي تأثير على عرض العمالة، لأن عدد الأجيال التي تمثّل أهم  السكان النشطين، وتتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاماً، كان لا يزال كبيراً ويخفي ضعف الأجيال اللاحقة".

لكن الوضع تغير الآن. وعلى مرّ السنين، تغيّرت تركيبة السكان العاملين الإيطاليين، كما يتضح ذلك من أعمال مركز "سينسيس" وهو مركز أبحاث اقتصادية واجتماعية عمره 60 عاماً. وقال الأمين العام لهذا المركز، جورجيو دي ريتا لصحيفة "لو فيغارو"، إن عدد العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً، انخفض خلال العشرين عاما الماضية، بنسبة 32%. وكذلك أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و49 عاماً، والذين يُعرفون بأنهم ينتجون أكثر من غيرهم من الأجيال.

وبشكل عام، يوجد عدد قليل جداً من خريجي التعليم العالي في إيطاليا: أقل من 30% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً، أكملوا تعليمهم العالي، مقارنة بـ 43% في المتوسط ​​في منطقة اليورو. وعلى سبيل المثال، هناك عدد قليل جدا لمرشحين للمهن المالية، مثل التأمين أو المالية.

ويوضح فابيو كارنيول، أستاذ المالية في الجامعة الكاثوليكية في ميلانو، أن عدد طلاب العلوم في إيطاليا، يبلغ نصف العدد الموجود في الدول الأوروبية الأخرى، وفي دورات الاقتصاد، تقدم جامعتان إيطاليتان فقط دورات في العلوم المالية.

وتقول أندريا بريتي: "هناك وظائف لا يتقدم إليها أحد، لأن أفضل الخريجيين المدرّبين  يفضّلون السفر إلى الخارج، للحصول على رواتب ووظائف أفضل.

وبالإضافة لى ذلك، فإن ولادة أول طفل في العائلة، لا تخلو من العواقب، سواء كان ذلك لتكريس الوقت للأمومة أو بسبب عدم وجود دور حضانة، فضلاً عن أن الرواتب منخفضة للغاية بحيث لا تستطيع العائلة تحمل تكاليف رعاية الأطفال. 

وفي عام 2022، كانت هناك 45 ألف استقالة من الأمهات العاملات في إيطاليا. وتقول وزيرة العمل يوجينيا روسيلا: "تستقيل واحدة من كل خمس أمهات عاملات، بعد ولادة طفلها الأول، مما يعني أن معدل توظيف الأمهات لا يتجاوز 59%، أي أقل بـ 30 نقطة من معدل توظيف الرجال".

 ويشير فرانشيسكو مايتا، رئيس الدراسات في مركز "سينسيس"، إلى أن عصر ما بعد كوفيد، بما شهده من استقالات كبيرة وانخفاض تدفقات الهجرة، أثّر  أيضا بشكل كبير على القوى العاملة.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com