تقارير
تقاريرقناة بنما- رويترز

قناة بنما.. هجمات الحوثيين فرصة ضائعة

رغم تحول مسار عشرات السفن العملاقة، وقرار العديد من شركات الشحن العالمية تحويل مسارها بعيدًا عن البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين، يبدو أن الأوضاع لا تزال هادئة في قناة بنما.

ومنذ ساعات قالت هيئة قناة بنما في بيان: "إن القناة لم تشهد زيادة ملحوظة في حركة الملاحة بسبب الوضع في البحر الأحمر حيث تجبر الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية السفن على تغيير مسارها".

وقالت الهيئة بيان: "حتى اللحظة، لم نشهد زيادة ملحوظة في عدد السفن المرتبطة بشكل مباشر بالوضع الحالي في البحر الأحمر".

حتى اللحظة، لم نشهد زيادة ملحوظة في عدد السفن المرتبطة بشكل مباشر بالوضع الحالي في البحر الأحمر
قناة بنما
قرار سابق

وفي مطلع الشهر تراجعت قناة بنما عن تخفيض مزمع لعدد السفن المسموح لها بالعبور وهو 20 سفينة يوميا، لتقول إنها زادت العدد بدلا من ذلك ليكون 24 سفينة يوميا.

وذكرت الهيئة أنها ستواصل مراقبة أوضاع المياه في البلاد، وتعتمد الهيئة على مياه الأمطار في ملء الأهوسة التي تجعل مرور السفن ممكنا.

اقرأ أيضًا- النفط يقفز لـ 80 دولاراً.. الأسواق تتجاهل انسحاب أنغولا
تعديل القيود

وأضافت هيئة قناة بنما "تعديل القيود سيكون مشروطا بمعدل سقوط الأمطار في الأشهر المقبلة".

وكان من المتوقع لأنه بعدما أثرت الهجمات على حركة ملاحة السفن في قناة السويس التي يمر منها 12 % من حجم التجارة العالمية وربما تضطر السفن إلى محاولة العبور من قناة بنما التي فرضت قيودا على العبور لأشهر بسبب حالة جفاف حادة.

شركات جديدة

وقالت شركتا هاباغ لويد الألمانية وأورينت أوفرسيز كونتينر لاين ومقرها هونغ كونغ إنهما ستتجنبان البحر الأحمر عن طريق تغيير مسار السفن أو تعليق الإبحار، لتصبحا أحدث شركتين تعلنان ذلك.

وقالت هاباج لويد إنها ستغير مسار 25 سفينة بحلول نهاية العام لتجنب الإبحار في قناة السويس في ظل تزايد أسعار الشحن البحري وارتفاع أسهم شركات الشحن بسبب حالة الارتباك.

وتتمثل أهمية قناة السويس الكبرى في نقل البضائع بين آسيا وأوروبا، لكن خبراء شحن عالميين حذروا من أن الارتباك قد يعم صداه في أنحاء العالم ما لم تتوفر السفن والحاويات والمعدات الأخرى اللازمة لتغيير مسار البضائع في المسارات والموانئ البديلة.

لم نشهد زيادة ملحوظة في حركة الملاحة بسبب الوضع في البحر الأحمر
قناة بنما
غير مستقر

وقال ماثيور بورجيس نائب رئيس خدمات المحيطات العالمية لدى (سي.إتش روبنسون وورلدوايد): "يظل الموقف غير مستقر، ربما تتغير الأمور بسرعة، وذلك هو سبب ضرورة وجود خطط طارئة تشمل الخطة (أ) و(ب) و(ج) لإبقاء سلاسل الإمداد في حالة حركة".

ويشن الحوثيون هجمات منذ أسابيع على سفن تعبر مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر في تحرك يقولون إنه يأتي ردا على حرب إسرائيل في غزة.

ماذا يحدث

تؤدي التوترات الحاصلة إلى تجنب طريق البحر الأحمر وقناة السويس، وهو ما يعني استخدام السفن مسارا أطول كثيرا بالدوران حول قارة أفريقيا.

