في خطوة مهمة قد تطور تقنيات إلكترونية عالية الكفاءة، اكتشف فريق بحثي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، نوعاً جديداً وغير مسبوق من المغناطيسية، أطلق عليه اسم «المغناطيسية من النوع بي».
ذكر الفريق أن هذا النوع من المغناطيسية تم رصده في بلورة يوديد النيكل، حيث تصطف الإلكترونات داخلها بشكل حلزوني غير تقليدي، يختلف عن الترتيب المعتاد في المواد المغناطيسية المعروفة مثل الفرومغناطيسية والمضادة للفرومغناطيسية، وتمكن الفريق من تغيير هذه الحالة المغناطيسية باستخدام مجال كهربائي ضعيف ناتج عن ليزر مستقطب دائرياً، وهو ما يتيح مستوى غير مسبوق من التحكم في البنية المغناطيسية.
يرتبط هذا الاكتشاف بتقنية ناشئة تعرف باسم «الإلكترونيات المغزلية» وهي تعتمد على استخدام دوران الإلكترون بدلاً من شحنته لنقل ومعالجة البيانات، وتمتاز هذه التقنية بقدرتها على توفير الطاقة بنسبة تصل إلى 90%، وسرعة معالجة تفوق الإلكترونيات التقليدية بحوالي 500 مرة.
رغم أهمية هذا التقدم العلمي، إلا أن «المغناطيسية من النوع بي»، لا تعمل حالياً إلا في درجات حرارة شديدة الانخفاض تبلغ -213 درجة مئوية، أي ما يعادل 60 كلفن، ما يجعلها غير قابلة للتطبيق العملي في الوقت الراهن.
يفتح هذا الاكتشاف آفاقاً جديدة لتطوير أجهزة إلكترونية مغزلية في مجالات الذاكرة والتخزين ومعالجة البيانات، ما قد يساهم في إحداث ثورة تكنولوجية مستقبلية في عالم الإلكترونيات.