في ظل التحول الرقمي المتسارع داخل صناعة السيارات، لم تعد الكاميرات مجرد أداة للرجوع أو ركن السيارة.
اليوم، بدأنا نشهد توجهاً فعلياً نحو الاستغناء عن المرايا الجانبية التقليدية لصالح أنظمة الرؤية الرقمية، وهو تغيير لا يقتصر فقط على السيارات الفاخرة، بل يمتد إلى الشاحنات أيضاً.
التحول لا يأتي من فراغ، الكاميرات توفر مزايا يصعب تجاهلها:
شركة «أودي»، على سبيل المثال، اعتمدت هذا النظام في طراز (e-tron)، كما قدمته «هوندا E»، و«لكزس ES» في السوق اليابانية.
شاحنات مثل «مرسيدس أكتروس» (Actros) اعتمدت كاميرات بدلاً من المرايا الجانبية الضخمة، مما قلّل من مقاومة الهواء بنسبة تصل إلى 5%. هذا يعني استهلاك وقود أقل، خصوصاً في الطرق الطويلة.
كما أن كاميرات الزوايا تُحسِّن السلامة في البيئات الحضرية، حيث تُظهر المشاة والدراجات في مناطق يصعب رؤيتها بالمرايا التقليدية.
رغم المزايا التقنية، لا تزال بعض الدول تحظر استخدام الكاميرات كبديل كامل للمرايا، لأسباب قانونية أو تتعلق بالسلامة. الولايات المتحدة، على سبيل المثال، لم تمنح الموافقة الكاملة بعد، ما يُعقّد تبني النظام في طرازات عالمية مثل (Tesla Cybertruck).
إضافة إلى ذلك، يعاني بعض السائقين من صعوبة التكيف مع «الرؤية على شاشة»، خاصة في الطقس المشمس أو عند وجود تأخير بسيط في الصورة.
أنظمة الكاميرات الجانبية ليست رخيصة. فهي تُضاف غالباً كخيار فاخر في السيارات، وقد تكلف مئات الدولارات، ناهيك عن تكاليف الإصلاح في حال التلف. كما أن تعويض المرايا بكاميرات قد يعني زيادة في كلفة التأمين في بعض الأسواق.
لكن على المدى البعيد، يمكن لهذه الأنظمة أن تُقلل استهلاك الوقود وتُطيل عمر المركبة، خصوصاً في الشاحنات وأساطيل النقل التجاري، ما يجعلها استثماراً اقتصادياً على المدى الطويل.
ليس السؤال «هل» بل «متى». الكاميرات تتقدم ببطء لكن بثبات، مدفوعة بالتطور التقني والضغوط البيئية، وقد تكون الشاحنات هي البوابة الأوسع لاعتمادها الكامل.
ربما نصل قريباً إلى لحظة تصبح فيها المرايا الجانبية مجرّد ذكرى.. مثل مفاتيح التشغيل اليدوي، أو حتى الأقراص المدمجة.