ويهرع التجار في الوقت نفسه إلى إيجاد مسارات شحن بديلة لتوصيل البضائع إلى متاجر البيع بالتجزئة، ويزيد استخدام طريق رأس الرجاء الصالح مدة الرحلة ما بين 10 أيام و14 يوماً إضافية تقريباً.

اقرأ أيضًا- الرشوة تُنقذ أكبر اقتصاد إفريقي من غرامة 11 مليار دولار
تكدس السفن

وأوضح كريستيان سور نائب الرئيس التنفيذي للشحن البحري في شركة يونيك للوجستيات إن حدوث أزمة في مرحلة واحدة من سلسلة التوريد يمكن أن يتسبب في تكدس السفن.

وارتفعت تكلفة شحن حاوية من الصين إلى البحر المتوسط 44 % في ديسمبر لتصل إلى 2413 دولارا بسبب اضطرابات البحر الأحمر، حسبما قالت شركة فريتوس هذا الأسبوع.

وقال كريستيان سور: "إذا استمر الصراع أو اشتد، فإن ما يسمى الأسعار الفورية للشحن غير المتعاقد عليه قد تزيد مثلين أو ثلاثة أمثال على المستويات الحالية".

تم تغيير مسار 158 سفينة بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس تحمل أكثر من 2.1 مليون حاوية بضائع
MDS Transmodal
موقف إسرائيل

وأثرت تبعات اضطراب حركة الشحن البحري بشكل مباشر على إسرائيل.

وقالت شركة أورينت أوفرسيز كونتينر لاين يوم السبت الماضي: "إنها بسبب مشكلات تشغيلية ستتوقف عن قبول أي شحنات من إسرائيل وإليها حتى إشعار آخر".

وقال الرئيس التنفيذي لميناء إيلات أمس الخميس: "الميناء الواقع في أقصى جنوب إسرائيل شهد تراجعا بواقع 85 % في نشاطه منذ تكثيف الحوثيين هجماتهم".

اقرأ أيضًا- أسعار الفائدة في تركيا تقفز لأعلى مستوى في ربع قرن
تحويل 158 سفينة

واعتبارًا من صباح أمس الخميس، تم تغيير مسار 158 سفينة بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس تحمل أكثر من 2.1 مليون حاوية بضائع تبلغ قيمتها بناءً على تقديرات MDS Transmodal نحو 50 ألف دولار لكل حاوية أو ما مجموعه 105 مليارات دولار.

وتخشى شركات عالمية، مثل "إيكيا" السويدية، أن يصل مخزونها من السلع إلى الندرة وأن تضطر إلى إغلاق بعض الفروع بعدما أشارت إلى أن التحولات في مسار الشحن ستحدث اضطرابا في سلاسل الإمداد وستؤثر على توفر المنتج.

إذا استمر الصراع فإن ما يسمى الأسعار "الفورية" للشحن غير المتعاقد عليه قد تزيد مثلين أو ثلاثة أمثال
كريستيان سور
35 مليار دولار

ودفع تصاعد المخاطر الأمنية، شركات النقل البحري، إلى تحويل ما يصل قيمته إلى نحو 35 مليار دولار من شحنات البضائع، بعيداً عن طريق البحر الأحمر. 

وتبلغ القيمة التقريبية لهذه الحاويات 50 ألف دولار تقريباً للواحدة، بحسب "أنطونيلا تيودورو"، كبيرة المستشارين في شركة "MDS Transmodal"، وهذا يعني أن قيمتها تقدر بنحو 35 مليار دولار إجمالًا. 

وقال باولو مونترون نائب الرئيس الأول في شركة النقل واللوجستيات السويسرية "Kuehne + Nagel": "إن هناك الآن 57 سفينة حاويات، تبحر لمسافات طويلة حول إفريقيا، بدلاً من المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس". 

وأضاف باولو مونترون أن "هذا العدد سيزداد مع تبني المزيد من الشركات هذا المسار، وتبلغ السعة الإجمالية لحاويات هذه السفن 700 ألف وحدة مكافئة لعشرين قدماً". 

اقرأ أيضًا- الهروب الكبير.. المستثمرون الأجانب يهجرون الصين

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com