الاتحاد يتجه إلى تنويع العلاقات التجارية
اتبعت دول الاتحاد الأوروبي، أكبر شريك تجاري لواشنطن مبدأ المعاملة بالمثل مع الولايات المتحدة، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته فرض رسوم جمركية ضخمة على دول التكتل مطلع أغسطس المقبل.
في غضون ذلك قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية خلال إحاطة إعلامية في العاصمة البلجيكية بروكسل: «سنمدد أيضاً تعليق إجراءاتنا المضادة حتى أوائل أغسطس».
ولفتت رئيسة المفوضية إلى أن مهلة تعليق هذه التدابير كانت ستنتهي منتصف ليل اليوم الاثنين، لكن تم تعليقها أسبوعين حتى نهاية الشهر الجاري.
في الوقت نفسه، أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أن دول الاتحاد، ستواصل إعداد المزيد من الإجراءات المضادة لتكون على أهبة الاستعداد.
كما أشارت فون دير لاين، إلى رسالة الولايات المتحدة إلى الكتلة يوم السبت، والتي هددت بفرض رسوم جمركية 30% على صادرات السلع الأوروبية في الأول من أغسطس مع غياب اتفاق تجاري.
فون دير لاين قالت: «لطالما كنا واضحين تماماً في تفضيلنا الحل التفاوضي، وستظل هذه هي الحال، وسنستغل الوقت المتاح لنا حتى الأول من أغسطس (للتفاوض)».
في منتصف أبريل، أعلن الاتحاد الأوروبي تعليق التدابير المضادة المخطط لها على صادرات أميركية بقيمة 21 مليار يورو (25 مليار دولار) حتى 14 يوليو، والتي تم الكشف عنها في وقت سابق ردا على الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضتها واشنطن على جميع واردات الصلب والألمنيوم.
ويُعِدّ الاتحاد الأوروبي تدابير مضادة إضافية رداً على الرسوم الجمركية الإضافية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع الأسبوع الجاري، في ظل غياب اتفاق تجاري.
كما صرّحت فون دير لاين بأن الاتحاد، الذي يضم 27 دولة، وضع قائمة ثانية محتملة من التدابير المضادة، ويسعى إلى تنويع علاقاته التجارية، مُشيرةً إلى اتفاقية التجارة الحرة الكبيرة والمهمة مع إندونيسيا.
بحسب مكتب الممثل التجاري الأميركي، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تشكل مجتمعة أكبر شريك تجاري للولايات المحدة بما يقرب من 976 مليار دولار من السلع المتبادلة في عام 2024.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي يفضل التفاوض على حل تجاري مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الصدام التجاري ليس في مصلحة أحد.
كذلك قالت يوم السبت بعد إعلان ترامب رسومه الأخيرة: «إن عدداً قليلاً من الاقتصادات في العالم تضاهي مستوى الاتحاد الأوروبي من حيث الانفتاح والالتزام بممارسات التجارة العادلة».
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم السبت الماضي، فرض رسوم جمركية على منتجات الاتحاد الأوروبي والمكسيك المُصدرة إلى الولايات المتحدة.
وقال ترامب في منشور عبر حسابه على منصة «تروث سوشيال»، إن السلع الواردة من الاتحاد الأوروبي والمكسيك ستواجه رسوماً جمركية أميركية بنسبة 30% اعتباراً من أول أغسطس المقبل.
جاء ذلك بينما كان الاتحاد الأوروبي يأمل في التوصل إلى اتفاقية تجارية شاملة مع الولايات المتحدة تشمل التكتل المكون من 27 دولة.
ضمت خطابات ترامب إلى قادة دول العالم فقرة ثابتة نصت على أنه في حال سعت الدولة المستهدفة بالرسوم الجديدة إلى رفع التعريفات الجمركية على السلع الأميركية، فإن واشنطن سترد بزيادة رسومها بالنسبة نفسها.
في وقت متأخر من مساء الأربعاء الماضي، أرسل الرئيس الأميركي الدفعة الثانية من رسائل التعريفات الطائشة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 22 رسالة حتى الآن؛ ما أشعل مخاوف المتداولين بشأن اندلاع حرب تجارية واسعة النطاق، خصوصاً إذا قررت تلك الدول الرد على تعريفات ترامب كم فعلت البرازيل.
ويوم الخميس الماضي هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية 35% على السلع المستوردة من كندا، وهو تصعيد دراماتيكي في حرب تجارية متقطعة مع جارة الولايات المتحدة الشمالية وواحدة من أهم شركائها التجاريين.
قال الرئيس الاميركي إن شركاء الولايات المتحدة التجاريين المتبقين الذين لم يتلقوا بعد خطابات تجارية أو لم يتوصلوا إلى اتفاقيات إطارية سيُفرض عليهم تعريفة جمركية شاملة.
وتفرض الولايات المتحدة حالياً تعريفة جمركية 10% على جميع السلع الأجنبية الواردة إلى البلاد تقريباً، لكن ترامب صرّح يوم الخميس الماضي بأنه قد يضاعف هذه النسبة.
ترامب، قال في أحدث رسائله: «سنقول إن جميع الدول المتبقية ستدفع، سواء بنسبة 20% أو 15% سنُحدد ذلك الآن».