logo
اقتصاد

من يرث «الفيدرالي»..  هل يختار ترامب رئيساً أم ظلاً له؟

6 مرشحين لخلافة رئيس الفيدرالي حتى الآن

ترامب قد يختار بديلاً من مجلس الإدارة الحالي

وزير الخزانة سكوت بيسنت بين المرشحين

من يرث «الفيدرالي»..  هل يختار ترامب رئيساً أم ظلاً له؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال معرض جمعية الحرس الوطني للولايات المتحدة بمركز مؤتمرات هنتنغتون بليس في مدينة ديترويت الأميركية، يوم 26 أغسطس 2024.المصدر: أ ف ب
تاريخ النشر:26 يونيو 2025, 12:26 م

لم يستطع إقناعه بتغيير رأيه، وأيضاً لم يتسن له إخضاعه، وأخيراً لم يقف الدستور بجانبه حينما سعى إلى إقالته، لذا فقد تفتق ذهن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن طريقة جديدة لإرباك حسابات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الحالي جيروم باول.

قبل نهاية ولايته بنحو 11 شهراً، أعلن الرئيس الأميركي ترامب أنه يفاضل بين ثلاثة أو أربعة مرشحين لخلافة جيروم باول رئيس الفيدرالي، الذي تنقضي ولايته نهاية شهر مايو من العام المقبل 2026، وهو الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الأسواق، بشأن استقلالية صانع السياسة النقدية الأكبر في العالم.

طريقة مبتكرة

في إعلان مفاجئ، قال الرئيس دونالد ترامب يوم الأربعاء إنه يبحث بالفعل عن رئيس جديد للاحتياطي الفيدرالي ليحل محل جيروم باول، وقد ضيق نطاق بحثه إلى ثلاثة أو أربعة أشخاص.

قال ترامب رداً على سؤال في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في هولندا: «أعرف نحو ثلاثة أو أربعة أشخاص سأختار من بينهم من يخلفه (يقصد رئيس الفيدرالي الحالي باول).. لحسن الحظ، سيغادر قريباً، لأنني أعتقد أنه سيئ للغاية».

أخبار ذات صلة

شهية المخاطر تتحول.. هل اقتنعت أسواق أوروبا بوقف إطلاق النار؟

شهية المخاطر تتحول.. هل اقتنعت أسواق أوروبا بوقف إطلاق النار؟

ماذا يريد؟

في غضون ذلك، أثار إعلان ترامب موجة من التكهنات والمخاوف لدى المستثمرين بشأن محاولة الرئيس الأميركي الاعتبارات السياسية في قرار السياسة النقدية الذي يتولاه أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

بدا للأسواق أن الرئيس الأميركي الذي يرى نفسه أهلاً لإدارة مجلس الاحتياطي الفيدرالي بحسب تصريحاته، لا يريد مجرد رئيس جديد للفيدرالي، بل يريد من يتبعه ويوافقه الرأي ليس فقط في خفض الفائدة، وإنما قد يتجاوز الأمر لاتخاذ قرارات أخرى.

أبرز المرشحين

لم يُسمِّ ترامب خلفاء محتملين، لكن وفقاً لوسائل إعلام أميركية، جنباً إلى جنب والتعينات الأخيرة من أعضاء الفيدرالي الذين رشحهم ترامب هذا العام شملت القائمة 5 مرشحين:

◄ وزير الخزانة الحالي سكوت بيسنت.
◄ المحافظ السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي كيفن وارش.
◄ عضو مجلس الفيدرالي الحالي ميشيل بومان (عينه ترامب).
◄ عضو مجلس الفيدرالي الحالي كريستوفر والر (عينه ترامب).
◄ مدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت.
◄ رئيس البنك الدولي السابق ديفيد مالباس.

مؤيدو ترامب

في الأسبوع الماضي، أيدت كل من ميشيل بومان وكريستوفر والر دعوة ترامب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في أقرب وقت ممكن خلال اجتماع من المقرر له أواخر يوليو.

طالب الرئيس ترامب باول والبنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة الرئيس من 4.25% إلى 4.5% إلى 2.25% لتنشيط الاقتصاد وخفض مدفوعات الفائدة على الدين الفيدرالي البالغ 36 تريليون دولار.

قال ترامب يوم الأربعاء: «لا يوجد لدينا تضخم، واقتصادنا مزدهر، بسبب هذا الرجل جيروم باول، سنضطر لدفع مليارات لسنوات مقبلة، الحكومة الأميركية ستوفر 900 مليار دولار سنوياً في مدفوعات الفائدة إذا خفضنا الفائدة 3 %».

قال ترامب في إشارة إلى باول: «هذا الشخص ذو العقلية المتوسطة للغاية»، وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن قرر الاحتياطي الفيدرالي إبقاء أسعار الفائدة ثابتة لاجتماعه الرابع على التوالي الأسبوع الماضي، وصف ترامب باول بأنه «أحمق وغبي وكاره لترامب». 

إرث ثقيل 

◄ على الرغم من انتقاداته الحالية، كان ترامب هو من عيّن باول رئيساً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي عام 2018، خلفاً لجانيت يلين. 
◄ في ذلك الوقت، كان يُنظر إلى باول على أنه مرشح توافقي سيُواصل استراتيجية الاحتياطي الفيدرالي لتطبيع الأوضاع بعد الأزمة.
◄ رئيس الاحتياطي الفيدرالي، الحالي، وهو أحد المعينين القلائل الذين احتفظ بهم الرئيس جو بايدن، بعد أن أعاد ترشيح جيروم باول لولاية ثانية تنتهي في مايو 2026.

أخبار ذات صلة

المخدرات الاصطناعية.. ما علاقة نظام الأسد بـ«الكبتاغون»؟

المخدرات الاصطناعية.. ما علاقة نظام الأسد بـ«الكبتاغون»؟

إقالة باول

في منشور له على منصته تروث سوشيال، كتب ترامب: «لقد فات الأوان.. سيحضر جيروم باول، من بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلى الكونغرس ليشرح، من بين أمور أخرى، سبب رفضه خفض سعر الفائدة، آمل أن يُنهي الكونغرس خدمة هذا الشخص الغبي والعنيد».

أضاف ترامب: «سندفع ثمن عجزه لسنوات طويلة قادمة، على أعضاء مجلس الفيدرالي أن يتخذو القرار بدلاً منه، لنجعل أميريكا عظيمةً من جديد!»

وانتقد ترامب باول علناً لعدم خفض أسعار الفائدة، واقترح مراراً وتكراراً أنه يجب إقالته، ويرى الرئيس أن ارتفاع أسعار الفائدة يُعيق الاقتصاد الأميركي بلا داعٍ، في المقابل فإن الاحتياطي الفيدرالي قلق بشأن توقعات التضخم بسبب رسوم ترامب الجمركية.

باول يحذر 

في شهادته أمام الكونغرس يوم الأربعاء (25 يونيو)، أقر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن قراءات التضخم الأخيرة كانت أكثر اعتدالاً من المتوقع، لكنه حذر من أن التعريفات الجمركية الجديدة قد تغير ذلك.

قال باول للجنة في مجلس الشيوخ الأميركي: «إذا تسارعت الأمور وانتهى الأمر، فمن المرجح جداً أن يكون حدثاً لمرة واحدة، لكننا نشعر بهذه المخاطرة، وبصفتنا المسؤولين عن الحفاظ على استقرار الأسعار، علينا إدارة هذه المخاطرة».

أضاف باول: «من المتوقع أن نشهد هذا خلال الصيف، في أرقام يونيو ويوليو، وإن لم نشهده، فنحن منفتحون تماماً على فكرة أن تأثير الرسوم الجمركية على المستهلكين سيكون أقل مما نعتقد، وإذا حدث ذلك، فسيكون لذلك تأثير على السياسات».

استقلالية البنك

كتب توني سيكامور، محلل السوق في بنك «آي جي»: «أعتقد أنه من المؤكد أن اختيار ترامب لخلافة باول، عندما يأتي، سيكون من النوع الذي يقع في الطرف الأكثر حمائمية من الطيف السياسي، وسيدعم أجندة ترامب في خفض أسعار الفائدة».

أضاف محلل السوق في بنك «آي جي»: « المشكلة هنا هي أنها ستعيد طرح الأسئلة التي أثيرت في وقت سابق من العام حول استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يؤدي، كما رأينا، إلى تقويض الثقة في بنك الاحتياطي الفيدرالي والدولار الأميركي».

بعدد إعلان ترامب الأخير بشأن اختيار خليفة لجيروم باول، انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات منافسة، إلى أدنى مستوى له منذ مارس 2022.

في الوقت ذاته انخفض مؤشر الدولار بنسبة 10% هذا العام مع بحث المستثمرين، القلقين من رسوم ترامب الجمركية وتأثيرها على النمو في الولايات المتحدة، عن بدائل.

تسمية مبكرة

كتب كيران وليامز رئيس قسم الصرف الأجنبي في آسيا لدى «إن تاتش كابيتال ماركتس» في مذكرة: «من المرجح أن تشعر الأسواق بالانزعاج من أي تحرك مبكر لتسمية خليفة باول، خاصة إذا بدا أن القرار له دوافع سياسية».

أضاف وليامز: «ستثير هذه الخطوة تساؤلات حول احتمال تقويض استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وربما تضعف مصداقيته، مشيراً إلى أن ذلك قد يعيد ضبط توقعات أسعار الفائدة، ويؤدي لإعادة تقييم وضع الدولار».

ولم تنجح جلسات الاستماع التي استمرت يومين في تغيير التوقعات بشأن سياسة مجلس الاحتياطي، حيث لا يزال المستثمرون يتوقعون خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC