ترامب: باول سيئ للغاية بالنسبة للولايات المتحدة
البيت الأبيض ينتظر إجابة «الفيدرالي» عن أسئلة روس
ضيّق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإدارته، الخناق على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، في محاولة مستميتة للتخلص من الرجل الذي اختاره بنفسه منذ ما يقرب من ثماني سنوات.
في أحدث هجوم على رئيس «الفيدرالي»، قال ترامب: «إن رئيس الفيدرالي (جيروم باول)، يجب أن يستقيل فوراً من منصبه كقائد للاحتياطي (الفيدرالي) بسبب الأخطاء الاقتصادية الكبيرة».
انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت متاخر من مساء أمس الأحد، قائلاً إنه «سيكون شيئاً عظيماً بالنسبة للولايات المتحدة إذا استقال، مضيفاً أنه «سيئ للغاية بالنسبة للبلاد».
كان ترامب هدد مراراً وتكراراً بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي عينه في المنصب عام 2017، بسبب عدم خفض البنك المركزي أسعار الفائدة وفقاً لمطالبه.
في حديثه للصحفيين، سُئل ترامب عن مشروع قانون جديد من شأنه إلغاء ضريبة مكاسب رأس المال على مبيعات المنازل، وهو ما سيساعد الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف دفع مكاسب رأس المال على منازلهم التي يملكونها منذ فترة طويلة.
أجاب ترامب إن مشروع القانون سيكون حافزاً كبيرا ًللعديد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المال، ولكن في إشارة جديدة لضرورة رحيل باول، قال ترامب: «بين مشروع القانون واستقالة باول، ارتباط وثيق؛ لأن ذلك قد يعزز مبيعات المساكن»
قال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: «أعتقد أن استقالة جيروم باول ستكون أمراً رائعاً، لا أعلم إن كان سيفعل، لكن ينبغي عليه ذلك، لقد كان جيروم باول سيئاً جداً للولايات المتحدة، كان ينبغي أن يكون لدينا أدنى سعر فائدة في العالم، لكننا لم نفعل ذلك حتى الآن، إنه ببساطة يرفض القيام بذلك».
أكد الرئيس الأميركي، منتقدا تجديد مقر «الفيدرالي»: «باول ينفق 2.5 مليار دولار لإعادة بناء مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي، لكنه لا يبدو من النوع الذي يريد إنفاق 2.5 مليار دولار».
وأضاف: «لا أعرف ما يعرفه (باول) عن البناء، لكننا نتحدث عن تكلفة ضخمة للغاية لتجديد مبنى»، مشيرا إلى أن باول حصل على موافقة على المشروع، وبدأ العمل على التجديدات خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
في حديثه عن الاقتصاد، قال ترامب إنه «لا يوجد تضخم والأموال تتدفق إلى البلاد، ومن بين 71 اقتصاديا، عرفتهم، لم يتوقع النتيجة إلا اثنان فقط ترامب وشخص آخر أنه من جامعة وارتون».
كما أضاف: «أؤكد لكم أنني لست بحاجة إلى 5000 شخص يعملون معي خلف الكواليس، مثل جيروم باول، ليخبروه بما يجب أن يقوله شهريا، ورغم هذا فهم مخطئون».
وعن تأجيل «الفيدرالي» قرار خفض الفائدة، قال الرئيس الأميركي عن القرار: «أصفه بأنه متأخر جداً، إنه دائماً متأخر».
أشار الرئيس الأميركي إلى أن كل نقطة مئوية من أسعار الفائدة، تكلف البيت الأبيض 360 مليار دولار (في إشارة إلى خدمة وفوائد الدين الأميركي الذي تجاوز 36.2 تريليون دولار).
وقال الرئيس الأميركي مخاطباً الصحفيين: «فكّروا في ذلك، يجب أن نخفض الفائدة بثلاث نقاط مئوية، لأن هذا يوفر لنا ما يقارب تريليون دولار».
خلال المؤتمر الصحفي سأل ترامب مراسلاً عن أنباء تفيد أن باول كان على وشك الاستقالة، مؤكداً «أنتم تقولون لي إنه سيستقيل، آمل أن يستقيل، لا أعرف إن كان سيستقيل، لكن عليه أن يستقيل لأنه أضرّ بالبلاد كثيراً».
كان من المقدر في البداية أن تبلغ تكلفة تجديد المبنيين الرئيسين للمكاتب في بنك الاحتياطي الفيدرالي 1.9 مليار دولار في عام 2019.
إلا أن التكلفة المقدرة ارتفعت إلى ما يقرب من 2.5 مليار دولار بسبب الزيادات الكبيرة في تكلفة الخشب والصلب والإسمنت ومواد البناء الأخرى، وفقاً لوثائق الميزانية في تقرير صدر عام 2023.
يمنح القانون الفيدرالي الذي يحكم نظام الاحتياطي الفيدرالي البنك المركزي السلطة لبناء مرافق لاستخدامه، وكذلك صيانة أو توسيع أو إعادة تصميم تلك المرافق - كما يمنح بنك الاحتياطي الفيدرالي السيطرة الوحيدة على تلك المباني والمساحة الموجودة بداخلها.
في حين إن التمويل المستخدم في عمليات بنك الاحتياطي الفيدرالي يستمد من الفائدة التي يولدها من إدارة المعروض النقدي، وهو ما يسمح له بتمويل نفسه بشكل أساسي دون الاعتماد على المخصصات السنوية من الكونغرس مثل الوكالات الأخرى.
قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت أمس، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لديه السلطة لإقالة جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) إقالة مسببة إذا كانت هناك أدلة تدعم ذلك.
وأضاف هاسيت أن مجلس الاحتياطي أمامه الكثير من الأسئلة للإجابة عنها بشأن تجاوز تكاليف التجديد لمقره في واشنطن، موضحاً: «أي قرار يتخذه ترامب لمحاولة إقالة باول بسبب ما تصفه الإدارة الأميركية بأنه تجاوز للتكاليف بمبلغ 700 مليون دولار سيعتمد كثيراً على الإجابات التي نتلقاها عن الأسئلة التي أرسلها روس فوت إلى مجلس الاحتياطي الاتحادي».
شغل روس فوت منصب مدير الميزانية في البيت الأبيض، وكان قد انتقد باول الأسبوع الماضي بسبب الإصلاحات الباهظة التي أجراها على مبنيي مجلس الاحتياطي الاتحادي وأرسل إليه مجموعة من الأسئلة في انتظار الرد عليها.