المخدرات الاصطناعية.. ما علاقة نظام الأسد بـ«الكبتاغون»؟

مع تفاقم الأزمات التي أحدثت شروخاً في النظام الاجتماعي عالمياً، انتعشت تجارة المخدرات الاصطناعية الأرخص سعراً من نظيرتها التقليدية، ومن أبرز تلك المخدرات تقف الكبتاغون في الصدارة والتي كشف سقوط نظام بشار الأسد عن وجود شبكة ضخمة في سوريا لإنتاج وتوزيع تلك المادة.

وغم تفاوت التقديرات، تُدرّ تجارة المخدرات غير المشروعة مئات مليارات الدولارات سنوياً، إذ تُطوّر الجماعات الإجرامية باستمرار أساليبها لزيادة الإنتاج والتوزيع، وإيجاد طرق جديدة لإخفاء مخدراتها، واستخدام التكنولوجيا لإخفاء اتصالاتها.

أفاد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) في تقرير المخدرات العالمي 2025 الذي أُطلق اليوم الخميس، أن حقبة جديدة من عدم الاستقرار العالمي قد فاقمت التحديات بمعالجة مشكلة المخدرات العالمية، وتمكين جماعات الجريمة المنظمة، ودفع تعاطي المخدرات إلى مستويات مرتفعة تاريخياً.

سوريا والكبتاغون

وفقاً للتقرير أدى سقوط نظام الأسد في سوريا إلى حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل تجارة الكبتاغون، وفي أعقاب التحول السياسي، تم الكشف عن مواقع كبيرة لتصنيع الكبتاغون في البلاد. 

ورغم أن هذا الاكتشاف قد يُعطّل إمدادات المخدرات، فإن أحدث بيانات الضبطيات لعامي 2024 و2025 تؤكد استمرار تدفق الكبتاغون إلى دول المنطقة؛ ما قد يُشير إلى إطلاق مخزونات مُتراكمة سابقاً أو استمرار الإنتاج في مواقع مختلفة.

المخدرات الاصطناعية

بسبب عوامل، مثل: انخفاض تكاليف التشغيل، وانخفاض مخاطر الكشف، يستمر سوق المخدرات الاصطناعية في التوسع عالمياً، حيث تهيمن عليه المنشطات الأمفيتامينية (ATS) مثل الميثامفيتامين والأمفيتامين (بما في ذلك الكبتاغون).

 بلغت مضبوطات المنشطات الأمفيتامينية مستوى قياسياً في عام 2023، وشكلت ما يقرب من نصف إجمالي المضبوطات العالمية من المخدرات الاصطناعية، تليها المواد الأفيونية الاصطناعية، بما في ذلك الفنتانيل.

قفزة تاريخية

سجل إنتاج الكوكايين وضبطياته وتعاطيه مستويات قياسية جديدة في عام 2023؛ ما جعله أسرع أسواق المخدرات غير المشروعة نمواً في العالم. 

سجل الإنتاج غير المشروع ارتفاعاً حاداً إلى 3708 أطنان، بزيادة تقارب 34% عن عام 2022، وبلغت ضبطيات الكوكايين العالمية مستوى قياسياً بلغ 2275 ضبطية، بزيادة قدرها 68% عن الفترة 2019-2023.

في الوقت نفسه، ارتفع تعاطي الكوكايين من 17 مليون مستخدم في عام 2013 إلى 25 مليون مستخدم في عام 2023، ويشير التقرير إلى أن تجار الكوكايين يقتحمون أسواقاً جديدة في آسيا وإفريقيا. 

تواصل التكيف

قالت المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة غادة والي: «يُظهر هذا الإصدار من تقرير المخدرات العالمي أن جماعات الاتجار المنظم بالمخدرات تواصل التكيف، واستغلال الأزمات العالمية، واستهداف الفئات السكانية الضعيفة».

في عام 2023، استخدم 316 مليون شخص مخدرات (باستثناء الكحول والتبغ) ما يعادل 6% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاماً، مقارنة بـ5.2% من السكان عام 2013. 

القنب يتصدر

مع وجود 244 مليون مستخدم، لا يزال «القنب» أكثر المخدرات استخداماً، تليه المواد الأفيونية بـ61 مليوناً، والأمفيتامينات بـ30.7 مليون، والكوكايين بـ25 مليوناً، والإكستاسي بـ21 مليوناً.

يُحذّر التقرير من أن نزوح مجموعات جديدة من الأشخاص الضعفاء الفارين من المشقة وعدم الاستقرار والصراع قد يُفاقم هذه الأعداد.