logo
اقتصاد

تحولات تُغير المشهد النقدي في مصر.. هل انتهى «شح الدولار»؟

تحولات تُغير المشهد النقدي في مصر.. هل انتهى «شح الدولار»؟
تخرج من مكتب صرافة في العاصمة المصرية القاهرة يوم 24 أغسطس 2022.المصدر: (أ ف ب)
تاريخ النشر:14 أغسطس 2025, 07:40 ص

شهدت السوق المصرفية المصرية تحولات لافتة مؤخراً، شملت قرارات بمضاعفة حدود بيع الدولار للمسافرين إلى الخارج، وخفض رسوم المعاملات الدولية؛ ما أثار تساؤلات عمَّ إذا كانت البلاد بصدد تجاوز أزمة شح الدولار التي أثّرت في الاقتصاد المحلي بالأعوام الماضية؟.

وألغت القرارات شرط إثبات السفر لاستخدام بطاقات الائتمان خارج مصر، ورفعت حد شراء الدولار بغرض السفر إلى 10 آلاف دولار، فضلاً عن خفض رسوم تدبير العملة من 5% إلى 3%، وزيادة الحد الشهري لاستخدام البطاقات في الخارج إلى 10 آلاف دولار.

القرارات التي تزامنت مع صعود الجنيه المصري إلى أقوى مستوياته أمام الدولار منذ عام، عكست، وفق خبراء، إشارات على تحسن نسبي في سيولة النقد الأجنبي لدى القطاع المصرفي.

أخبار ذات صلة

مصر تتحرك لسداد مديونيات شركات الأدوية.. وتمويل ملياري لدعم الإنتاج

مصر تتحرك لسداد مديونيات شركات الأدوية.. وتمويل ملياري لدعم الإنتاج

قفز الجنيه المصري، اليوم الأربعاء، إلى أقوى مستوياته أمام الدولار الأميركي منذ نحو عام، ليتراوح بين 48.25 جنيه، و48.46 جنيه للشراء، و48.35 جنيه و48.56 جنيه للبيع، مقارنة مع 51.73 جنيه في أبريل الماضي، متأثراً بخروج الاستثمارات من الأسواق الناشئة.

أسباب التحول

يُرجع خبراء هذه الانفراجة إلى عدة عوامل، منها:

  • ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج: سجلت 8.33 مليار دولار في الربع الأول من عام 2025، بزيادة سنوية تفوق 84%، وهي أعلى قيمة فصلية مسجّلة تاريخياً، وفق البنك المركزي.
    نمو إيرادات السياحة:  ارتفعت 22% في النصف الأول من العام الحالي إلى 8 مليارات دولار، مع وصول عدد السياح إلى 8.7 مليون.
  • ارتفاع الاحتياطي الأجنبي: بلغ 49 مليار دولار بنهاية يوليو الماضي.
  • التدفقات الاستثمارية: خصوصاً غير المباشرة مستفيدة من أسعار الفائدة المرتفعة التي لا تزال جذابة للمستثمرين الأجانب.
  • تشديد السياسة النقدية: مع فائدة حالية تبلغ 24% على الإيداع و25% على الإقراض.

أخبار ذات صلة

منصة «الإسكان البديل».. هل تُنهي جدل «الإيجار القديم» في مصر؟

منصة «الإسكان البديل».. هل تُنهي جدل «الإيجار القديم» في مصر؟

تفاؤل حذر من الاستدامة

يرى عضو اللجنة الاستشارية الاقتصادية في مجلس الوزراء مدحت نافع، أن هذه التسهيلات تعكس ثقة أكبر من البنوك في قدراتها على تلبية الطلب على الدولار.

لكنه حذَّر من أن بعض مصادر العملة الأجنبية قد تكون مؤقتة أو معرضة لتقلبات؛ ما يهدد الاستدامة ما لم تُدعم بزيادة الصادرات والاستثمار المباشر.

في السياق ذاته، نبّه الخبير الاقتصادي علي الإدريسي إلى ضرورة عدم الانخداع بتحسن مؤقت، مؤكداً أهمية توجيه الموارد نحو مشروعات ذات أولوية وجدوى اقتصادية حقيقية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية بالمنطقة والتي قد تطيح بسرعة بأي مكاسب حالية.

مشهد أكثر توازناً

رغم الخسائر الكبيرة في إيرادات قناة السويس التي بلغت 8.5 مليار دولار بسبب اضطرابات البحر الأحمر، فإن فائض التحويلات والسياحة والاحتياطي الأجنبي دعم توازن السوق، بحسب إدريسي.

وأشار إلى أن السوق الموازية باتت أضعف، فيما يملك القطاع الرسمي حالياً أدوات أقوى لإدارة سوق النقد.

ولفت إلى أن القاهرة جمعت بالفعل أكثر من 1.1 تريليون جنيه من إصدارات الدين المحلي خلال شهر يوليو الماضي وحده؛ ما يعكس ثقة المستثمرين في السوق المصري رغم التحديات الخارجية.

سلوك تحويل الأموال

ناهزت تحويلات المصريين بالخارج في الربع الأول من العام الحالي نحو 8.33 مليار دولار، مقارنة بـ5 مليارات دولار فقط في الفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة قدرها 84.4%، وهي الأعلى على الإطلاق لفترة فصلية في تاريخ البلاد، وفقاً لبيان صادر عن البنك المركزي المصري في يونيو الماضي.

ووصلت تحويلات الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية 2024/2025 إلى 26.4 مليار دولار، بمعدل نمو سنوي يقارب 83%؛ ما يعكس تغييراً جوهرياً في سلوك تحويل الأموال بعد تنفيذ سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية.

logo
اشترك في نشرتنا الإلكترونية
تابعونا على
تحميل تطبيق الهاتف
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC