رجّح تقرير صادر عن بنك «قطر الوطني » صعود أسعار النحاس في السنوات المقبلة، بدعم من التعديل المتوقع لتقييم الدولار الأميركي، والانخفاض النسبي للأسعار، وتفوق الطلب على العرض.
وأوضح البنك، في تقريره الأسبوعي، أن السلع تعد إحدى ركائز الاقتصاد العالمي، وهي ضرورية للأنشطة المادية الملموسة، كالنقل، وإنتاج السلع المصنعة، إذ يلعب النحاس، باعتباره المعدن الأساس الأكثر تداولا، دورا بارزا في مزيج السلع الأساسية، فهو موصل فعال للكهرباء، وهذا أمر بالغ الأهمية لمجموعة واسعة من الصناعات، بما في ذلك البناء، والعقارات، والبنية التحتية، والسيارات، والسلع البيضاء.
وأشار التقرير إلى أن أسعار النحاس تعد مؤشراً مفيداً للتنبؤ بوجهة الاستثمارات ودورة الأعمال، وتوفر رؤى كلية عالية الجودة، لذلك يعتمد المستثمرون والمحللون عليها لتحديد الاتجاهات العامة للاقتصاد.
ولفت إلى أن أسعار النحاس تحوم مجدداً حول أعلى مستوى لها على الإطلاق، عند نطاق يتراوح بين 4.1 و4.6 دولار للرطل، وهو المستوى الذي تم تسجيله بعد الأزمة المالية العالمية، وطفرة الاستثمار التي أعقبت الجائحة.
أرجع التقرير ارتفاع أسعار النحاس، في السنوات المقبلة، إلى 3 عوامل هما:
أولاً، تشير العديد من مقاييس الأسعار النسبية إلى أن هناك مجالاً كبيراً لارتفاع أسعار النحاس في المستقبل، والتي انخفضت بـ23% من حيث القيمة الحقيقية، منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، مقابل المكاسب الحقيقية للمعادن الأخرى، كالذهب، والبلاديوم، والفضة.
ويتوافق أداء النحاس بشكل أكبر مع الأداء العام لمؤشرات السلع الرئيسة، التي تراجعت بشكل كبير أيضًا مع الانخفاضات الحقيقية في أسعار الطاقة.
ثانياً، تشير الأسس الرئيسة إلى فترات طويلة من نقص النحاس على المديين المتوسط والطويل، ومن شأن ذلك أن يدفع الأسعار للارتفاع، وعلى جانب الطلب، يتوقع أن تتضاعف الاحتياجات المادية للنحاس من المستويات الحالية إلى أكثر من 50 مليون طن متري خلال العقد المقبل.
ويرجع ذلك إلى التوقعات القوية المرتبطة بـ«الأجندة الخضراء»، مثل الزيادة في المعروض من السيارات الكهربائية، وإنشاء البنية التحتية الجديدة للطاقة، ومشاريع الطاقة المتجددة، التي تعتمد جميعها على استهلاك النحاس بكثافة، كونه معدناً يتمتع بخصائص فريدة للتوصيل الكهربائي، وعليه سيؤدي دوراً في إنجاز مشاريع الطاقة النظيفة.
ثالثاً، من المتوقع أن تؤدي تحركات أسعار صرف العملات الأجنبية دورها في دعم أسعار النحاس، التي ترتبط ارتباطاً عكسياً بقيمة الدولار، إذ ترتفع عندما تنخفض قيمة الدولار والعكس.