البيانات الأخيرة تعزز توقعات التيسير النقدي
الأسواق تتوقع تحركاً كبيراً في اجتماع سبتمبر
هبط الدولار الأميركي في التعاملات الصباحية اليوم الخميس، معمقاً خسائره لليوم الثالث على التوالي، بعد سلسلة من البيانات غير المفيدة للعملة الأميركية، بالتزامن مع مطالبات وزير الخزانة سكوت بيسنت بخفض الفائدة، إضافة إلى تلويح ترامب بإعلان مبكر عن خليفة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
في غضون ذلك تراجع الدولار لأدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع مقابل العملات الرئيسة وسط تزايد رهانات المتداولين على استئناف مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
كما يقدم تقرير عن أسعار المنتجين المقرر صدوره اليوم الخميس رؤى حول فئات إضافية تغذي مقياس الأسعار المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي.
◄ تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، من بينها الين واليورو والإسترليني إلى مستويات 97.673، وهو أدنى مستوى منذ الـ25 من يوليو الماضي.
◄ انخفض مؤشر الدولار الرئيس بنحو 1.1% على مدار الجلستين السابقتين وحتى التعاملات المبكرة اليوم بعد أن هبط إلى 97.626 أمس الأربعاء للمرة الأولى منذ الـ28 من يوليو.
جاء تراجع الدولار بعد بيانات التضخم التي جاءت دون التوقعات جنباً إلى جنب وبيانات التوظيف وسوق العمل التي أشارت إلى تضرر الاقتصاد جراء الفائدة المرتفعة.
كما أسهم شبح التدخل السياسي في سياسة البنك المركزي الأميركي وزيادة شهية المستثمرين للمخاطرة وسط احتمالات خفض الفائدة في مزيد من الضغط على العملة الأميركية.
كتب كايل رودا المحلل لدى «كابيتال دوت كوم»: «بالنسبة للأسواق، لم يعد الأمر يتعلق بما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وإنما يتعلق الأمر بحجم الخفض».
وفقاً لمجموعة بورصات لندن فإن المتعاملين يرون أن خفض المركزي الأميركي للفائدة في الـ17 من سبتمبر صار في حكم المؤكد، لترتفع التوقعات إلى 98%.
◄ تراجع الدولار مقابل الين الياباني 0.8% إلى 146.38 ين، وهو أضعف مستوى له منذ الـ25 من يوليو.
◄ ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار 0.15% لأعلى مستوياته منذ الـ24 من يوليو عند 1.3590 دولار.
◄ ازداد اليورو مقابل الدولار نحو 0.2% إلى مستويات 1.1730 دولار، وهو أعلى مستوى منذ الـ28 من يوليو.
◄ صعد الدولار الأسترالي 0.4% إلى أعلى مستوى منذ الـ28 من يوليو عند 0.65685 دولار.
قال وزير الخزانة الأميركية سكوت بيسنت في إحاطة صحفية، إن المسؤولين ربما كانوا ليخفضوا أسعار الفائدة لو كانوا على دراية بالبيانات المنقحة عن سوق العمل التي صدرت بعد يومين من الاجتماع الأخير.
واقترح بيسنت صراحة أن يكون سعر الفائدة القياسي للبنك المركزي أقل بمقدار 1.5 نقطة مئوية على الأقل ما هو عليه الآن.
قال بيسنت: «يمكننا الدخول في سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة هنا، بدءاً من خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر».
كانت لجنة السوق المفتوحة التابعة للاحتياطي «الفيدرالي» أبقت الشهر الماضي على سعر الفائدة القياسي عند نطاق مستهدف يتراوح بين 4.25% و4.5%.
قدم وزير الخزانة سكوت بيسنت، مطالبته الأكثر صراحةً حتى الآن للبنك المركزي الأميركي بتنفيذ دورة من التخفيضات السريعة لأسعار الفائدة.
قال بيسنت: «مع استمرار ضعف سوق العمل، نعتقد أن البنك المركزي الأميركي سيستأنف تخفيضات أسعار الفائدة الشهر المقبل، بتخفيضات قدرها 50 نقطة، يتبعها تخفيضات بواقع 25 نقطة أساس في كل اجتماع حتى يناير 2026».
لم يكتف بيسنت بانتقاد «الفيدرالي» الأميركي، بل انتقد أيضاً بنك اليابان: «بنك اليابان يتخلف عن الركب في معالجة التضخم»، وهو ما يُعد تعليقاً نادراً ينتقد قرارات السياسة التي يتخذها بنك مركزي أجنبي.
في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي ترامب، والذي انتقد أيضاً الاحتياطي الفيدرالي لعدم تخفيف أسعار الفائدة، إنه قد يسمي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي القادم مبكراً بعض الشيء.
كتب ترامب على منصته «تروث سوشيال» إنه لم يتبق لديه سوى ثلاثة أو أربعة مرشحين محتملين بينما يبحث عن خليفة لباول.
كما كتبت جين فولي، الخبيرة الإستراتيجية في «رابو بنك» بلندن، في مذكرة: «هناك مجال أمام لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لتبني نبرة أكثر اعتدالًا العام المقبل، ولا سيما إذا اختار باول التخلي عن منصبه كمحافظ بمجرد انتهاء فترة رئاسته».