الصين تتعهد باتخاذ إجراءات مضادة للقيود على الرقائق
تسارعت وتيرة تضييق الخناق بين الولايات المتحدة والصين في الأيام القليلة الماضية، والتي توجتها الأزمة بسبب شريحة للذكاء الاصطناعي طورتها شركة «هواوي» والتي تعد شريحة بديلة لشرائح (H20) منتج «إنفيديا» الأكثر استخداماً في الصين.
في غضون ذلك تتزايد الإشارات السلبية، التي تتقاطع مع هدنة اقتصادية جعلت العالم يتنفس الصعداء مع تزايد الآمال باحتواء حرب عالمية تجارية بين الصين والولايات المتحدة.
منذ الإعلان عن الاتفاق بين القطبين في الـ12 من الشهر الجاري، وحتى الآن، صدر عدد من القرارات الصادمة من كلا الجانبين، والتي من شأنها نقض الهدنة، بل وإعادة إشعال الحرب من جديد.
أدانت بكين اليوم الأربعاء ضوابط تصدير أشباه الموصلات الأميركية الجديدة، واصفةً إياها بـ«التنمر»، وتعهدت باتخاذ إجراءات مضادة للقيود التي تحد من وصول الصين إلى الرقائق عالية التقنية وسلاسل التوريد.
كما حذرت وزارة التجارة الصينية في بيان اليوم من أن الإجراءات الجديدة تقوض سلسلة صناعة أشباه الموصلات العالمية.
يضع التهديد الأميركي الأحدث، الشركات الصينية التي تستثمر بكثافة في البنية التحتية للحوسبة في موقف صعب، فمن ناحية، مُنعت من الوصول إلى معالجات الذكاء الاصطناعي المتطورة من شركة «إنفيديا» الأميركية لتصنيع الرقائق، ومن ناحية أخرى، تواجه هذه الشركات عقوبات أميركية تتراوح بين الغرامات والسجن، لاستخدامها بدائل محلية مثل شرائح «هواوي 910B» و«910C» و «آسيند 910D».
مع حظر الولايات المتحدة بيع شرائح H20 من شركة «إنفيديا» المخصصة للصين، أطلقت «هواوي معالج «آسيند» (Ascend 910c) الذي ينظر إليه على أنه الأقوى الآن كخيار أكثر جاذبية في السوق الصينية.
في مذكرة صدرت الأسبوع الجاري توقع فيجاي راكيش، محلل شركة «ميزوهو» للأوراق المالية، أن تصل شحنات شرائح «آسيند» (Ascend AI) من «هواوي»، بما في ذلك «آسيند 910D» و«910b» و«910c»، إلى أكثر من 700 ألف وحدة بحلول عام 2025.
في الوقت ذاته طلب عملاق الإنترنت الصيني «بايدو» رقائق ذكاء اصطناعي من «هواوي» بواقع 1600 رقاقة ذكاء اصطناعي من طراز «هواوي آسيند» (910B Ascend) كبديل لرقائق «إنفيديا».
قالت وزارة التجارة الصينية في بيان إن الإجراءات الأميركية نموذجية للتنمر الأحادي والحمائية، والتي تقوض بشكل خطير استقرار سلسلة صناعة أشباه الموصلات العالمية وسلسلة التوريد.
جاء ذلك بعد أن كشفت واشنطن الأسبوع الماضي عن إرشادات جديدة تحذر الشركات من أن استخدام أشباه الموصلات عالية التقنية للذكاء الاصطناعي المصنوعة في الصين.
كان من أبرز أشباه الموصلات عالية التقنية التي طالها التحذير الأميركي شرائح «أسيند» (Ascend) التي تنتجها شركة التكنولوجيا العملاقة «هواوي»، من شأنه أن يعرضها لخطر انتهاك ضوابط التصدير الأميركية.
في التحذير الأميركي، قالت وزارة التجارة الأميركية إن سياستها تهدف إلى «مشاركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية مع الدول الأجنبية الموثوقة في جميع أنحاء العالم، مع إبقاء التكنولوجيا بعيداً عن أيدي خصومنا».
في المقابل أدانت بكين هذه الخطوة، متهمة الولايات المتحدة بإساءة استخدام ضوابط التصدير لقمع الصين واحتوائها.
حذرت وزارة التجارة الصينية في بيانها اليوم من أن أي منظمة أو فرد ينفذ أو يساعد على تنفيذ مثل هذه التدابير «قد يكون منتهكاً للقانون الصيني».
وتابعت الوزارة: «الإجراءات تضر بشكل خطير بالحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية وتعرض مصالح التنمية الصينية للخطر».
هددت الولايات المتحدة بتوقيع عقوبات جنائية على الكيانات التي تستخدم هذه الرقائق، لأن الأمر يُعد مِن وجهة نظرها انتهاكاً لضوابط الصادرات الأميركية.
وقال مكتب الصناعة والأمن: «من المرجح أن هذه الرقائق تم تطويرها أو إنتاجها في انتهاك لضوابط التصدير الأميركية».
جاء توجيه مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأميركية بعد يومين من إعلان إدارة ترامب عن اتفاق تجاري مع الصين عقب محادثات رفيعة المستوى في جنيف بسويسرا.
حثت الصين الولايات المتحدة على تصحيح أخطائها على الفور ووقف الإجراءات التمييزية بعد أن أصدرت الولايات المتحدة إرشادات تحذر الشركات من استخدام شرائح الكمبيوتر المتقدمة من الصين، بما في ذلك شرائح «آسيند إيه آي» من شركة «هواوي» الصينية.
كما قالت وزارة التجارة الصينية في بيان إن الإجراء الأميركي قوّض بشكل خطير التوافق الذي تم التوصل إليه في المحادثات الثنائية رفيعة المستوى في جنيف، وتعهدت باتخاذ إجراءات حازمة إذا استمرت الولايات المتحدة في الإضرار «بشكل كبير» بمصالح الصين.
قال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية تشاو لي جيان في بيان: «بكين طالبت إدارة ترامب بتصحيح أخطائها، ووصف توجيهات وزارة التجارة الأميركية بأنها تمييزية ومشوهة للسوق».
المتحدث باسم الوزارة أضاف: «الصين تحث الولايات المتحدة على تصحيح ممارساتها الخاطئة على الفور ودون تأخير».
كذلك أكد أنه إذا أصرت الولايات المتحدة على طريقتها الخاصة، واستمرت في إلحاق ضرر كبير بمصالح الصين، فإن الصين ستتخذ تدابير حازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة.