الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعيshutterstock

مفاوضات عالمية سرية لتنظيم الذكاء الاصطناعي

منذ ما يقرب من عام، كان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتواجهان سراً لتحديد أفضل طريقة لتنظيم الذكاء الاصطناعي. وتناولت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية هذا الصراع على النفوذ، صراع تنطوي نتائجه على عواقب عبر جميع أنحاء العالم.

 وبعد ظهر يوم من أيام نوفمبر الماضي دخلت نائبة رئيس الولايات المتحدة كامالا هاريس، ونيك كليج من شركة "ميتا" إلى سرداق كبير أقيم في أرض تابعة لقصر بريطاني في شمال لندن ويعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر وجلسا حول طاولة مستديرة، على أمل أن يجدا طريقة لإنقاذ العالم بوجود الذكاء الاصطناعي.

ثم انضمّ كل من نيك كليج وكمالا هاريس إلى مجموعة من القادة الدوليين والأكاديميين ورؤساء الشركات التكنولوجية الكبرى لإثارة ما يعتبره بعض المتشائمين كسيف ديموقليس الجديد فوق العالم، سيف يتمثل بفيضان لا انضباط له للذكاء الاصطناعي.

وبعد يومين من المناقشات، اتفق القادة السياسيون وشخصيات التكنولوجيا على إعلان مشترك للنوايا الحسنة، لكن لم يكن لديهم اقتراح مشترك بشأن الإجراءات التي يجب اتخاذها.

وبدلاً من ذلك، قدموا خططاً متنافسة حول كيفية إدارة التكنولوجيا التي ستكون محورية في العقد المقبل، والتي من المتوقع أن تقلب كل شيء رأسا على عقب، سواء كان ذلك على مستوى الأعمال أو الأنظمة الصحية وحتى على مستوى الديمقراطية نفسها.

وفي نهاية الاجتماع، وقعت 29 دولة، بما في ذلك الصين والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، اتفاقية طوعية تهدف إلى الحد من المخاطر التي أصبحت على رأس جدول الأعمال منذ ظهور "شات جي بي تي" أي روبوت المحادثة لشركة "اوبن اول".

 معايير دولية جديدة

ولأغراض تخدم هذا الموضوع، تحدثت صحيفة بوليتيكو مع سياسيين وصناع القرار ورؤساء التكنولوجيا وآخرين. والسؤال بالنسبة لهم هو ما إذا كان الاتحاد الأوروبي، أو الولايات المتحدة، أو المملكة المتحدة، أو أي جهة أخرى، ستكون قادرة على وضع خريطة طريق يمكن ان تتفق عليها الديمقراطيات الغربية بشأن الذكاء الإصطناعي.

فقبل ​​شهر من انطلاق المؤتمر تحت المطر في إنجلترا، كان صناع القرار قد بذلوا قصارى جهدهم لدفع ملف هذه القضية عبر العالم وتطوير معايير دولية جديدة حول التكنولوجيا الأكثر تقدما والمتمثلة بالذكاء الاصطناعي التوليدي الذي كان وراء ولادة "شات جي  بي تي" ومنافسيه.

وكانت استراتيجية بروكسل جزءاً من القانون الأوروبي بشأن الذكاء الاصطناعي، وهي أول محاولة في العالم لتشريعات ملزمة في هذا المجال. وعلى عكس الموقف الذي تفضله الولايات المتحدة، تتضمن رؤية الاتحاد الأوروبي فرض حظر على الأشكال الأكثر عدوانية للتكنولوجيا المعنية أي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي وكذلك فرض قواعد صارمة تفرض على شركات مثل غوغل ومايكروسوفت على أن تكون أكثر شفافية بشأن تصميم منتجاتها باستخدام الذكاء الاصطناعي.

Related Stories

No stories found.
إرم الاقتصادية
www.erembusiness.com