اﻷربعاء 9 يوليو 2025 ص
قد يبدو الأمر بسيطاً، تفتح غطاء المحرك، تسحب المقياس، تنظر إلى مستوى الزيت، ثم تضيف قليلاً إن لزم الأمر. لكن الحقيقة أن هذا الإجراء البسيط يخفي وراءه الكثير من التفاصيل الدقيقة التي يتجاهلها كثير من السائقين، وقد تؤدي إلى أضرار جسيمة في المحرك.
العلامات الموجودة على مقياس الزيت ليست مجرد زخرفة معدنية، بل هي مؤشرات دقيقة تم معايرتها لتخبرك ما إذا كان محرك سيارتك بحاجة إلى زيت إضافي أو يعاني من زيادة قد تكون ضارة.
بشكل عام، تشير العلامة العلوية إلى أن المحرك ممتلئ (عند درجة حرارة التشغيل)، بينما تدل العلامة السفلية على أن المستوى منخفض ويتطلب إضافة الزيت.
بعض الشركات المصنعة تعتمد الحرفين «F» بمعنى (Full) و «L» بمعنى (Low)، بينما يكتفي البعض الآخر بنقاط أو ثقوب أو نقشات متقاطعة. والمسافة بين العلامتين عادةً ما تعادل لترًا من الزيت. لذا، إن كانت القراءة قريبة من الحد الأدنى، فغالباً ما ينقص المحرك قرابة لتر من الزيت – ولكن عليك إضافة الزيت بحذر.
خطوات فحص الزيت دون الوقوع في الأخطاء الشائعة
1. اركن السيارة على أرض مستوية: الفحص على منحدر سيعطي نتائج غير دقيقة.
2. اترك المحرك ليبرد قليلاً: إذا كنت قد أطفأته للتو، انتظر حوالي 15 دقيقة، حتى يعود الزيت إلى الحوض.
3. استخدم المقياس بالشكل الصحيح: اسحب المقياس وامسحه جيداً، ثم أعد إدخاله واسحبه مرة أخرى للحصول على القراءة الفعلية.
4. لا تعتمد على القراءة الأولى: الزيت المتبقي قد يضللك، لذا لا تتعجل.
5. تحقق من مكان الزيت بين العلامات: إذا كان ضمن النطاق، فلا حاجة لأي إجراء. إذا كان دون الحد الأدنى، أضف القليل وانتظر. وإذا تجاوز الحد الأعلى، فستحتاج إلى إزالة الفائض.
ضبط مستوى الزيت ليس ترفاً، بل عنصراً أساسياً في الحفاظ على:
انخفاض مستوى الزيت يعني ارتفاع الاحتكاك، ازدياد الحرارة، وربما تلف دائم لأجزاء مثل المحامل، جدران الأسطوانات، أو عمود الكامات. إذا لاحظت أن ضوء الزيت يومض عند الكبح أو الانعطاف، فهذه علامة تحذيرية: الزيت منخفض جداً.
زيادة الزيت لا تقل خطورة عن نقصه. عندما يُضاف أكثر من اللازم، يُكوّن الزيت رغوة مهوّاة مليئة بفقاعات هواء، ما يقلل من فاعليته في التبريد والتشحيم. كما قد يؤدي إلى زيادة ضغط الزيت بشكل يرهق الحشيات ويُسرّع من تلفها.
بعض السيارات الحديثة لا تحتوي على مقياس زيت تقليدي، بل تعتمد على مستشعر رقمي. هذا قد يُغنيك عن الفحص اليدوي، لكن لا يمنع أن تكون على دراية بما تعنيه القراءة الصحيحة. تذكّر: التكنولوجيا مفيدة، لكن إدراكك الشخصي يظل خط الدفاع الأول عن محرك سيارتك.
