رأسمالي فوضوي رئيسا للأرجنتين.. يدعو للدولرة ويتبنى البتكوين

الفقر والتضخم حسما تصويت الناخبين
تقارير
تقاريرخافيير ميلي يحفتل بفوزه برئاسة الأرجنتين- رويترز
وسط فوضى اقتصادية غير مسبوقة ومعدلات فقر لم تشهدها البلاد في تاريخها فاز "الرأسمالي الفوضوي" خافيير ميلي بانتخابات الرئاسة في الأرجنتين، أحد أكبر اقتصادات دول أميركا اللاتينية.

وميلي البالغ من العمر 53 عاما هو سياسي من خارج القوى السياسية التقليدية، دخل المعترك السياسي قبل عامين فقط، وهو اقتصادي يصف نفسه بأنه "رأسمالي فوضوي" أثار الجدل في مداخلاته التلفزيونية بأفكاره التي تدعو إلى التخلي عن عملة البيزو الوطنية المنهارة وتعويضها بالدولار وبجوهرة العملات المشفرة، البتكوين.

وكان من مفارقات الانتخابات، التي جرت دورة الإعادة فيها أمس الأحد، أن ميلي فاز على مرشح الوسط وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا الذي فشل في كبح جماع التضخم والتحفيف من وطأة أزمة الديون في البلاد.

تصويت التضخم والفقر

ويقول المعلقون السياسيون في الأرجنيتن إن  التضخم والفقر حددا اتجاه التصويت  بين الناخبين وبالتالي بالفائز. فالبلاد لديها سجل قاتم للغاية في الاقتصاد يشمل أعلى المعدلات في العالم (138% خلال عام) بينما يبلغ معدل 40% من السكان نحو 46 مليون نسمة.

ويؤمن الفائز بانتخابات الرئاسة برأسمالية " فوضوية" تقوم على التخلي عن العملة الوطنية البيزو المنهارة  واستخدام الدولار لحل مشكلة التضخم وبناء احتياطي نقدي للبلاد من عملة البتكوين .

وعلّق ميلي خلال حملته الانتخابية عن بيتكوين قائلاً: "إنها تمثل عودة الأموال لمنشئها الأصلي".

وطأة الديون

وتتعرض البلاد لضغوط من أجل ضبط الإنفاق وسداد قرض بقيمة 44 مليار دولار حصلت عليه عام 2018 من صندوق النقد الدولي، بسبب التراجع الحاد في احتياطات النقد الأجنبي.

وتعاني الأرجنتين من أعلى معدل للديون في العالم  بنحو 420 مليار دولار ومن المتوقع ان تصل الى تريليوني دولار بحلول 2028 حسب تقديرات مؤسسات  مالية عالمية لتمثل أكثر من 400% من الناتج الاإمالي للبلاد.

وتكافح البلاد  للحصول على قروض من صندوق الدولي والدائنين الدوليين، لكنها تواجه مصاعب حادة بسبب تخلفها عن سداد  ديون مستحقة في أجالها خلال السنوات الماضية وفشلها في تحقيق أهداف جمع احتياطات من العملات الأجنبية وخفض العجز المالي، المحددة للربعين الأول والثاني من هذا العام.

ومع التراجع الحاد في الاحتياطيات النقدية لجأت الأرجنتين، في 30 يونيو، إلى ما يعرف بـحقوق السحب الخاصة التي يصدرها  صندوق النقد الدولي لدعم الاحتياطي الرسمي للبلدان، لتسديد مبلغ 2.7 مليار دولار في 30 يونيو لصندوق النقد الدولي في دفعة جاءت في جزء منها باليوان الصيني.

ولنقص احتياطياتها من الدولار الأميركي أعلنت الأرجنتين في أبريل الماضي أنها ستستخدم اليوان لتسديد كلفة واردات صينية بدلا من الدولار الأميركي من أجل الحفاظ على احتياطيها عقب اتفاقية تبادل عملات مع بكين.

وتوصل صندوق النقد الدولي والأرجنتين إلى اتفاق في بداية 2022 لإعادة جدولة ديون بقيمة 44 مليار دولار أميركي، والمتبقية من قرض بقيمة 57 مليار دولار مُنح في 2018 في عهد الرئيس ماوريسيو ماكري، وهو أكبر قرض تمنحه المؤسسة للأرجنيتن. 

تغيير الوجهة

وفي الجانب الاقتصادي من برنامج سياسته الخارجية وعد ميلي المتأثر بأفكار وشخصية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالتركيز على التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وبوقف العلاقات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين للأرجنتين وهما الصين والبرازيل العضوين في مجموعة بريكس التي ستنضم إليها الأرجنيتن رسميا بحلول العام 2024.

الأكثر قراءة

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com