منتجات مستعملة
منتجات مستعملةإرم بزنس

لا للرمي في الزبالة.. أوروبا تدعم تصليح المنتجات المتلفة

صوّت البرلمان الأوروبي أخيراً على تشريع يدعم تصليح كل الأشياء التي يمكن تصليحها بالاعتماد على قواعد جديدة تتعلق بالميثاق الأخضر الذي يهدف إلى مكافحة النفايات والسماح بطول عمر الأجهزة المنزلية والإلكترونيات. فالفوائد واضحة بالنسبة للمستهلكين، لكن ذلك يشغل الحرفيين ويؤدي إلى تباطؤ المصنعين، كما توضح الصحيفة الألمانية "دير شبيغل".

ويقف الحرفي هاينريش يونج، 67 عاماً، أمام  رف معدني تنتظر عليه سلع تمت معالجتها في الأيام السابقة بما فيها مجفف شعر تعطلت فيه آلية مكافحة السخونة الزائدة، وخلاط تم فيه تغيير كابل الطاقة، ومقلاة تم استبدال منظم الحرارة فيها. وقال يونج، وهو خبير في الإلكترونيات: "لقد عادت هذه الأجهزة للعمل بشكل مثالي مرة أخرى ولا فائدة منها لو تم رميها في سلة المهملات".

ومضى هذا الكهربائي الأخضر أكثر من 40 عاماً وهو يشن معركة انفرادية ضد مجتمع يقوم برمي كل الأشياء. وقال إن شركته الصغيرة  "بليتز بلوم" تعتمد على مبادئ أبرزها التصرف بأقل ما يمكن من المعدات والعثور على قطع غيار مستعملة وعدم شراء أي أجهزة جديدة. وأضاف: "من المهم أن يتم تصليح الأشياء، فهي مسألة مفيدة للعملاء وللبيئة". وذكر مثلا إن تصليح الغسالات أمر مهم جداً، لأنه إن تم التخلص من 200 غسالة فهي تمثل على حد قوله، 11 طناً من النفايات وتشكّل برجاً بارتفاع 180 متراً. وأضاف: "إذا استمررنا هكذا، فلن نصل أبداً إلى تحقيق الاقتصاد الدائري".

أجهزة تدوم طويلاً

وفي بروكسل، يتبنى الاتحاد الأوروبي نفس الرأي. ولذلك فهو يتبنى منذ عدة سنوات، أنظمة لتشجيع طول عمر الأجهزة عدة سنوات، ومنذ عام 2021، أمر الاتحاد الأوروبي بتصنيع السلع الاستهلاكية، مثل الغسالات وغسالات الأطباق والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية الأخرى، بطريقة يمكن تصليحها لتدوم عشر سنوات إضافية.

ولا بد للمستهلكين أن يروا من الآن، توسيع لائحة الأشياء القابلة للتصليح. ويقول رينيه ريباسي، مقرر المشروع الذي اعتمده البرلمان الأوروبي في 23 أبريل: "يجب أن يكون الشعار الجديد هو التصليح بدلاً من الرمي".

فالنظرية جيدة، لكن ممارستها مختلفة تماماً. فمصنعو آلات القهوة وأجهزة الطبخ الكهربائية والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة يفضلون الدخول في حروب الأسعار والتنافس على أحدث الميزات.

وهم يعلقون أهمية قليلة للجودة وطول العمر، ويعتبرون قابلية التصليح التزاماً مرهقًا، ويسعون جاهدين لتجنب ذلك قدر الإمكان.

وعندما تتوقف آلة عن العمل، تفضل معظم العلامات التجارية للأجهزة المنزلية عموماً  أن تقترح عليك جهازاً جديداً.

الشركات تفضل بيع الجديد

ويقوم عدد كبير من الشركات المصنعة بتخفيض خدمات ما بعد البيع ومخزون وتخفيض قطع الغيار لديها. ويتساءل الحرفيون عن كيفية الترويج لعملهم عندما يمكنك العثور على غسالة بسعر لا يتجاوز 200 يورو على الإنترنت. أما بالنسبة للحرفيين المتخصصين، فقد انخفضت حصة الإصلاحات للأفراد من 50% من نشاطهم في عام 2017 إلى أقل بقليل من 7%.

وهذا ما دفع أكثر من 2500 منهم للتخلي عن مصلحتهم خلال الثماني سنوات الماضية. ووفقاً لحسابات المفوضية الأوروبية، فإن التخلص المبكر من العديد من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية يمثل سنوياً للاتحاد الأوروبي بأكمله 35 مليون طن من النفايات الإضافية، و30 مليون طن من الموارد المهدرة، و261 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. 

وإذا طالت حياة أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة والغسالات، فيمكنهم والدولة توفير ما يقرب من 30 مليار يورو في ألمانيا وحدها، وفقًا لدراسة أجراها معهد الأبحاث الألماني.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com