وأثناء افتتاح أول قمة إفريقية حول المناخ في الرابع من سبتمبر، قال الرئيس الكيني وليام روتو: "إن إفريقيا تحظى بفرصة لا مثيل لها للتنمية، بمساهمتها في مكافحة الاحترار المناخي ولكنها بحاجة إلى استثمارات دولية هائلة".
وعلى مدى ثلاثة أيام، اجتمع قادة ومسؤولون من إفريقيا وأماكن أخرى، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في نيروبي، لتطوير رؤية قارية مشتركة بشأن التنمية والمناخ. والهدف طموح بالنسبة لقارة تستضيف 1.4 مليار نسمة ــ من بين أكثر الفئات عرضة للخطر في العالم في مواجهة تغير المناخ - في 54 دولة متنوعة سياسياً واقتصادياً.
وأعلن ويليام روتو في خطاب تنصيبه أن "الموضوع الرئيسي هو الفرصة غير المسبوقة التي يمثلها العمل المناخي لإفريقيا". وأضاف: "إن إفريقيا تحمل المفتاح لتسريع عملية إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي، ونحن لسنا قارة غنية بالموارد فحسب، بل نحن قوة ذات إمكانات غير مستغلة، حريصة على المشاركة والمنافسة العادلة في الأسواق العالمية".
وتطالب منظمات المجتمع المدني الرئيس ويليام روتو على وجه الخصوص، بعدم دمج آليات مثل أسواق ائتمان الكربون وفقاً لصحيفة جون أفريك. وقالت الناشطة الأوغندية فانيسا ناكاتي: "يجب على العالم أن ينظر إلينا بعيدأ عن كوننا ضحايا أو عرضة لأزمة المناخ".
وأضافت: "صحيح أن القارة الإفريقية تقف على الخط الأمامي لتغير المناخ. ولكن من الصحيح أيضاً أن هناك أشخاصاً مختلفين في القارة الإفريقية يقفون على الخطوط الأمامية للنضال من أجل العدالة المناخية".
وعلى الرغم من أن إفريقيا تساهم بنسبة 2% إلى 3% فقط من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، إلا أنها تعاني بشكل غير متناسب من تغير المناخ، وتثقل كاهلها نوبات الجفاف والفيضانات الشديدة المتزايدة، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة.
وتعاني البلدان الإفريقية من الشلل بسبب عبء الديون المتزايدة ونقص التمويل. وعلى الرغم من ثروتها من الموارد الطبيعية، فإن 3% فقط من استثمارات الطاقة العالمية تتم في القارة. ووفقاً لويليام روتو، فإن إفريقيا لديها القدرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة بفضل الموارد المتجددة.
ولا يحصل نصف سكانها حالياً على الكهرباء، وهو ظلم وفقًا لرئيس وكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، الذي شدّد في مقابلة على الدور المركزي للطاقة النظيفة في مستقبل المناخ.
لكنه حذر من أن تجدد التوترات الدولية، يهدد بإبطاء أي تقدم، داعياً بشكل خاص الولايات المتحدة والصين، إلى ترك التوترات الجيوسياسية والاقتصادية جانباً في الدورة الثامنة والعشرين المقبلة لمؤتمر الأطراف في دبي.
ومن أجل الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى +1.5 درجة مئوية، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة والمنصوص عليه في اتفاق باريس، يجب أن يصل الاستثمار إلى 2000 مليار دولار سنوياً في هذه البلدان في غضون عقد من الزمن، وفقا لحسابات صندوق النقد الدولي.
ومن جهته كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعا العالم إلى جعل أفريقيا "قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة". ويمكن أن تشكل هذه، حسب قوله، "المعجزة الإفريقية". وأضاف :"يتعين علينا أن نعمل معا حتى تصبح إفريقيا قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة"، في حين طلب من زعماء مجموعة العشرين، الذين اجتمعوا في الهند مؤخرا، تحمل مسؤولياتهم في مكافحة تغير المناخ.
ومن جهتها، أعلنت دولة الإمارات التي ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة (كوب) في دبي نهاية هذا العام، عن أول التزام مالي للقمة. وقال سلطان الجابر، الذي يرأس أيضا شركة بترول الإمارات الوطنية (أدنوك) وشركة مصدر الحكومية للطاقة المتجددة، أن الاستثمار سيطلق العنان لقدرة إفريقيا على تحقيق الرخاء المستدام.